الأحد، 14 ديسمبر 2014

التحالف الدولي بين الأسد و داعش.

              إن الوحشيّة التي تعامل بها نظام بشار الأسد مع مطالب الشعب السوري منذ بدايتها لا نظير لها ، ولو بحثنا في تاريخ البشرية التي مرّت بأبشع الديكتاتوريات، وأعنف الطغاة، وأوحش الحركات الباطنية، وأقذر الحروب الدينية، وأسوأ احتلال خارجي، لن نجد مثيلا لما فعله بشار الأسد بشعبه الذي اقتصرت مطالبه في البداية على إصلاحات سياسية عادية، ثم تطوّرت إلى المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين السلميين، ثم تطوّرت إلى المطالبة برحيل الأسد، ثم تطوّرت إلى المطالبة بسقوط النظام كله، ووصلت إلى حرب طائفية مدمرة في المنطقة، وبين كل تطوّر وآخر كانت وحشية الأجهزة الأمنية هي السبب الوحيد في تصاعد سقف المطالب .
هذه  الوحشية من نظام الأسد ومن يقفون خلفه من المليشيات الشيعية فاقت بشاعتها  كل ما خطر وما لم يخطر على ذهن بشرومع ذلك  قابلها المجتمع الدولي بالتفرّج بسلبية لا مثيل لها _هذا إذا اعتبرنا أن موقف الغرب و تحديدا اوباما سلبي وليس تواطئا_ أو دعّموا المجرمين  بكل صفاقة، ومن وقف ضد ذلك لم يتجاوز موقفه بيانات التنديد التي لم تصنع شيئا لوقفها.
          بعد 7 أشهر لم تعد تجدي المظاهرات السلمية مع النظام الذي أوغل في الدماء أكثر و أكثر و صار يقتل بكل ما يملك من سلاح، سواء كانت الأسلحة الكيميائية أو البراميل المتفجرة أو صواريخ سكود، وصار من المستحيل  أن يقف الشعب السوري مستسلماً لكل هذه الوحشية، فحمل السلاح الخفيف مع المنشقين من الجيش للدفاع عن نفسه، وهذا ما زاد في وحشية وسادية بشار الأسد بأوامر من خامنئي، وبدعم معلنٍ من الدبّ الروسي وبتغطية مطلقة من اليمين الإسرائيلي وهكذا ظهرت تنظيمات متشدّدة وتكفيرية، وأخرى أيضاً وحشية، وحسبت على المعارضة، من بينها المعارضة الموازية التي صنعتها المخابرات الإيرانية قي سورية والعراق كي تبرّر بها إرهاب بشارضد  شعبه الأعزل، وأخرى كي تغرق ثورة السوريين في مستنقعات "الحرب على الإرهاب". كما ظهرت أيضاً تنظيمات قابلت الوحشية المسلّطة على الشعب منذ أكثر من ثلاث سنوات بوحشية عكسية، وهذا رد فعل طبيعي ومتوقع ً.
المجتمع الدولي شارك في جرائم الأسد عندما لم يتدخل لحماية الشعب السوري الأعزل الذي يبطش به وبطريقة تعافها حتى وحوش الغاب. هذا الخذلان الدولي الذي يتنافى مع كل القيم الأخلاقية والإنسانية، وكل الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية، جعل المشهد السوري مفتوحاً على كل الاحتمالات الممكنة وغير الممكنة، ومن بينها  ظهورهذه الوحشية المضادّة  "داعش" أو غيره من التنظيمات المتشدّدة، التي ولدت في رحم الدماء ومستنقعات الحروب القذرة التي صنعها نظام الأسد تحت شعار مقاومة وممانعة مزيفة يخادع بها السذّج ومن أعمى الله قلوبهم وأبصارهم 
المجتمع الدولي الذي استنفر كل قواته، وجمع أكثر من أربعين دولة لمحاربة الوحشية المضادة التي تجلّت في تنظيم "الدولة"وجبهة النصرة  لا يزال يتجاهل الوحشية الأصلية التي تتعلق بنظام الأسد وحلفائه :المليشيات اللبنانية و الإيرانية والعراقية .من يريد أن يعيد سورية إلى مسارها الطبيعي عليه أن يواجه الوحشية سواء كانت من فعل الأسد، أو من ردّ فعل تنظيمات مسلحة معارضة له، أما الكيل بمكيالين كما اعتادت الديموقراطيات الغربية أن تفعل فليس له من نتيجة إلا المزيد من الدمار وانتشار النار خارج حدود سورية ليس إلى لبنان والعراق فقط بل إلى ما لا يعرف مداها إلا الله وسينقلب السحر على الساحر كما في كل مرة وما درس أفغانستان ببعيد.

الأنثى

   ا لحبُّ عند "آرثر شوبِّنهاور - نفى شوبنهاور عن إناث البشر أي سحر جسدي حقيقي ، وأضاف أننا نخطئ حين نطلق لفظ "الجنس اللطيف" ...