كلمات من أب في الذكرى الأولى لاستشهاد ابنه: أعرف مكان قيرك على الأقل.
"" بالرغم من المقدمات الكثيرة التي كانت تجعلنا ننتظر الخبر , بالرغم من أنه قال لي مرة : بابا جهزوا حالكم لتسمعوا الخبر: امبارح استشهد قائد كتيبتي , أنا كنت معو ونفدت , قبلها أصابتني قذيفة بشظاياها ونفدت , إلا ماتجي قذيفه تصيبني وما أنفد منها. إلا أننا لم نكن لنتوقع أن يأتي بهذه السرعة , لربما لم نكن نتصور أن ذلك ليحدث أبدا.
السبت الخامس من نيسان , بعد الظهر أحسست بالضيق , فتشت عن آخر ظهور له على الواتس فكان البارحة الخامسة مساء: أحسست بالضيق مضى أكثرمن
يوم , مر المساء وذهبنا الى النوم ,وفي
اليوم التالي السادس من نيسان , والساعة
تقترب من التاسعة صباحاً , يوم ربيعي هاديء مع زقزقة العصافير , كان هادئاً بشكل
استثنائي أستيقظ بنشاط ثم رن الموبيل ,
ظهر رقم لا أعرفه على الشاشة , سلام انت أبو فلان قلت نعم ووقف قلبي , ثوان مرت و هو يكرر لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
, والله مابعرف شو بدي قللك , بلعت ريقي أحسست بشيء يضغط على رأسي , قل ماعندك ,
كنت أعرف ماعنده قال مبروك, عريسكم صار
بالجنة وبكيت........ اسود كل شيء من حولي , فقد الربيع ألوانه والصباح ضياءه ,
أنا اسمي فلان بيسموني أبو فادي , ابنك كان
أكتر من أخ بالنسبة النا والله كان شجاعاً استشهد مقبلا غير مدبر , الله يصبركوا ,
ومبروك غدا نلتقي واخبرك بوصيته . انقطع الخط , وقفت لبضع ثواني تمنيت لو أصحو من
الكابوس , نعم يارب اجعله كابوس , اجعله أي شيء إلا أن يكون الحقيقة وقفت لثواني و
جاءت زوجتي , شو في ؟ نظرت اليها , قالت : ???? ضممتها وبكيت.
"" بالرغم من المقدمات الكثيرة التي كانت تجعلنا ننتظر الخبر , بالرغم من أنه قال لي مرة : بابا جهزوا حالكم لتسمعوا الخبر: امبارح استشهد قائد كتيبتي , أنا كنت معو ونفدت , قبلها أصابتني قذيفة بشظاياها ونفدت , إلا ماتجي قذيفه تصيبني وما أنفد منها. إلا أننا لم نكن لنتوقع أن يأتي بهذه السرعة , لربما لم نكن نتصور أن ذلك ليحدث أبدا.
آخر مرة تحدث مع امه كان حديثه مختلفا فقد سألها
: بتزعلوا اذا تزوجت بدون ما تكونوا موجودين أو تشوفوا العروس؟ أعادت علي كلامه
قلت لها قولي له مامنزعل ,المهم أنت اخترتها ومندعيلك.سألنا ان كان بإمكاننا مساعدته بنفقات
الزواج قلنا له بالتأكيد لدينا المقدرة ونحن جاهزون , قال انه بحاجة لمبلغ بسيط في
المرحلة الأولى , ثم بعدها مبلغ أكبر , سألته امه كم ؟ قال لها خمسين ألف في
البداية , وبعد فتره ممكن شي ميه , قلت لها قولي له نعم يوجد ولاتشغل بالك , ايمتى
بدك المبلغ جاهز , قال لها أن لديه سفرة سيقضيها وبعد أن يعود سيتزوج قلنا خيراً وتفاءلنا.
السبت الخامس من نيسان , بعد الظهر أحسست بالضيق , فتشت عن آخر ظهور له على الواتس فكان البارحة الخامسة مساء: أحسست بالضيق مضى أكثرمن
يوم , مر المساء وذهبنا الى النوم ,وفي
اليوم التالي السادس من نيسان , والساعة
تقترب من التاسعة صباحاً , يوم ربيعي هاديء مع زقزقة العصافير , كان هادئاً بشكل
استثنائي أستيقظ بنشاط ثم رن الموبيل ,
ظهر رقم لا أعرفه على الشاشة , سلام انت أبو فلان قلت نعم ووقف قلبي , ثوان مرت و هو يكرر لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
, والله مابعرف شو بدي قللك , بلعت ريقي أحسست بشيء يضغط على رأسي , قل ماعندك ,
كنت أعرف ماعنده قال مبروك, عريسكم صار
بالجنة وبكيت........ اسود كل شيء من حولي , فقد الربيع ألوانه والصباح ضياءه ,
أنا اسمي فلان بيسموني أبو فادي , ابنك كان
أكتر من أخ بالنسبة النا والله كان شجاعاً استشهد مقبلا غير مدبر , الله يصبركوا ,
ومبروك غدا نلتقي واخبرك بوصيته . انقطع الخط , وقفت لبضع ثواني تمنيت لو أصحو من
الكابوس , نعم يارب اجعله كابوس , اجعله أي شيء إلا أن يكون الحقيقة وقفت لثواني و
جاءت زوجتي , شو في ؟ نظرت اليها , قالت : ???? ضممتها وبكيت.
مر على هذا الاتصال عام ,
كأن ذلك منذ ألف عام وكأنه منذ لحظه , إحساس بالفقدان والشوق أبدي , وألم
كأن السكين تدخل في القلب .. الآن
عام مضى على الرحيل ,الشمس تشرق وأنا مندهش أنها لا زالت تشرق , أشرقت
الشمس ولكنها لم تشرق , وتغرب ولا فرق بين شروقها و غروبها , الحياة تسير , والناس تمشي في الشوارع , ونحن نأكل
ونشرب , لم يتغير شيء ولكن كل شيء في دنيانا
فقد طعمه. ليس هناك طعم لشيء ,الفرح زال
من الدنيا والحياة توقفت وجمدت في تلك اللحظة.
ما أصعب أن تحيا على أمل أن يأتي يوم لتقف فيه وتتلقى العزاء:نعم أنا أحيا
الآن بانتظار يوم أتلقى العزاء فيك قبل أن
نلتقي والأحبة عند من لا تضيع الحقوق عنده.
