السبت، 29 نوفمبر 2014

“التاريخ يعيد نفسه ولكن في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة”

         في الحرب العالمية الأولى بدأ "سفر برلك" الذي يعني :الترحيل الجماعي والآن بعد 100 عام يعيد التاريخ نفسه.كان القرن العشرين في العالم قرن الحروب، ولكنه كان أيضا قرن الإصلاحات والتحرر والتطور الحضاري في العالم  وكان قرن الفشل العربي وتعثر مشاريع النهضة  في الوطن العربي والاندماج الإقليمي. والأدهى أن القرن العشرين شهد كذلك سايكس بيكو و وعد بلفور والتغريبة الفلسطينية والحروب المرتبطة بها والمتفرعة عنها وما نتج عنها من تغييرات في دول وكيانات كانت وليدة هذا القرن وكانت ضحية أحداثه في آن معاً.
حاول الشباب العربي إنجاز الحلم على طريقتهم مع حراك ما سمي “الربيع العربي” وتحولاته، وكان العام 2011 عام العرب مع السعي لقيام محاولة نهضوية حضارية جديدة، لكن سرعان ما تحالفت المشاكل الداخلية مع القوى الإقليمية والدولية الرافضة للتغيير، كي تسود الفوضى غير الخلاقة لتدمر سورية والعراق وليبيا واليمن.
اليوم بعد مئة عام تعود أساليب “سفر برلك” وظروفها من جديد، ولكن ليست على يد جمال باشا أو هنري مكماهون، بل على أيدي النظام السوري وشبيحته و حلفائه، وتنظيم “داعش” والعصابات المنفلتة، بمباركة  واشنطن ومن يصنفون أنفسهم في خانة أصدقاء الشعب السوري. قبل قرن من الآن، اقتصر الأمر في سورية على إعدام الأحرار في ساحة المرجة بدمشق وعلى مجاعة محدودة وعلى هجرة نحو الخارج… واليوم بلغ السيل الزبى على أراضي سورية وأصبح القتل والتدمير وتهجير السكان على أساس فئـوي هو المنهج المعتمد، وامتد الأمر إلى بلدان الجوار، ويبـدو لبنان والأردن الأكثـر تأثرا من الناحية الأمنية والسياسية والاقتصادية وتداعيات تدفق اللاجئين.قبل قرن، كانت “السفر برلك” تعني الغياب بلا عودة للشباب المأخوذ قسرا إلى الحرب والمجاعة التي انتشرت بشكل محدود والغربة التي فرضت على من رفض الخضوع للسفر برلك.
هذا الجرح الغائر في الذاكرة الوطنية السورية سيكون محدودا مقارنة بما يجري الآن وخاصة حجم التغريبة السورية في مخيمات اللجوء وأماكنه، أو على متن قوارب وسفن مغامرة لاجتياز البحار نحو عالم متحضر انتحرت كل قيمه وأخلاقه على أرض بلاد الشام.في خضم هذه الكارثة التي نفذها بشار الأسد ضد السوريين وقتل فيها قرابة 300 ألف ونصف مليون معتقل ومفقود و 10 ملايين مهجر يبرز السعي الحثيث لنظام الأسد من أجل تغيير وجه سوريا وطبيعة تركيبتها السكانية.إن تقسيم سورية أو إعادة النظر في الحدود يتناغم مع مشروع “الخلافة” الداعشية  ومشروع يهودية دولة إسرائيل، وسعي إيران لإحياء دورها الصفوي مما يعني في الإجمال إعلاء البعد الديني للصراعات في بلادنا مع ما يمكن أن ينتج عنه من حروب لها أول وليس لها آخر، وربما ستشبه حرب الثلاثين سنة في أوروبا مع ما جرّته من ويلات.

الأنثى

   ا لحبُّ عند "آرثر شوبِّنهاور - نفى شوبنهاور عن إناث البشر أي سحر جسدي حقيقي ، وأضاف أننا نخطئ حين نطلق لفظ "الجنس اللطيف" ...