الجمعة، 26 ديسمبر 2014

كلمات من أب لابنه الشهيد في الذكرى الأولى لارتقائه.

منقول

تكبيرات العيد تعلو في الصباح , يذهب الناس الى الجوامع , يصلون صلاة العيد ,يتبادلون التهاني وتبدأ زيارات العيد .
في مدينتي , تبدأ زيارات العيد بزيارة المقابر, يزور المسلمون قبور أقرب الأموات , ثم الأبعد , ثم الأبعد وينطلقون بعدها في جولة لزيارة "الأحياء" .

 في مدينتي أموات  ولكن هتاك أحياء ينتظرون الموت.
عندما يزور الناس قبور أحبائهم و يقرؤون الفاتحة , أفتش عنك يا ولدي , أراك بين الزائرين تبتسم بهدوء:أعرف أنك معي ,ركعت الأرض لك واتسعت لك السماء ولذلك ليس لك قبر.
أنظر للناس من حولي , يقفون على قبور أحبائهم " مثواهم الأخير"  , يقرؤون القرآن , أو يبكون,أحسدهم , لديهم حبيب يعرفون قبره.
أقرأ على االأنترنت تعزية لصديق باستشهاد ولده , أغبطه لأنه " أبو الشهيد "
أغبطه لأنه يستطيع أن يقول ما يقول , يعتز , ويفتخر , ويظهر حزنه , ويبكي ..
أفتش عن اسمك على الشبكة , بين الشهداء , بين الأحياء , ....... أجد عشرات الصفحات , لكن أياً منها ليس أنت , في صفحتك أجد ابتسامة هادئة توقفت , وصفحة خامدة إلا من رثاء اخت لاتنساك  , ولم تعرف طعماً للحياة من دونك , وتعد الساعات معلنة اقتراب لقائك.

في مثل هذه الأيام , استجبت لاستغاثة المحاصرين , وعبرت بقعة مقدسة من أرض كانت وطن , لإغاثة المدنيين المحاصرين في ريف دمشق ,لكن عين الخيانة كانت صاحية , وكذلك يد الغدر . مع ساعات الصباح الأولى , سلطت أضواء الكشافات وانهالت القذائف والرشاشات , بدأت المجزرة ,  كان كل ضحاياها مدنيين أرادوا كسر الحصار والهروب الى الحرية , وشباب آمنوا بقضية .فحاولوا مساعدتهم و مرافقتهم في هذا الخروج
صمدتم لساعتين , حين كنا نحن في أسرتنا الدافئة , كنتم تحاولون دفع الفجر , وجذب الشمس.
حزين , وحزين لأني لا أستطيع التعبير عن حزني حتى للمقربين.
في ذكرى المولد النبوي الشريف , كنت تشتري علبة الراحة الدرعاوية , والبسكويت , وتقدمها لجدتك , بعد رحيلك بأيام تذكرت امك الحلاوة , اتصلت بي , أخذت علبة الراحة كالعادة وقدمتها لجدتك , سألتني عنك فطمأنتها , ونقلت لها سلامك.هذا العام ستصلها علبة الراحة كالعادة , كما لوكنت , وستسأل عنك , وتدعو لك , وأشعر كما لو كانت تعرف ولكنها لاتريد أن تعترف
كتب اخوك  قبل عام :
" يلي استشهد .. استشهد ..
ويلي رح يستشهد .. رح يستشهد ..
ويلي رح يضل عايش ... رح يبكي دم بالأيام ويقول كانت فرصتي وراحت ومارح ترجع ...
 شوية شجاعة يابتموت كريم يابتعيش بنعيم
اللهم أمتنا ميتة الشهداء أو أحيينا حياة السعداء "

ليتقبلك الله , ويرحمنا
الحق معك , فرصتنا ضيعناها , مو هلآ , ضيعانها من تلاتين سنة , ومابعرف لايمتى بدنا نضل نفتش عنها , بس متأكد مستحيل نلاقيها , الفرصة اللي بتجي مره ,  مره وحده بس , وبعدها منوقف ( متل ماوقفت معك ) , مامنعرف نجاوب على سؤال , أو اعتراض ,

 "انتو لو عملتوا الشي اللي كان لازم تعملوه ماكنا اضطرينا نحنا نعمل شي":هالجملة التي قلتها أنا لأبو حازم من أكتر من 30 سنة , سمعتها منك ,
انت وأبو حازم معكم حق , وغلبتوني , مو بس أنا , غلبتوا جيلنا كلو , 

الله يرحمكم  اتنينكم.

في بلادي شهداء لايجرؤ أهلهم على الاعتراف بهم شهداء فيبكونهم بصمت
ولايعرفهم جوجل ,
ولدوا في بلدات تصنف كأوكار للقتلة ولتخريج الشبيحة , فألمهم مضاعف في الحياة وبعد الشهادة
واستشهدوا من أجل بلدات أحبوها , ولم يكونوا ليتوقعوا أن يصلوا إليها
هم وأهلهم بحاجة الى الانصاف!!!!

الخميس، 25 ديسمبر 2014

التشيع في سورية .



رابط لوقع "زمان الوصل " يتضمن دراسة مفصلة عن التسيع في سورية في عهد الأسدين.
https://zamanalwsl.net/news/56511.html

لا يشكل الشيعة إلا 0.5 % من السوريين مقارنة 9 % العلويين وأقل من 10 % للمسيحيين.الشيعة لا يقبلون باعتبار العلويين جزءا منهم ويعتبروهم خارجين عن الإسلام ولكن خامنئي لأسباب سياسية بحتة ولتيربر دعمه الجنوني لنظام الأسد أعلنهم جزءا من الشيعة.
       سهّل  حافظ الأسد  مهمة نشر التشيّع في سوريا، سواء عبر جمعية (المرتضى) التي أسسها شقيقه "جميل" و عمل من خلالها  في ريف اللاذقية وطرطوس والرقة و دير الزور... أو عبر إباحة نشاط المستشاريات الثقافية الإيرانية في تغليف "الثقافة" بطابع شيعي مُضلَّل بشعارات الولي الفقيه وعماماته... أو عبر نشر " المبشرين " بالمذهب الشيعي  الاثتي عشري في  الأرياف والمناطق الققيرة  التي ينتشر فيها الجهل والأمية..وقد قام الأسد بانتزاع  ملكية الأوقاف للقبور والمقامات التي ينسبها أئمة الشيعة لآل البيت ومنحها لإيران وحتى الاملاك الخاصة العائدة لمواطنين سوريين من أهل السنة والجماعة مموها على ذلك بأسماء سوريين شيعة وقد حدث ذلك بإشراف مباشر من "هشام بختيار"، حيث أعطى إيران العديد من العقارات والأراضي الزراعية التي استملكها من أصحابها لإقامة حسينيات وحوزات شيعية عليها، كما حصل في منطقة السيدة زينب بريف دمشق.
        تسعى إيران منذ مايزيد عن 30 سنة الى تحقيق أطماع ملاليها التوسعية لإعادة أمجاد الأمبراطورية الفارسية أو على الأقل الى بلوغ ما وصلت إليه حدود الدولة الصفوية وكل ذلك عبر بوابة نشر التشيع تحت غطاء محبة آل البيت ونصرة المظلومين والمستضعفين وهكذا دأبت الممثليات الثقافية الايرانية في معظم دول العالم والتي هي اقرب ما تكون لمقر امني تجسسي على ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻛﺘﺒﺎً ﺇﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ وكتب ﺍﻟﻠﻐﺔ  ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﺭﺧﻴﺼﺔ (ﻃﺒﻌﺎﺕ ﺷﻌﺒﻴﺔ) ﻣﻊ ﻭﺿﻊ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺿﻤﻨﻬﺎ و ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ (ﺍﻟﺴﻴﺪﻳﺎﺕ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﺯﻫﻴﺪﺓ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻣﺠﺎﻧﺎً ﻣﺜﻞ سي دي ( ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ - ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ)، ﺑﺎﻹ‌ﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻜﺘب ﻭﺍﻟﻤﺠﻼ‌ّﺕ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗطعن ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺜﻞ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺟﻴﻬﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.واستمرت الممثليات بعقد الندوات بدعوى التقريب بين المذهبين السني والشيعي لتبث من خلالها أفكارها العقائدية ﻭﻟﻮﺣﻆ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻷ‌ﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻣﺤﺎﺑﺎﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻧﻔﺎﻕ  لتمييع  ﺍﻟﺨﻼ‌ﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ بشراء ذمم الكتاب والصحفيين. أما اقامة المهرجانات الخطابية في أعياد (عاشوراء) وغيرها، فقد كانت مناسبة لنشر مبادئ التشيع بسهولة ويسر عبر التركيز على ما يسمونه بمظلومية إل البيت..


بشار الأسد :جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية


       في كل يوم  يرتكب بشار الأسد مجزرة واحدة على الأقل:سياسة تفريغ سورية وإحداث تغييرات سكانية غير قابلة للعكس تتصاعد باستمرار,الأتراك يجهزون بلادهم لتوطين دائم للسوريين في تركيا.
      هذا الجزار الذي يستغل صمت المجتمع الدولي وتواطؤه المشين، ليرتكب المزيد، دون أن يعير اهتماما بأي قانون دولي أو إنساني وجميع المجازر دون استثناء، تندرج تحت بندي؛ جرائم حرب ، وجرائم ضد الإنسانية لكن العدالة الدولية، تبدو غير ممكنة في ظل إفلات المستبدين  و القتلة من العدالة.

الاثنين، 15 ديسمبر 2014

هل تسير الثورة السورية على خطى ثورة الجزائر 1991؟

منقول عن فيصل القاسم:         
          صحيح أن الفارق الزمني بين الثورتين الجزائرية والسورية حوالي ربع قرن من الزمان، إلا أن أوجه الشبه بين الثورتين واضحة للعيان. لهذا بات البعض يخشى، على ضوء المبادرات الدولية والروسية تحديداً، أن تنتهي الثورة السورية على الطريقة الجزائرية البائسة، وأن يعود جنرالات الأمن والجيش إلى تشديد قبضتهم على البلاد والعباد عبر مصالحات زائفة وقوانين الوئام الوطني الكاذبة المفصلة على مقاس القتلة والمجرمين الذين عاثوا في البلاد خراباً وتدميراً وقتلاً. وقد وضع أحد الباحثين الجزائريين أوجه الشبه التي لا تخطئها عين بين الحالتين الجزائرية والسورية. 
ولو رتبنا الأحداث من البداية إلى النهاية لوجدنا التالي:
خروج مظاهرات مطالبة بإلغاء الانقلاب الذي قام به جنرالات الجزائر على نتائج الانتخابات وضرورة إعطاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ الفرصة في الحكم. بالمقابل، خرجت مظاهرات شعبية في سوريا مطالبة بتغيير نظام الحكم. وكما تصدى النظام الجزائري للمظاهرات الشعبية بالحديد والنار، أنزل بشار الأسد الجيش إلى الشوارع فوراً للقضاء على التجمعات الشعبية والسياسية. 
وقد تشابه النظامان في شن حملة مداهمات واعتقالات في صفوف المعارضة واختفاء عشرات الألوف، مما حدا بالمعارضة إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسها في كلتا الدولتين، فأصبح صاحب الحق متمرداً في نظر النظامين.
وكما ظهرت في الجزائر جماعات متطرفة مجهولة المنشأ، شعارها محاربة النظام وتشويه سمعة المعارضة، برزت على الساحة السورية أيضاً جماعات لم يعرف أحد من أين جاءت. والغريب أن كل تلك الجماعات جاءت باسم الدين وشعارها "الله أكبر". ويعتقد الكثيرون أنها صنيعة أمنية في كلا الحالتين، ولكم القياس. ثم تلا ذلك البدء في حملات التصفية الجماعية لكل من كانت له علاقة من قريب أو من بعيد بالمعارضة الأصلية.
لاحظوا أيضاً ظهور المجازر الجماعية بالجملة، والمجرم مجهول، والكل يتبرأ من الجريمة، أضف إلى ذلك الحملة المسعورة لتشويه صورة الإسلام والمعارضة. وكما هرب ملايين الجزائريين للخارج، أصبح العالم الآن يضرب المثل بعدد اللاجئين الذين هربوا من سوريا جراء الصراع الدامي، وقد أصبح كل من الشعبين منبوذاً أينما حل، وصارت صفة الإرهاب ملازمة لهما.
لاحظوا أن العالم في ذلك الوقت تحرك، لكن ليس لإنصاف الشعب الجزائري المسكين، بل لإنهاء الصراع لصالح الجنرالات والحفاظ على النظام، لاحظوا أيضاً أن العالم يعيد الكرة الآن في سوريا، حيث تناسى ما حل بالسوريين من كوارث، وأصبح همه الحفاظ على الحكم في دمشق من خلال مصالحات مفروضة على الشعب فرضاً بعد أن ذاق الأمرّين على مدى سنوات من التشرد والجوع والمرض والدمار. 
وكما دخل الشعب الجزائري وقتها في حالة من الضياع والتيه والحسرة، وكان يتمنى الرجوع إلى نقطة البداية والرضا بالواقع، فإن الكثير من السوريين بات يحن إلى أيام الطغيان الخوالي، ويريد سلته بلا عنب.
إلى هنا كل شيء متطابق حرفياً بين التجربتين الجزائرية والسورية. 
وعلى ضوء ذلك يمكن أن نتوقع الأحداث التالية في سوريا بناء على النموذج الجزائري. أولاً: الدعوة إلى الحوار بين أطراف النزاع برعاية أصحاب المصالح. ثانياً: الدعوة إلى الوئام المدني ووقف إطلاق النار واعتبار الوضع حرباً أهلية، وبالتالي لا أحد سيُحاسب لاحقاً. ثالثاً: الدعوة إلى مصالحة وطنية، وذلك يعني عفا الله عما سلف، وينجو الجميع بفعلته والذين ماتوا، والمجرمون حسابهم عند ربهم ولا عقاب، ولا متابعة، ولا هم يحزنون في الدنيا. رابعاً: بقاء النظام في الحكم، ويتم استبدال الرئيس بشخصية جديدة حسنة السمعة وتـرضي الجميع، لكنه في الواقع تطور يخدم النظام ويدعم قوته، ويعطيه شرعية جديدة لم يكن يحلم بها قبل الثورة. خامساً: عندما ترضى المعارضة بالمصالحة فاقرأ السلام عليها، لأن النظام سيعمل على تلميع صورته وتشويه سمعة الطرف الآخر، ويستحيل بعدها القيام بثورة ديمقراطية في البلد. سادساً: العودة إلى نقطة الصفر، والجميع سيسكت خوفاً من تكرار الأحداث من جديد، وكلما ظهرت بوادر انتفاضة قام النظام بتفجير هنا وآخر هناك، فيهدأ الجميع.
ولمن ما زال لديه أمل في الحرية، فإن النظام الذي قتل مليون سوري لا يقيم لك أي وزن ولا أهمية لوجودك، فيما لو تمكن ثانية. لاحظ كيف صمت الشعب الجزائري بعد تلك التجربة المريرة، وانظر إلى أين وصل وضعه الآن. رئيس مشلول، وفساد ليس له مثيل، ومجرمون يمارسون الموبقات على رؤوس الأشهاد، ولا أحد يجرؤ على الكلام، فالجميع خائف. 
وليعلم السوريون، إذا رجع النظام، فلن يرحم أحداً. وبالتالي، كل من ينخدع بوعود المصالحة المزعومة في سوريا، فلا يلم إلا نفسه. 
لهذا أمام الشعب أمران اثنان: إما أن ترضوا بالعودة إلى نقطة الصفر وفق الأحداث المتوقعة. وإما أن توحدوا الصفوف، وتحسموا أمركم ضد النظام الحاكم، لأنه في أضعف أحواله، ولو كان قادراً على المواجهة لما بدأ في الدعوة إلى المصالحة أصلاً.
فاختاروا مصيركم الآن: إما أن تكونوا أو لا تكونوا.

الأحد، 14 ديسمبر 2014

البوذيون الساموراي هم القدوة لداعش وأخواتها.


      كيف تحول تقليد ياباني خاص بالساموراي إلى مصدر إلهام للشرق اوسطيين لدرجة أنهم اتخذوا منه ورقتهم الرابحة الأكثر إشاعة للخوف؟

يبدو أن القصة بدأت عندما اختار الثوار الفلسطينيون نموذجا لهم رفاقهم في الجيش الاحمر الياباني، الذين جاؤوا الى لبنان لدعم الثورة الفلسطينية، واختاروا هذا النمط من العمل إذ قرر ثلاثة  يابانيين من اليسار المتطرف الهجوم على مطار اللد في 1972 ليفتحوا النار عشوائيا على المسافرين والحصيلة مقتل 26 وجرح أكثر من مئة وليكون ذلك أول هجوم انتحاري في تاريخ الثورة الفلسطينية.
كان لهذا العنف الاعمى تأثير هائل، لا سيما ان الارهابيين سعوا الى الانتحار فوراً وتمكن اثنان من ذلك أما الثالث فقد اعتقل.وهكذا صدرت التوصية بتبنى الثورة الفلسطينية لنهج اليابانيين الانتحاريين الآتين من أقصى اليسار المتطرف وما لبث الشيعة اللبنانيون وحتى المسيحيون اللبنانيون من أتباع الحزب الاجتماعي القومي السوري من اللحاق بهم وليصبح هذا النهج مصدر قوة لكل الحركات الثورية في الشرق الأوسط.
    المهم أنه لم يجيء ثمرة لثقافة دينية ولا تربطه بالإسلام جذور تاريخية، بل أتى بقرار سياسي غريب عن المنطقة.

التحالف الدولي بين الأسد و داعش.

              إن الوحشيّة التي تعامل بها نظام بشار الأسد مع مطالب الشعب السوري منذ بدايتها لا نظير لها ، ولو بحثنا في تاريخ البشرية التي مرّت بأبشع الديكتاتوريات، وأعنف الطغاة، وأوحش الحركات الباطنية، وأقذر الحروب الدينية، وأسوأ احتلال خارجي، لن نجد مثيلا لما فعله بشار الأسد بشعبه الذي اقتصرت مطالبه في البداية على إصلاحات سياسية عادية، ثم تطوّرت إلى المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين السلميين، ثم تطوّرت إلى المطالبة برحيل الأسد، ثم تطوّرت إلى المطالبة بسقوط النظام كله، ووصلت إلى حرب طائفية مدمرة في المنطقة، وبين كل تطوّر وآخر كانت وحشية الأجهزة الأمنية هي السبب الوحيد في تصاعد سقف المطالب .
هذه  الوحشية من نظام الأسد ومن يقفون خلفه من المليشيات الشيعية فاقت بشاعتها  كل ما خطر وما لم يخطر على ذهن بشرومع ذلك  قابلها المجتمع الدولي بالتفرّج بسلبية لا مثيل لها _هذا إذا اعتبرنا أن موقف الغرب و تحديدا اوباما سلبي وليس تواطئا_ أو دعّموا المجرمين  بكل صفاقة، ومن وقف ضد ذلك لم يتجاوز موقفه بيانات التنديد التي لم تصنع شيئا لوقفها.
          بعد 7 أشهر لم تعد تجدي المظاهرات السلمية مع النظام الذي أوغل في الدماء أكثر و أكثر و صار يقتل بكل ما يملك من سلاح، سواء كانت الأسلحة الكيميائية أو البراميل المتفجرة أو صواريخ سكود، وصار من المستحيل  أن يقف الشعب السوري مستسلماً لكل هذه الوحشية، فحمل السلاح الخفيف مع المنشقين من الجيش للدفاع عن نفسه، وهذا ما زاد في وحشية وسادية بشار الأسد بأوامر من خامنئي، وبدعم معلنٍ من الدبّ الروسي وبتغطية مطلقة من اليمين الإسرائيلي وهكذا ظهرت تنظيمات متشدّدة وتكفيرية، وأخرى أيضاً وحشية، وحسبت على المعارضة، من بينها المعارضة الموازية التي صنعتها المخابرات الإيرانية قي سورية والعراق كي تبرّر بها إرهاب بشارضد  شعبه الأعزل، وأخرى كي تغرق ثورة السوريين في مستنقعات "الحرب على الإرهاب". كما ظهرت أيضاً تنظيمات قابلت الوحشية المسلّطة على الشعب منذ أكثر من ثلاث سنوات بوحشية عكسية، وهذا رد فعل طبيعي ومتوقع ً.
المجتمع الدولي شارك في جرائم الأسد عندما لم يتدخل لحماية الشعب السوري الأعزل الذي يبطش به وبطريقة تعافها حتى وحوش الغاب. هذا الخذلان الدولي الذي يتنافى مع كل القيم الأخلاقية والإنسانية، وكل الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية، جعل المشهد السوري مفتوحاً على كل الاحتمالات الممكنة وغير الممكنة، ومن بينها  ظهورهذه الوحشية المضادّة  "داعش" أو غيره من التنظيمات المتشدّدة، التي ولدت في رحم الدماء ومستنقعات الحروب القذرة التي صنعها نظام الأسد تحت شعار مقاومة وممانعة مزيفة يخادع بها السذّج ومن أعمى الله قلوبهم وأبصارهم 
المجتمع الدولي الذي استنفر كل قواته، وجمع أكثر من أربعين دولة لمحاربة الوحشية المضادة التي تجلّت في تنظيم "الدولة"وجبهة النصرة  لا يزال يتجاهل الوحشية الأصلية التي تتعلق بنظام الأسد وحلفائه :المليشيات اللبنانية و الإيرانية والعراقية .من يريد أن يعيد سورية إلى مسارها الطبيعي عليه أن يواجه الوحشية سواء كانت من فعل الأسد، أو من ردّ فعل تنظيمات مسلحة معارضة له، أما الكيل بمكيالين كما اعتادت الديموقراطيات الغربية أن تفعل فليس له من نتيجة إلا المزيد من الدمار وانتشار النار خارج حدود سورية ليس إلى لبنان والعراق فقط بل إلى ما لا يعرف مداها إلا الله وسينقلب السحر على الساحر كما في كل مرة وما درس أفغانستان ببعيد.

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

ولا زالت اسرائيل تعربد في سماء دمشق وتنتظر الرد.

لا يستطيع سلاح الجو الأسدي اعتراض الطائرات الإسرائيلية أو الرد بضرب عمق الأراضي المحتلة فهو مشغول بإلقاء براميل الموت على الشعب السوري.
يقولون في الأمثال :من شابه أباه !!!!!


الجمعة، 5 ديسمبر 2014

الضمير الميت لهذا العالم: ألا تستحون.


السنة الرابعة ولا زال نصف الشعب السوري في مخيمات اللجوء والنزوح :
يسقط ضمير العالم.
تسقط الإنسانية.
تسقط الأمم المتحدة.
تسقط حقوق الإنسان.
تسقط الأنظمة المرتزقة على حساب أطفالنا وأولها بشار الأسد والأردن ولبنان.
تسقط اسرائيل وأميركا وإيران المجوسية والغرب لأنهم سبب أكبركارثة في هذا القرن.

"تتحدثون عن السلام؛
وأنا هنا غصن بلا جذر.....
وسقف في الفضاء الرحب قام....
جيل أنا ينمو ويكبر في الخيام...
ولتسمعوها جيدا:ينمو و يكبر في الخيام.
خلوا الفتات على موائدكم !!
ودعوني على جوعي ......
على عطشي أنام؛
والويل للتاريخ من جيل الخيام".

السبت، 29 نوفمبر 2014

“التاريخ يعيد نفسه ولكن في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة”

         في الحرب العالمية الأولى بدأ "سفر برلك" الذي يعني :الترحيل الجماعي والآن بعد 100 عام يعيد التاريخ نفسه.كان القرن العشرين في العالم قرن الحروب، ولكنه كان أيضا قرن الإصلاحات والتحرر والتطور الحضاري في العالم  وكان قرن الفشل العربي وتعثر مشاريع النهضة  في الوطن العربي والاندماج الإقليمي. والأدهى أن القرن العشرين شهد كذلك سايكس بيكو و وعد بلفور والتغريبة الفلسطينية والحروب المرتبطة بها والمتفرعة عنها وما نتج عنها من تغييرات في دول وكيانات كانت وليدة هذا القرن وكانت ضحية أحداثه في آن معاً.
حاول الشباب العربي إنجاز الحلم على طريقتهم مع حراك ما سمي “الربيع العربي” وتحولاته، وكان العام 2011 عام العرب مع السعي لقيام محاولة نهضوية حضارية جديدة، لكن سرعان ما تحالفت المشاكل الداخلية مع القوى الإقليمية والدولية الرافضة للتغيير، كي تسود الفوضى غير الخلاقة لتدمر سورية والعراق وليبيا واليمن.
اليوم بعد مئة عام تعود أساليب “سفر برلك” وظروفها من جديد، ولكن ليست على يد جمال باشا أو هنري مكماهون، بل على أيدي النظام السوري وشبيحته و حلفائه، وتنظيم “داعش” والعصابات المنفلتة، بمباركة  واشنطن ومن يصنفون أنفسهم في خانة أصدقاء الشعب السوري. قبل قرن من الآن، اقتصر الأمر في سورية على إعدام الأحرار في ساحة المرجة بدمشق وعلى مجاعة محدودة وعلى هجرة نحو الخارج… واليوم بلغ السيل الزبى على أراضي سورية وأصبح القتل والتدمير وتهجير السكان على أساس فئـوي هو المنهج المعتمد، وامتد الأمر إلى بلدان الجوار، ويبـدو لبنان والأردن الأكثـر تأثرا من الناحية الأمنية والسياسية والاقتصادية وتداعيات تدفق اللاجئين.قبل قرن، كانت “السفر برلك” تعني الغياب بلا عودة للشباب المأخوذ قسرا إلى الحرب والمجاعة التي انتشرت بشكل محدود والغربة التي فرضت على من رفض الخضوع للسفر برلك.
هذا الجرح الغائر في الذاكرة الوطنية السورية سيكون محدودا مقارنة بما يجري الآن وخاصة حجم التغريبة السورية في مخيمات اللجوء وأماكنه، أو على متن قوارب وسفن مغامرة لاجتياز البحار نحو عالم متحضر انتحرت كل قيمه وأخلاقه على أرض بلاد الشام.في خضم هذه الكارثة التي نفذها بشار الأسد ضد السوريين وقتل فيها قرابة 300 ألف ونصف مليون معتقل ومفقود و 10 ملايين مهجر يبرز السعي الحثيث لنظام الأسد من أجل تغيير وجه سوريا وطبيعة تركيبتها السكانية.إن تقسيم سورية أو إعادة النظر في الحدود يتناغم مع مشروع “الخلافة” الداعشية  ومشروع يهودية دولة إسرائيل، وسعي إيران لإحياء دورها الصفوي مما يعني في الإجمال إعلاء البعد الديني للصراعات في بلادنا مع ما يمكن أن ينتج عنه من حروب لها أول وليس لها آخر، وربما ستشبه حرب الثلاثين سنة في أوروبا مع ما جرّته من ويلات.

تاريخنا بدمائنا كتب



       سألني أحد الأخوة عن "قاسيون"فوجدت كلمات هذه الاغنية مناسبة لأعرفه به :الكلمات الأصلية للشاعر خليل   خوري قبل ان تحرف وتغنى لحزب البعث.

من قاسيون أطل يا وطني
فأرى دمشق تعانق السحبا
نيسان يدرج في مرابعها
والمجد ينثر فوقها الشهبا
أوسكرة للمجد في بردى
خلتْ على شفة الهوى حببا
أم أن سحراً مسها ويدا
ردتْ إليها القلب والعصبا
عجبا كأني الآن أعرفها
شمماً كما يرضى العلا وصبا
لأكاد أسمع ألف هاتفة
حوران تلثم في العلا حلبا
وصدى البشير يهزني طرباً
إنّا اعدنا الحب والغضبا
سوريةٌ عادت مطهرة
تاريخها بدمائنا كتبا

الجمعة، 28 نوفمبر 2014

انتحار الياسمين قي الشام


 لم تعد الشام مدينة الياسمين فقد انتحر الياسمين منذ أن وضعت الفرقة الرابعة مدافعها على قاسيون وقصفت دمشق و غوطتها.

الخميس، 20 نوفمبر 2014

فاليري جاريت... امرأة يهودية من أصول إيرانية تقود قرارات أوباما

منقول بتصرف عن مقال بتاريخ 1-12-2013
هيمنت فاليري جاريت، مستشارة أوباما اليهودية ذات الأصول الإيرانية، على كل كبيرة وصغيرة في البيت الأبيض، فباتت أقوى النساء نفوذًا في الولايات المتحدة، وأجرت اتصالات سرية مع طهران فور تولي حسن روحاني الرئاسة، فصداقتها لأوباما وزوجته هي الخلفية الحقيقية  لكل قراراته إضافة لتأثير زوجته عليه.وبحسب صحيفة  يديعوت احرونوت العبرية تعلم جميع كوادر البيت الأبيض أن جاريت هى اقرب المستشارات إلى أذن رئيس الولايات المتحدة، وأكثر الشخصيات تأثيراً عليه،ووفقاً للصحيفة لعبت جاريت دور الوسيط السري بين الولايات المتحدة وإيران، قبل إجراء المباحثات التي تمخضت مؤخراً عن إبرام اتفاق جنيف، وقالت دوائر في ردهات البيت الأبيض حينئذ إن جاريت التي تنحدر في أصولها من مدينة شيراز الإيرانية، وتجيد الفارسية بطلاقة، كانت ضالعة بشكل مباشر في كل القرارات التي اتخذتها الإدارة الأميركية وخصوصا الملف الأكثر إثارة للجدل:أزمات الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني.
إدارة اتصالات سرية بين واشنطن وطهران
وفورا بعد  فوز روحاني كانت جاريت تدير حلقة اتصالات سرية بين الإدارة الأميركية والإيرانيين، وخلال الآونة الأخيرة انطلق اسمها في مختلف المدوّنات الالكترونية ذوات الاهتمام بالملف النووي الإيراني، ورغم أن البيت الأبيض نفى جملة وتفصيلاً صحة تلك التسريبات، لكنه اعترف بها في نهاية المطاف بعد التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن حول الملف النووي الإيراني.
وتتساءل الصحيفة العبرية، لماذا بزغ نجم فاليري جاريت؟، إلا أن الصحيفة تجيب على نفسها حينما تقول: "يعود ذلك ربما لأصول جاريت الإيرانية، بالإضافة إلى انه لا يوجد اقرب منها للرئيس أوباما، فهى كاتمة أسراره والأمينة على كل ما يُفكر به، أو ما يعتزم اتخاذه من قرارات". وكتب مدوّن إيراني يقول: "إن جاريت أدارت قنوات اتصال سرية مع الإيرانيين، وان عدداً من وسائل الإعلام العالمية أكدت ذلك، إلا أن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي استنكرت الأمر ونعتته بالأكاذيب الإعلامية".ولكن رغم كل شيء فهي  ليست خبيرة في الإشكالية النووية الإيرانية، كما إنها ليست دبلوماسية حاذقة حتى تسند لها تلك المهام، وليس من المعقول أن تجري بنفسها سلسلة اتصالات سرية مع مختلف دول العالم حول البرنامج النووي الإيراني من دون الكشف عن هويتها أو نشاطها، وهو الأمر الذي يلقي بعلامات الاستفهام، ويثير الفضول إلى درجة كبيرة حول سيرتها الذاتية.
ابنة يهودي هاجر بها والأسرة إلى شيكاغو
 جاريت  ابنة طبيب وأستاذ جامعي هاجر مع أسرته إلى شيكاغو وهي في سن السبع سنوات، وفجرت جاريت مفاجأة حينما أعلنت في مؤتمر ليهود واشنطن إن والدها يهودي الديانة، وإنها انتقلت إلى واشنطن لمساندة ودعم صديقها الصدوق في البيت الأبيض باراك أوباما، وإنها حلت ضيفة دائمة على المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو مع أوباما مؤخراً في البيت الأبيض.
وعلى عكس كل المساعدين الآخرين في البيت الأبيض لا تتولى جاريت وظيفة أو عملا محددا في الإدارة الأميركية، فهى ببساطة صديقة شخصية لأوباما وعقيلته، مرغوب في بقائها لدعم الرئيس، رغم ذلك إلا انه يعمل تحت جاريت عشرات المستخدمين، كما إنها تتحرك وسط حراسة أمنية مشددة من قبل الأجهزة السرية في البيت الأبيض، ويعد ذلك دليلاً على حيثيتها وأهميتها لدى أوباما وعقيلته ميشال مما جعل موظفي البيت الأبيض يتجنبون الصدام معها إلا أن كل من رام عمانوئيل كبير موظفي البيت الأبيض سابقاً، و روبرت جيبس المتحدث البارز باسم البيت الأبيض، والمستشار الكبير ديفيد اكسلورود مهندس حملة أوباما الانتخابية  لم يرق لهم انفراد جاريت بهذه القوة والمحاباة فطردهم أوباما ولم يعد لهما وجود في البيت الأبيض، بينما ظلت جاريت باقية ومستقرة حتى اليوم في مكانها. ولا تكتفي بالهمس في أذن أوباما فقط عند إسداء النصح والمشورة، لكنها في كثير من الأحيان تقود سياساته .
دعوة لطرد "الزيرو" من البيت الأبيض
ويبدو واضحاً نفوذ جاريت عندما غرد "جوبي جوزيف" رجل الأمن القومي الأميركي في "تويتر"و أبدى إعجابه بشخص الرئيس الأميركي باراك أوباما وقدرته على التعاطي مع كافة القضايا الداخلية والخارجية، إلا أن جوزيف أعرب في الوقت عينه عن امتعاضه من اعتماد أوباما على شخصية وصفها بـ "زيرو"، أي اللاشيء في البيت الأبيض وتدعى فاليري غارت، لكن كلمات جوزيف وتطاوله على جاريت كان السبب الحقيقي وراء إقالته من منصبه، رغم انه كان خبيراً في مسألة الانتشار النووي، وضليعاً في كل ما يتعلق بالملف النووي الإيراني.
وبحسب الصحيفة تسببت جاريت في الكثير من الانتقادات لدى عدد كبير من المراقبين لسياسة  الولايات المتحدة، وجاء في طليعتهم "فرانك ريدج" المحلل والكاتب السياسي الكبير في صحيفة نيويورك تايمز ، الذي دعا في مقال مطول إلى إقالة جاريت وإبعادها عن باراك أوباما، مشيراً إلى أن فشل الأخير في العديد من القضايا الداخلية والخارجية يعود إلى التصاقه هو وزوجته بمجموعة من المستشارين فاقدي الخبرة والأهلية وخص منهم بالذكر فاليري جاريت.

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

ولاء الشيعة العرب لمن؟ومتى ستحارب إيران اسرائيل ؟

       حاول اليهود تحريف الاسلام  كما حرفوا المسيحية واليهودية  فظهر الشيعة الصفويون وصاروا  يألهون الائمة الاثنى عشر كما ألًه النصارى عيسى عليه السلام. و حرف الشيعة القرآن كما حرف النصارى الانجيل و اصبح الشيعة يقد سون اليهود ويدافعون عنهم كما يفعل النصارى واتهم الشيعة صحابة الرسول بالخيانة كما اتهم النصاري تلاميذ عيسى بالخيانة و كذلك كفر الشيعة أمة الاسلام الا بضع  من الصحابة كما كفر النصارى بعضهم بعضا و كما عبد النصارى باباوات النصارى وادعوا لهم العصمة رغم تكرار تخاريفهم و فضائحهم  كذلك عبد الشيعة ولي الفقيه الخميني ثم خامنئي وادعوا لهم العصمة رغم فضائحهم و تعاونهم مع امريكا واسرائيل ضد افغانستان و العراق وحتى ضد شيعة العرب .(للمزيد يمكن الرجوع إلى  كتاب الشيعة فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الارباب ) .
يقول امين حزب الله السابق صبحي الطفيلي في استقالته : ان "حزب الله" اصبح يحمي شمال اسرائيل بدلا من ان يقاوم الاحتلال. ولا عزاء لشيعة العرب الذين ينهب شيعة الفرس أموالهم ويسطون على خمس دخلهم كما يسطون على أعراض بناتهم بزواج المتعة وعلى دماء رجالهم بحروب و مؤامرات ضد اوطانهم التي يفترض  أن ينتموا لها.
لم ولن ولا يمكن أن تحارب إيران قط  ضد اسرائيل و لا ضد أمريكا الا بالهتافات والرايات الكاذبة والمشاهد الخادعة المفبركة على الطريقة الهوليودية .
    بالمثل سنبقى نسمع التهديدات الأميركية والاسرائيلية ضد إيران للمئة عام القادمة كما سمعناها في ال 35 سنة المنصرمة.

الحصانة المطلقة من قبل اسرائيل للأسد الأب والابن لذا فهم فوق المحاسبة


كشف للمرة الاولى عن اتصال المجرم بشار الاسد بالشبكة المتهمة بتنفيذ الاغتيال، وتحدثت معلومات غير مؤكدة عن ان الاسد اراد التأكد من دقة تنفيذ عملية الاغتيال و كذلك تأكد قيام  الرئيس اللبناني السابق اميل لحود بالاتصال بالمجوعة المنفذة لوجود اتصال من خطه الهاتفي بالشبكة.هذا إضافة الى اللقاءات التي كانت تحصل بين  رفيق الحريري والمسؤولين السوريين والتي كان حماده يطلع على بعض ما يدور فيها، خصوصا تهديد الاسد للحريري وجنبلاط بأنه "سيكسر رأسيهما، وسيدمر لبنان فوقهما، في حال لم يلتزما خيار التمديد للرئيس السابق اميل لحود".


اغتيال.. ثم تعود الأمور إلى مجاريها!
وتضيف ان ثبوت إتصال الاسد بالشبكة التهمة بتنفيذ الجريمة، يشير الى عدم ثقة الاسد بفريق عمله، اولا، ويشير ايضا الى الاستخفاف السوري بدماء اللبنانيين، خصوصا ان ما أعقب عملية الاغتيال كان يهدف الى طمسها في اسرع وقت ممكن من خلال جنازة رسمية تقام للحريري وقترة حداد لثلاثة أيام يُصار بعدها لاعادة الحياة الطبيعية الى مجراها،

الاثنين، 10 نوفمبر 2014

قمة الخيانة و الغباء السياسي: الأكراد السوريون.



مع اشتعال المعارك بين حزب الاتحاد الديمقراطيّ الكرديPYD وتنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام." تحرك الإعلام الغربي بضغط من الحكومات الاوربية، إلى تقديم الحزب على أنه قوى تحرريّة برغم كل ما يمارسه من  انتهاكاتٍ صارخةً بحقّ السوريين من مختلف الإثنيات.
قبل ذلك كان الحزب، وهو "الواجهة" السوريّة لحزب العمال الكرديّ التركي PKK، قد اكتسب قوته من خلال انتظامه في معركة النظام السوريّ ضدَّ الشعب الثائر للمطالبة بالحرية والمشاركة السياسية؛ مستفيداً من دعمٍ إيرانيٍّ غير محدودٍ هدف بدايةً إلى إثارة مكونات الشعب السوريّ ضد بعضها؛ ومع تطور الصراع هدف إلى خلق مشكلاتٍ إقليمية اعتقد، وحليفه القابع في دمشق، بأنه سيجبر الولايات المتحدة على قبولهما طرفين في الحل السياسي( ).
وقد دفع الأكراد والعرب، وبقية المكونات، ثمناً باهظاً لهذه السياسات، وعلى المستويات كلّها، وهو ما بلغ ذروته حين أقدم النظام على الاستفادة من الانقسامات التي طالما غذّاها في مواجهة سكان المدن والقرى والبلدات الذين شاركوا في الثورة. واعتمد النظام في هذه المناطق السياسات ذاتها التي اتبعها في مختلف أنحاء سوريا (أي التعبئة الطائفيّة و\أو الإثنية و\أو الجهوية) بهدف شقِّ صفوف الحركة الوطنيّة العربيّة والكردية، فعمد إلى خطف "مجتمعات" على أي من الأسس سابقة الذكر، مثلما عمد إلى السيطرة على التجمعات الكردية عبر حزب الاتحاد الديمقراطي، واستخدامها كرهينةٍ لإجبارها على التماهي مع سياساته في قمع الثورة الشعبيّة؛ وهو ما اعتمدته سلطة الأسد في مناطق مختلفة من سوريا (حمص، السويداء، وادي النصارى، مخيم اليرموك،...)، حيث نجحت في بعضها وفشلت في بعضها الآخر.
وفي إطار هذه "الإستراتيجية" كانت سياسة الترحيل والتهجير محوراً رئيساً لخدمة هدف سحق الحراك المدنيّ وإعادة الشعب السوريّ إلى حالة الخنوع. واعتمد وكلاء سلطة الأسد –مثله- سياسة الترحيل والتهجير، في المناطق المختلطة إثنياً، دينياً، مذهبياً، جهوياً، كأهمِّ أدواتها في هذه المواجهة لتنفيذ سياساتها وتحت مسمّيات شتى. ومن الأهداف غير المعلنة لهذه الإستراتيجية حرف الصراع الدائر عن وقائعه الرئيسة بما هو صراع من أجل الحرية وفي مواجهة الاستبداد.
وشكل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بحكم علاقاته القديمة والمتجددة مع النظام السوريّ، مخلب قطٍّ لتنفيذ سياسته هذه، وتمّ له ذلك عبر تفويضه -من قبل النظام السوريّ- ومنحه سلطاتٍ أمنيّة، وعسكريّة وإدارية، تمكّنه من السيطرة وقمع واحتواء أي تحركاتٍ جماهيريّةٍ عربيّة أو كرديّة، وبكلّ الوسائل المتاحة. وتشبه هذه السياسات إلى حدودٍ كبيرةٍ الوسائلَ التي استخدمها النظام في أنحاء مختلفةٍ من سورية لقمع الثورة. وقد جرى كلّ ذلك بعيداً عن أي شكلٍ من أشكال الرقابة القانونيّة أو الإدارية أو السياسيّة، ذلك أن "pyd" ليس سوى ميليشيا مسلحة في نهاية المطاف، تعتقد سلطة الأسد بأنها تستطيع في أي لحظةٍ تحميلها كامل المسؤولية عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة وإعفاء نفسها من مسؤوليتها.
يبقى الإشارة إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطيّ (pyd) من الجهات المؤسسة لهيئة التنسيق الوطنيّة التي تقدم نفسها على أنها من أطياف المعارضة، وذلك بحسب البيان التأسيسي في 15-12-2011 .


داعش تهدد طهران :انقلب السحر على الساحر


 أشارت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الى أن " وسائل الاعلام المحلية الايرانية تحدثت اخيرا بشكل مكثف عن رئيس العمليات الخارجية في الحرس الثوري وقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، كبطل في الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية "ونشرت عدة صور له في ساحة القتال في العراق وهو أمر غير مسبوق في ايران التي لا تكرم العسكريين في العادة سوى بعد وفاتهم".ولفتت الى أن "طهران طالما حرصت على جعل القيادات العسكرية في الظل خوفا من تصاعد شعبيتهم أو محاولة الانقلاب على حكم الملالي ورجال الدين"، موضحة أن "المبالغة الملحوظة في حملة تلميع اسم رجل الحرس الثوري الايراني ترجع إلى ما يبدو أنه محاولة للتغطية على الفشل المتكرر للمخابرات الايرانية في المنطقة ككل وليس فقط مع تمكن تنظيم "الدولة الاسلامية" من السيطرة على أجزاء شاسعة من العراق وسوريا".ورأت أن "سليماني يجسد فشل استراتيجيات ايران اخيرا في التنبؤ بقدرات التنظيم المتشدّد ودعمها للرئيس السوري بشار الأسد و"حزب الله" في لبنان"، مشيرة الى أن "صور القائد العسكري الملتحي اظهرته في صورة منسق العمليات الذي يقف مسترخيا وسط قوات الأكراد والشيعة في العراق لكنها أظهرت أيضا اقتراب خطر التنظيم المتشدد من طهران".
وقد انتقد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، هاشمي رفسنجاني، شتم الصحابة والاحتفال بمقتل الصحابي والخليفة عمر بن الخطاب، لافتا إلى أن ذلك قاد إلى ظهور تنظيمات إرهابية كـ"القاعدة" و"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش.وأوردت وكالة الأنباء الرسمية، إرنا، عن رفسنجاني قوله: " القران الكريم يؤكد أن لا تنازعوا فتفشلوا  وتذهب ريحكم إلا أننا تجاهلنا هذه الآية وقمنا بإثارة الخلافات بين المسلمين الشيعة والسنة."وأضاف: " لكننا لم نعر ذلك أي اهتمام وتمسكنا بالخلافات السنية الشيعية وبشتم الصحابة والاحتفال بيوم مقتل عمر، حتى باتت هذه الأعمال عادية للكثيرين"، وتابع: "الأعمال المثيرة للفرقة بين المسلمين نتيجتها الوصول إلى القاعدة وداعش وطالبان وأمثال هذه الجماعات."

سورية : فيتنام الإيرانية


    نشرت حملة (نامه شام) اليوم تقريراً معمقاً عن دور النظام الإيراني في الحرب المستمرة في سوريا بمختلف أشكاله.ويقدّم تقرير "إيران في سوريا: من حليف للنظام إلى قوة احتلال" أمثلة ودراسات عن انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبتها في سوريا قوات وميليشيات يتحكم بها النظام الإيراني، بما في ذلك اغتيال "خلية الأزمة" في تموز/يوليو 2012 ومجزرة الغوطة الكيميائية قرب دمشق في آب/أغسطس 2013 كما يسلط التقرير الضوء على إمكانيات رفع دعاوى قضائية بهذا الصدد ضد مسؤوليين إيرانيين، مثل الجنرال قاسم سليماني، قائد سباه قدس، الذراع الخارجية لسباه باسداران (الحرس الثوري الإيراني).وقال شيار يوسف، مسؤول فريق الأبحاث والاستشارات في (نامه شام)، إنه "توجد أدلة كافية لمحاكمة القيادة العسكرية والسياسية الإيرانية لتورطها في جرائم مختلفة ارتكبت في سوريا. ويمتد ذلك من التحريض على أفعال إجرمية وإرهابية معينة أو تبنيها والمصادقة عليها، إلى المساعدة في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية."وأضاف يوسف: "لذا فإننا نناشد الحكومات الغربية والجهات الدولية المعنية، بما فيها الأمم المتحدة، بمعاينة هذا الدور الإيراني وفتح تحقيقات جدية بهذا الخصوص."
بالإضافة إلى ذلك، يخلص التقرير إلى أن العلاقة بين النظامين السوري والإيراني قد تغيّرت على نحو جذري بسبب هذا التدخل الإيراني. فبعد أن كانا حليفين تاريخيين يتبادلان المصالح والخدمات، يشكّل النظام الإيراني اليوم عملياً قوة احتلال في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا، وفقاً لأدلة مفصلة يوردها التقرير الذي يؤكد "لا يعدو النظام السوري اليوم أن يكون أكثر من لعبة في يد الحرس الثوري إن قاسم سليماني هو الحاكم الفعلي لسوريا المحتلة من قبل إيران."
وهكذا يقترح التقرير التعامل مع الحرب في سوريا باعتبارها نزاعاً دولياً يتعلق باحتلال أجنبي من قبل النظام الإيراني وميليشياته ونضال تحرري من قبل الشعب السوري ضد هذا الاحتلال الأجنبي.
ويرجح التقرير أن يستمر نفوذ النظام الإيراني في سورية  حتى بعد سقوط نظام الأسد لأنه بات يُمارس الآن بشكل أساسي من خلال ميليشيات يدعمها ويتحكم بها النظام الإيراني ، بما فيها حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية شيعية مختلفة. ومن المرجح أن العديد من هذه الميليشيات، المحلية منها والأجنبية، سيعيش أطول من بشار الأسد ودائرته الضيقة.
من المحتمل أن سباه باسداران كان وراء اغتيال أعضاء ما يدعى بـ "خلية الأزمة" في النظام السوري في تموز/يوليو 2012. فبالإضافة إلى قرائن ظرفية مختلفة يعاينها التقرير، نقل مصدر موثوق ورفيع المستوى في المعارضة السورية عن مسؤولين في أجهزة استخبارات غربية لـ (نامه شام) أن بعض أعضاء "خلية الأزمة" كانوا قد فتحوا قنوات اتصال مع دول خليجية ومع الولايات المتحدة الأمريكية لعقد صفقة من وراء ظهر إيران. لكن سباه باسداران تحرك سريعاً لمنع حدوث الصفقة. ومنذ ذلك الحين يتحكم سباه باسداران بالنظام السوري بشكل كامل، وبشار الأسد رهينة لديه عملياً.
الدافع الأساسي وراء التدخل الإيراني الكبير في الحرب في سوريا هو مصلحة النظام الإيراني الاستراتيجية في الحفاظ على إمداد حزب الله في لبنان بشحنات أسلحة عبر سوريا، من أجل إبقاء حزب الله رادعاً قوياً ضد أي هجوم محتمل على برنامج إيران النووي العسكري.
بالإضافة إلى الأسلحة والمقاتلين، لم يتوقف النظام الإيراني عن تقديم قروض مالية وخطوط ائتمان للنظام السوري تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. وما كان لنظام بشار الأسد أن يبقى على قيد الحياة كل هذه الفترة لولا هذا الدعم العسكري والاقتصادي الهائل الذي ما فتأ النظام الإيراني يقدّمه له منذ آذار/مارس 2011، بعد اندلاع الثورة السورية.
لعب سباه باسداران دوراً أساسياً في إنشاء وتدريب وتسليح ميليشا النظام السوري التي تُعرف بقوات الدفاع الوطني أو "الشبيحة". وتم إنشاء هذه القوات على طراز قوات الباسيج الإيرانية وتجاربها في قمع الحركات الاحتجاجية في إيران، خاصة تظاهرات عام 2009 المناصرة للديمقراطية، والتي تُعرف بالحركة الخضراء. ويتحكم سباه باسداران اليوم بقوات الدفاع الوطني إلى حد كبير.
إلى ذلك، قال مدير الحملات في (نامه شام) فؤاد حمدان إن "الولايات المتحدة وحلفائها تتبع منذ البداية سياسة استنزاف بطيء لإيران وحزب الله في سوريا. لكنها لا تريد لحد الآن أن تعترف علناً أن الحرب في سوريا حرب بالوكالة ضد النظام الإيراني، لأنها تريد تجنب الضغط عليها لاتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء حمام الدم في سوريا."وأضاف حمدان: "لقد أصبحت سوريا فيتنام إيران وحزب الله، لكن سياسة "الاستنزاف البطيء" هذه تُطبّق على حساب الشعوب السورية واللبنانية والعراقية. كما أن الفشل في دعم المعارضة السورية المعتدلة بكافة الوسائل التي من شأنها أن تمكّنها من إسقاط نظام الأسد وتحرير سوريا من سباه باسداران وحزب الله أدّت إلى صعود مجموعات متطرفة مثل داعش وجبهة النصرة."وقال حمدان إن "الآمال الغربية بأن حرباً بالوكالة مع النظام الإيراني في سوريا، بالتزامن مع عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، قد تؤدي في النهاية إلى إضعاف النظام الإيراني أو حتى انهياره (أي الفوز بالحرب السورية في شوارع طهران) لا تعدو أن تكون أمنيات في أحسن الأحوال."وأضاف: "قد يكون صحيحاً أن سوريا أصبحت "فيتنام إيران" وأن إيران "تنزف" في سوريا، لكن النظام الإيراني قد يكون قادراً على النزف لوقت طويل بعد، أطول بكثير مما يستطيع الشعب السوري واللبناني والعراقي تحمّله. الحقيقة المؤسفة هي أن النظام الإيراني مستعد للقتال حتى آخر علويّ سوري وآخر شيعيّ لبناني وعراقي من أجل الحصول على قنبلته النووية."
مطالب نامه شام :يجب محاسبة النظام الإيراني على تورطه في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتُكبت وتُرتكب في سوريا، وكذلك على الخروقات المتكررة لواجباته كقوة احتلال في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا، بحسب اتفاقية جنيف الرابعة.
ملخص:
يحاجج هذا التقرير أن نظام بشار الأسد السوري كان سينهار منذ أمد طويل لولا الدعم العسكري والاقتصادي الهائل الذي يتلقاه من النظام الإيراني منذ آذار/مارس 2011، في أعقاب اندلاع الثورة السورية. ينبع هذا المستوى غير المسبوق من الدعم قبل كل شيء من مصالح النظام الإيراني الاستراتيجية، وفي مقدمتها المحافظة على إمكانية إرسال السلاح إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا، من أجل إبقائه رادعاً قوياً ضدّ أي هجوم على برنامج إيران النووي العسكري.إحدى النتائج المترتبة على هذا التدخل الإيراني الكبير في الحرب في سوريا هي تغير نوعي في طبيعة العلاقة بين النظامين السوري والإيرانيفمن حليفين تاريخيين يتبادلان النفع والخدمات، بات النظام الإيراني اليوم عملياً سلطة احتلال في المناطق السورية التي يسيطر عليها النظام، والأخير لا يعدو أن يكون دمية في يد سباه باسداران (الحرس الثوري الإيراني) وذراعه الخاص بالعمليات الخارجية سباه قدس (فيلق القدس). لقد بات الجنرال قاسم سليماني، قائد سباه قدس، اليوم الحاكم الفعلي لـ“سوريا المحتلة من قبل إيران”.
علاوة على ذلك، يجادل المؤلفون أن نفوذ النظام الإيراني في سوريا غالباً ما سيستمر حتى بعد سقوط نظام الأسد لأنه يُمارس الآن بشكل رئيسي من خلال ميليشيات مدعومة من قبل النظام الإيراني تقاتل في سوريا نيابة عن النظام السوري. من المرجح أن العديد من هذه الميليشيات ستعيش أطول من الرئيس بشار الأسد ودائرته الضيقة.
النظام الإيراني في سوريا
من هذا المنطلق يتتبع الفصل الأول من التقرير الدور العسكري للنظام الإيراني في الحرب الحالية في سوريا، مُظهراً كيف نما هذا الدور تدريجياً من تقديم دعم استراتيجي وتقني لقوات النظام السوري في مواجهة المظاهرات الشعبية العارمة إلى التحكم الكامل باستراتيجية النظام السوري العسكرية وقيادة جميع حملاته العسكرية الكبرى.
ففي بدايات عام 2011، قام سباه قدس، بمشاركة عدد من أجهزة الاستخبارات الإيرانية، بتشكيل “بعثة استشارية” لمساعدة النظام السوري في “أزمته” في أعقاب اندلاع الثورة. ويُقال إن من يترأس هذه البعثة هو القائد السابق لوحدات سباه باسداران في طهران، العميد حسين حمداني، وقائد سباه قدس اللواء قاسم سليمانيوقام هذان، وفقاً للتقارير، آنذاك بإرسال عدد من ضباط سباه باسداران ذوي خبرة في حرب العصابات وحرب المدن للإشراف على العمليات في سوريا وتوجيهها.
إحدى أولى الخطوات التي قام بها النظام الإيراني في هذا الصدد كان تشكيل ما يسمى بقوات الدفاع الوطني السورية على غرار قوات الباسيج الإيرانية، مستفيداً من خبرة الأخيرة في قمع الحركات الاحتجاجية في إيران، لاسيما تظاهرات عام 2009 المطالبة بالديمقراطية، والتي تُعرف بالحركة الخضراء. وكان أن أوكلت إلى قوات الدفاع السورية، التي تُعرف بين عامة السوريين بـ“الشبيحة”، مهمة القيام بأعمال النظام “القذرة” في قمع المظاهرات المناهضة للنظام بدلاً من الجيش النظامي، تماماً كما في إيران.
يفصّل التقرير في العديد من الأدلة والقرائن لإثبات هذا الزعم عن “حلقة الوصل الإيرانية” هذه، بدءاً بتصريحات واعترافات نادرة لمسؤوليين إيرانيين وانتهاء بشهادات لمسؤولين سوريين وعناصر ميليشيا خدموا تحت إمرة ضباط إيرانيين أو تلقوا تدريبات عسكرية في إيران. بالفعل، يظهر هذا الفصل من التقرير أن الدور الإيراني في تشكيل الشبيحة لم يقتصر على النصح، بل تعداه إلى تدريب وتسليح وتمويل هذه الميليشيا سيئة الصيت.
مع دفع الثورة باتجاه العسكرة وتحقيق قوات المعارضة المسلحة إنجازات عسكرية ملموسة على الأرض في أواسط عام 2012، اتخذ النظام الإيراني قراراً استراتيجياً بإرسال بعض الميليشيات الموالية له من لبنان والعراق للقتال في سوريا إلى جانب قوات النظام السوري، بل حتى نيابة عنها.
يفصّل التقرير في أدلة وإثباتات متنوعة لدحض تصريحات إيران وحزب الله التي أنكرا فيها آنذاك الدور الذي لعبته هذه الميليشيات. كما يتتبع التطور التدريجي لدور هذه الميليشيات، من مساندة قوات الأسد إلى لعب دور قيادي في جميع المعارك الاستراتيجية الكبرى (القصير، حمص، يبرود، إلخ). ينظر هذا الفصل بالتفصيل في دور حزب الله اللبناني، الميليشيات الشيعية العراقية المختلفة، المقاتلين الأفغان وغيرهم من المقاتلين الشيعة الذين يدرّبهم ويموّلهم ويوجّههم سباه باسداران.
مغزى معركة "القصير": سورية المفيدة
يجادل المؤلفون أن معركة القصير في ربيع 2013 كانت نقطة تحوّل كبرى في الحرب السورية. إذ عكست المعركة نقلة واضحة في استراتيجية النظام الإيراني العسكرية في سوريا: الإقرار، أو ربما فقدان الاهتمام، بإمكانية استعادة السيطرة على الأجزاء الشرقية والشمالية من البلاد، والتي أصبحت آنذاك تحت سيطرة الثوّار. بدلاً من ذلك، كان يجب التركيز من الآن فصاعداً على تعزيز سيطرة النظامين السوري والإيراني على دمشق وما حولها، حمص وما حولها (والتي تربط العاصمة بالمنطقة الساحلية) ومنطقة القلمون التي تربط بين المنطقتين السابقتين وتربط كليهما بلبنان.ويضيف المؤلفون أن الهدف من هذه الاستراتيجية كان تأمين العاصمة، التي كان سقوطها سيُعتبر بمثابة سقوط للنظام، وتأمين ممر دمشق-حمص من أجل ضمان استمرارية جغرافية وديمغرافية للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وكذلك لتأمين استمرار تدفق السلاح إلى حزب الله في لبنان، في الوقت الذي يُقطع فيه تدفق السلاح إلى الثوار من شرقي لبنان.أما الدور القيادي في هذه المعارك الرئيسية فسيُسند إلى حزب الله والميليشيات الأخرى المدعومة من قبل النظام الإيراني، والتي يعتبرها الأخير أكثر تنظيماً وأكثر جدارة بالثقة من الجيش النظامي السوري. في هذه الأثناء، سيستمر طيران النظام السوري بقصف المناطق التي يسيطر عليها الثوار في الشمال والشرق عن بعد، من أجل إدامة حالة الحرب في تلك المناطق وجعل الحياة هناك لا تُطاق. حملة البراميل المتفجرة على حلب أوضح مثال على ذلك.علاوة على ذلك، يقول المؤلفون إن هذا الدور القيادي المسند للميليشيات المدعومة إيرانياً من المرجح أن يستمر حتى بعد سقوط النظام السوري. بالفعل، سبق لعدد من المحللين أن جادل أن استراتيجية النظام الإيراني في سوريا تتجاوز إنقاذ نظام الأسد وتشمل تحضيرات لمرحلة ما بعد الأسد، حين ستستمر هذه الميليشيات التي يتحكم بها النظام الإيراني بممارسة نفوذها على الأرض وبخدمة مصالح النظام الإيراني.
يقدّم الفصل أمثلة عديدة على انتهاكات حقوق إنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت في سوريا من قبل هذه الميليشيات والقوات التي يتحكم بها النظام الإيراني، مشيراً إلى سبل إمكانية محاكمة الأخير لدوره في هذه الجرائم. ويجادل المؤلفون أن هناك ما يكفي من الأدلة – وقد تم بالفعل التفصيل في بعضها في هذا التقرير لمحاكمة القيادات العسكرية والسياسية للنظام الإيراني لاشتراكه في هذه الجرائم على مستويات عدة، بدءاً بـ“التحريض على” و”تبنّي” أفعال معينة، وانتهاء بـ“المساعدة والتحريض” على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
أحد الأمثلة التي يتضمنها الفصل، وربما أكثرها أهمية، هو المجزرة الكيميائية في الغوطة، قرب دمشق، في آب/أغسطس 2013. ويفصّل المثال في ثلاثة أنواع من الأدلة والقرائن التي تشير بقوة إلى احتمال اشتراك سباه باسداران في ارتكاب هذه المجرزة وغيرها من المجازر الكيميائية في سوريا خلال عامي 2013 و2014. تتمحور القرائن حول ثلاثة أسئلة:* هل كان النظام الإيراني على علم مسبق بخطة تنفيذ الهجمة؟* هل استُخدمت فيها أسلحة إيرانية؟* ماذا كان دور الميليشيات العراقية في مجزرة الغوطة؟

بناء على ذلك يدعو المؤلفون المؤسسات الدولية المختصة للنظر في الدور المحتمل الذي قد يكون النظام الإيراني، ولا سيما اللواء قاسم سليماني، لعبه في هذه المجزرة، التي تمخضت عن الصفقة الدولية المثيرة للجدل بخصوص ترسانة الأسلحة الكيميائية للنظام السوري.
هذا ويُعتبر العديد من هذه الجرائم كذلك أعمالاً إرهابية (لأنها كانت مسبقة التخطيط، سياسية الدافع، استهدفت مدنيين وليس عسكريين، ونفذتها ميليشيات غير نظامية وليس قوات مسلحة نظامية). لذا يدعو المؤلفون إلى إضافة جميع المسؤولين والهيئات الإيرانية المتورطة إلى قوائم الإرهاب وفرض العقوبات المناسبة عليهم.
علاقات الأسد وإيران مع "داعش" و"النصرة"
بالفعل، يفرد المؤلفون قسماً كاملاً من هذا الفصل للنظر في علاقات النظامين السوري والإيراني مع المجموعات الإسلامية المتطرفة مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة. وبعد التفصيل في أدلة وقرائن متنوعة، يخلص المؤلفون إلى أن كلا النظامين قد اخترق واستخدم وتعامل مع هذه المجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة من أجل حرف مسار الثورة السورية في اتجاه العسكرة والطائفية ومن أجل تبرير أعمالهما العسكرية ضد المتظاهرين والثوار.
وهذه مسألة هامة اليوم، في النصف الثاني من عام 2014، إذ يحاول كلا النظامين أن يبيع نفسه كشريك في الحملة الدولية الجديدة ضد المجموعات الإسلامية الإرهابية، خاصة بعد صدور قرار من مجلس الأمن بخصوص داعش والنصرة في آب/أغسطس 2014 وإعلان الرئيس الأمريكي الحرب على داعش في العراق وسوريا في أيلول/سبتمبر 2014.
أخيراً، ينظر الفصل الأول أيضاً في دور المقاتلين الإيرانيين والأسلحة الإيرانية في سوريا ويتتبع رحلتهما – كبقية أوجه التدخل العسكري الإيراني في سوريا – من إنكار المسؤوليين الإيرانيين في البداية، مروراً باعترافات متقطعة، وانتهاء بالظهور التدريجي لأدلة لا يمكن إنكارها.
سوريا تحت احتلال عسكري
يبني الفصل الثاني من التقرير على هذه التفاصيل ويجادل أن الحرب في سوريا نزاع دولي طرفاه الأساسيان احتلال أجنبي (من قبل النظام الإيراني) ونضال تحرري من قبل الشعب السوري ضد هذا الاحتلال الأجنبي.
يبدأ الفصل بمناقشة قانونية عن ماهية ومقومات الاحتلال العسكري كما تعرّفه اتفاقيات لاهاي لعام 1907 واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وفيما إذا كان وجود النظام الإيراني في سوريا يشكّل احتلالاً أجنبياً.
وبعد استعراض عدد من الأدلة والأمثلة لدعم زعمهم هذا، بما في ذلك تصريحات لمسؤوليين إيرانيين، يخلص المؤلفون إلى أن للحرب في سوريا اليوم جميع خصائص النزاعات الدولية. وفي أسوأ الأحوال، يقترحون أن تُعامل الحالة السورية على أنها ما يُدعى أحياناً “احتلال مع وجود حكومة محلية في منصبها”.
كما ينوّه المؤلفون إلى إمكانية استخدام المادة 1 من البروتوكول الإضافي رقم 1 لعام 1977 الملحق باتفاقيات جنيف الأربعة، والذي ينصّ على أن النزاعات تُعتبر دولية حين تقع بين دولة وسلطة تمثّل شعباً “يقاتل ضد هيمنة استعمارية واحتلال أجنبي وضد أنظمة عنصرية من أجل ممارسة حقهم في تقرير المصير.”
ينظر المؤلفون بعد ذلك في كيفية ممارسة النظام الإيراني لهذا الاحتلال – على نحو مباشر من خلال قواته المسلحة وميليشياته، وعلى نحو غير مباشر من خلال النظام السوري الدمية. يقتضي الشكل الأول وجود تراتبية عسكرية إيرانية واضحة ومحددة في سوريا، وهو ما يحاول المؤلفون بناءه من خلال المعلومات المتوافرة.
السؤال الآخر المهم في هذا الصدد هو تحديد الشخص أو الأشخاص من النظام السوري ودائرة الأسد الضيقة الذين ينسقون مع القادة العسكريين الإيرانيين، وإن كان تدخل هؤلاء الأخيرين في سوريا قد تمخض عن أية تغييرات في بنى مؤسسات الدولة السورية وتراتبيتها الهرمية.
هل أمر قاسم سليماني بتصفية "خلية الأزمة" السورية في ٢٠١٢؟
للإجابة على هذا السؤال، ينظر المؤلفون في ضمّ واستبعاد مسؤوليين حكوميين وعسكريين سوريين بناء على رغبات وأوامر النظام الإيراني. وكمثال على ذلك، ينظرون معمقاً في حادثة اغتيال عدد من كبار المسؤوليين الأمنيين والعسكريين السوريين ضمن ما كان يدعى بـ “خلية الأزمة” في تموز/يوليو 2012وأهمهم حسن توركماني و داوود راجحة و آصف شوكت، في مبنى الأمن القومي في دمشق بناء على معلومات سُربت إليهم من قبل مصدر رفيع المستوى وموثوق في المعارضة السورية، نقلاً عن مسؤولين في أجهزة استخبارات غربية، بالإضافة إلى إعادة النظر في عدد من القرائن الظرفية المتعلقة بالقضية، يخلص المؤلفون إلى أن عملية الاغتيال لم تكن لها علاقة بالجيش السوري الحرّ ومجموعات المعارضة السورية المسلحة الأخرى، كما زعمت تقارير إخبارية في حينه؛ بل إن من ارتكبها كان سباه باسداران، بأوامر مباشرة من الجنرال قاسم سليماني نفسه في الغالب.وكان المصدر السوري المعارض قد نقل لنامه شام أن عدداً من أعضاء “خلية الأزمة” كان قد فتح خطوطاً مع دول خليجية وغربية بهدف عقد صفقة من خلف ظهر إيران. لكن سباه باسداران كان لهم بالمرصاد ومنع إتمام الصفقة. ومنذ ذلك الحين يبدو أن بشار الأسد تحت قبضة النظام الإيراني بشكل كامل، بل إنه عملياً رهينة لديهم.
يقترح المؤلفون خطاباً جديداً عن الثورة السورية والوضع الحالي في سوريا، بالإضافة لمجموعة من المطالب، في ضوء هذا الواقع الجديد. يجب التعامل مع الحرب في سوريا، على حدّ قولهم، على أنها نزاع دولي يسوّغ تطبيق اتفاقيات جنيف الرابعة، ويجب اعتبار المناطق السورية التي يسيطر عليها النظام مناطق محتلة – ليس مجازاً وإنما بالمعنى القانوني الدقيق للكلمة.
إن الاعتراف بالحرب السورية كنزاع دولي يشارك فيه احتلال أجنبي وشعب يناضل من أجل تحرره قد يقدّم كذلك “سلاحاً قانونياً” قوياً ضد النظام الإيراني، ألا وهو أن هذا النظام يقترف “انتهاكات خطيرة” لاتفاقية جنيف الرابعة، والتي تُعتبر جرائم حرب أخطر من تلك التي عرض لها الفصل الأول من التقرير. ذلك أن على إيران، باعتبارها سلطة احتلال، “واجبات” معينة تجاه الشعب السوري الذي يرزح تحت احتلالها، وفقاً للقانون الدولي.
ثمة ما يكفي من الأدلة – وقد عُرض بعضها في هذا التقرير – لإثبات أن النظام الإيراني وقواته وميليشياته التي تقاتل في سوريا قد انتهكت هذه الواجبات بشكل متكرر من آذار/مارس 2011.
على سبيل المثال، يُعتبر هدم الممتلكات العامة والخاصة في أنحاء شاسعة من سوريا، والذي لا تبرره الحرب (ضد مسلحي المعارضة) في الكثير من الحالات، يُعتبر انتهاكاً صريحاً ومتكرراً للمادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة. كذلك يُعتبر إخلاء قرى وأحياء كاملة من سكانها في حمص وغيرها من المدن السورية، وتقارير عن تسجيل هذا العقارات التي أجلي أصحابها بأسماء مناصرين للنظامين السوري والإيراني مُستقدمين من مناطق أخرى (بمن فيهم أجانب كالمقاتلين الأفغان)، تُعتبر انتهاكاً صريحاً ومتكرراً للمادة 49، وقد ترقى حتى للتطهير العرقي. أخيراً، يقترح المؤلفون بناء على هذا الخطاب الجديد مجموعة من المطالب الموجهة للاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة وحلفائهما في مجموعة “أصدقاء سوريا”، وكذلك للأمم المتحدة وهيئات دولية أخرى.
ويرى المؤلفون أنه ما لم تتوحد المعارضة السورية في الدفع باتجاه الاعتراف بالحرب السورية على أنها نزاع دولي، فإن الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى ستستمر في سياسة “الاستنزاف البطيء” التي تتبعها حالياً تجاه إيران، ولن تعترف علناً أن الحرب في سوريا هي أساساً حرب ضد النظام الإيراني، وذلك كي تتجنب اتخاذ إجراءات ملموسة من شأنها أن تضع حداً لحمّام الدم الجاري في سوريا والمنطقة بشكل عام.
فيتنام الإيرانية
يسلّط الفصل الثالث والأخير الضوء على جانبين رئيسيين مما يسميه المؤلفون “فيتنام إيران”، ألا وهما التكاليف الاقتصادية والبشرية للحرب السورية على إيران، وأثرهما على الاقتصاد الإيراني وعامّة الإيرانيين.
يتتبع المؤلفون الدعم المالي والاقتصادي الهائل الذي يقدّمه النظام الإيراني لنظيره السوري، والذي حال دون انهيار الأخير اقتصادياً، بعكس ما كان قد توقعه الكثير من المحللين. بالإضافة إلى تكاليف الأسلحة الإيرانية والمقاتلين الإيرانيين والميليشيات التي أرسلت إلى سوريا، يركز المؤلفون بشكل خاص على القروض المالية وخطوط الائتمان الإيرانية، والتي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، وكيف تم استخدامها من قبل النظام السوري.ينظر المؤلفون بعد ذلك في تأثير هذا الصرف على الاقتصاد الإيراني وعامة الإيرانيين، رفقاً مع أثر العقوبات الدولية على إيران وتكاليف برنامج إيران النووي. ذلك أن هذه القضايا الثلاث لا يمكن فصلها بعضها عن بعض، كما يجادل المؤلفون مطولاً.أحد مؤشرات هذا العبء الهائل على الاقتصاد الإيراني هو معدل التضخم، الذي زاد أكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 2009 و2014، وزاد بمقدار 10 بالمئة منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011. النتيجة أن ثلث الإيرانيين تقريباً (31 بالمئة) يعيشون تحت خط الفقر عام 2014.ومع ذلك، في الوقت الذي تقطع فيه مساعدات الوقود عن مواطنيها، ما برحت إيران ترسل ملايين البراميل النفطية إلى سوريا بأسعار مخفضة، ويدفع النظام السوري ثمنها من خلال خط ائتمان إيراني. وفي الوقت الذي تخفّض فيه من المساعدات الاجتماعية لقرابة 60 مليوناً من سكانها الفقراء، ما برحت إيران ترسل ملايين الأطنان من الغذاء والنقود إلى سوريا.
رغم احتفاء وسائل الإعلام الإيراني بـ“إنجازات” الرئيس حسن روحاني الاقتصادية، يجادل المؤلفون أن مشاكل إيران الاقتصادية لن تختفي في الغالب في المستقبل القريب إلا إذا حدثت تغيرات جوهرية في السياسة الخارجية الإيرانية. وهو أمر ليس حتماً في مقدور الرئيس روحاني، بل هو في يد المرشد الأعلى علي خامنئي وسباه باسداران. وينطبق الأمر نفسه على حزب الله اللبناني.
الوجه الآخر لفيتنام إيران السورية هو تصاعد أعداد قتلى سباه باسداران وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية في سوريا. ينظر الفصل كذلك في المعلومات المتوافرة عن هذا الموضوع، وهي معلومات محدودة باعتراف المؤلفين.
سبب ذلك أن سباه باسداران وحزب الله كانا منذ بداية الحرب، ولا يزالان حتى الآن، كتومين جداً بخصوص خسائرهما البشرية في سوريا. إذ فعل ويفعل كلاهما كل ما في وسعه لإخفاء هذه المعلومات عن العموم لأنها قد تُظهر مدى انخراطه في الحرب السورية. كما أنها قد تكشف مدى خسائره، الأمر الذي قد يكون له أثر سلبي على معنويات مناصريه. إن إخفاء أدلة كهذه تكتيك حربي كلاسيكي يهدف إلى تجنب الضغط العام لـ“إعادة أولادنا إلى بيوتهم” قبل أن يموتوا هم أيضاً هناك.
إذا كان من الواضح أن النظام الإيراني قد اتخذ قراراً بالمضيّ في مغامرته السورية مهما كلّف الأمر، فإن “فيتنامه السورية” هذه ليست نتيجة لهذا الخيار وحده. بل هي أيضاً سياسة أمريكية وغربية مدروسة يطلق عليها مؤلفو التقرير وصف “الاستنزاف البطيء لإيران في سوريا”.
ينظر الفصل الثالث في هذه الاستراتيجية، مستشهداً بأقوال الرئيس باراك أوباما ومسؤوليين أمريكيين آخرين. ويجادل المؤلفون أن سياسة الاستنزاف هذه إنما تُطبّق على حساب الشعب السوري وشعوب المنطقة بشكل عام، التي تدفع ثمناً باهظاً لا يتناسب مع المكتسبات السياسية لهذه السياسة، وأنها ستقود حتماً إلى المزيد من انعدام الاستقرار والتطرف في المنطقة والعالم أجمع.بتعبير آخر، إن آمال السياسيين الغربيين بأن تقود حرب وكالة مع النظام الإيراني في سوريا، إلى جانب عقوبات اقتصادية تشلّ الاقتصاد الإيراني، أخيراً إلى إضعاف النظام الإيراني وربما انهياره (أيالفوز بالحرب السورية في شوارع طهران”) هي تفكير رغبويّ في أحسن الأحوال.

ربما يكون صحيحاً أن سوريا قد أصبحت “فيتنام إيران” وأن إيران “تنزف” في سوريا، على حدّ تعبير المؤلفين، لكن النظام الإيراني قد يكون قادراً على النزف لوقت طويل بعد، أطول كثيراً مما يستطيع الشعب السوري تحمله.

الأنثى

   ا لحبُّ عند "آرثر شوبِّنهاور - نفى شوبنهاور عن إناث البشر أي سحر جسدي حقيقي ، وأضاف أننا نخطئ حين نطلق لفظ "الجنس اللطيف" ...