كيف تحول تقليد ياباني خاص بالساموراي إلى مصدر إلهام للشرق اوسطيين لدرجة أنهم اتخذوا منه ورقتهم الرابحة الأكثر إشاعة للخوف؟
يبدو أن القصة بدأت عندما اختار الثوار الفلسطينيون نموذجا لهم
رفاقهم في الجيش الاحمر الياباني، الذين جاؤوا الى لبنان لدعم الثورة الفلسطينية، واختاروا
هذا النمط من العمل إذ قرر ثلاثة يابانيين من اليسار المتطرف الهجوم على مطار اللد في 1972 ليفتحوا النار عشوائيا على المسافرين والحصيلة مقتل 26 وجرح
أكثر من مئة وليكون ذلك أول هجوم انتحاري في تاريخ الثورة الفلسطينية.
كان لهذا العنف الاعمى تأثير هائل، لا سيما ان الارهابيين سعوا الى
الانتحار فوراً وتمكن اثنان من ذلك أما الثالث فقد اعتقل.وهكذا صدرت التوصية
بتبنى الثورة الفلسطينية لنهج اليابانيين الانتحاريين الآتين من أقصى اليسار المتطرف وما لبث الشيعة اللبنانيون وحتى المسيحيون اللبنانيون من أتباع الحزب الاجتماعي القومي السوري من اللحاق بهم وليصبح هذا النهج مصدر قوة لكل الحركات الثورية في
الشرق الأوسط.
المهم أنه لم يجيء ثمرة لثقافة دينية ولا تربطه بالإسلام جذور تاريخية، بل أتى بقرار سياسي غريب عن
المنطقة.
