الأحد، 25 أغسطس 2013

السلطة والمعارضة تستقوي بالخارج على الشعب والوطن.

بعد ان تمكن نظام بشار الأسد من القضاء على سلمية الثورة السورية، تمكن لاحقا من جعل الثورة على نظامه تشبهه في الممارسات اللا أخلاقية  وانتهاكات حقوق الانسان. انتهت مرحلة البراءة الثورية في سورية وحل مكانها «الواقع» كما هو، بتعقيداته  وانتهازية ووحشية قواه وانحطاط قيمها المحركة.خرجت من قاع المجتمع كل الأمراض و لم يهتم أحد بعالجها كما يجب ساعة ظهورها  بل ونفخ الكثيرون في الكير لتأجيجها وأعلنوا تبنيهم لها. خرجت الجذور القومية المكبوتة والتوترات القبلية والجهوية والأحقاد الطائفية ومخاوف الأقليات. ظهر الخطاب الطائفي الصريح في وجه خطاب السلطة الطائفي العائلي المغطى باللغوعن  العلمانية والمقاومة وتجلت كل الآفات التي اعتبرتها الأنظمة السابقة إنجازات لها: فلا وجود لمنظمات المجتمع المدني وليس هناك من تعددية ايديولوجية أو حزبية كبؤس التعليم وسقوط النظام التربوي وتهافت النخب وغياب الصحافة المستقلة والإعلاميين الحقيقيين و الحالة الصحية المزرية للخدمات الطبية والاقتصاد المنهوب المسير لمصلحة النظام وحواشيه .ظهرت كل هذه العوامل لتتفاقِم صعوبة الانتقال السلمي إلى أنظمة حكم تتمتع بتمثيل حقيقي لشعوبها.

ثورة الحرية في سورية وبالأحرى ثورة الاستقلال أيقظت المجتمع التقليدي، وبثت الحياة في أوصاله، وإذا نجحت السلطة والمعارضة في الإجهاز عليها، الأولى بالقمع والتدمير، والثانية بالاحتواء وركوب الموجة فإن الحاضنة الشعبية للثورة، ستتقدم لتثأر لكرامتها من غدر النظام والمعارضة معا.
لقد انكشفت حقيقة بشار الأسد بحربه على المجتمع، وحقيقة المعارضة على أنها الوجه الآخر للسلطة. لقد بات لزاماً أن نفرق بين الثورة في بدايتها وبين ما يجري الآن:إن المعارضة الداخلية والخارجيةهي الجزء المهمش والمنبوذ من المجتمع والمغترب عنه لذلك نجدها، وقد تعشقت بمنطق النظام في وعيها وممارستها، تستقوي،بعصبياتها الفرعية وروابطها الأولية. لكن الهوة التي تعمقت بين النظام والشعب  باتت أوسع من أن يردمها خطاب شعبوي مغشوش، وشعارات ليبرالية وديموقراطية براقة، لا أساس لها في الفكر والسياسة والأخلاق. فلا يجوز وصف المعارضة بغير الصفات التي يوصف بها النظام، ويكفي صراعاتها الصاخبة على «اقتسام جلد الدب قبل اصطياده»، واستقواء كل منها بظهير خارجي، من «أصدقاء الشعب السوري»، على نحو ما تستقوي السلطة ذاتها بمن تسميهم أصدقاءها وحلفاءها من روس وإيرانيين ومقاومة شيعية. أليس لافتاً وكاشفاً لمعنى الوطنية أن تستقوي السلطة والمعارضة  بالخارج على الشعب والوطن؟!

الأنثى

   ا لحبُّ عند "آرثر شوبِّنهاور - نفى شوبنهاور عن إناث البشر أي سحر جسدي حقيقي ، وأضاف أننا نخطئ حين نطلق لفظ "الجنس اللطيف" ...