اسرائيل التي سيتم القضاء عليها قريباً بموجب أساسيات خطاب الثورة الإيرانية، شديدة الارتياح للاتفاق الذي تم إنجازه. فوزير دفاعها أفيغدور ليبرمان يتوقع أن تصبح حدود الجولان أهدأ مع عودة «الحكم المركزي للرئيس بشار الأسد»، ويشرح: «من منظورنا فإن الوضع يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية، مما يعني أن هناك جهة يمكن مخاطبتها وشخصاً مسؤولاً وحكماً مركزياً».
يذكرنا كلام ليبرمان كيف حفظ نظام الأسد الأب والابن أمن إسرائيل منذ 1974، فيما كان يشرّع أرض لبنان أمام الفوضى والعدوان الإسرائيلي ويجلب إليها شتى أنواع الميليشيات من الحرس الإيراني إلى الجيش الأحمر الياباني مروراً ببادر ماينهوف وعبدالله أوجلان... ويبتزّ العرب من المحيط إلى الخليج بذريعة أنهم لا يساهمون في المعركة القومية ضد العدو الغاصب.
نعم عادت الأمور إلى طبيعتها في الجولان، نظام الأسد الذي جاءت إيران وروسيا لحمايته يتعهد بالحفاظ على أمن إسرائيل مقابل استمراره بشخص الأسد «المسؤول الذي يمكن مخاطبته»كما قال ليبرمان , بعدها يمكن لإيران أن تعلن انتصارها في حماية رمز المقاومة وسينضم إليها عملاؤها في لبنان والعراق واليمن في موجات تحليلية متتالية: كان الهدف إسقاط محور الممانعة فمنعناهم …هكذا تتكرر المعزوفة «الوطنية» التي سادت بعد الهزيمة الساحقة في حرب 1967، التي بررت الفجيعة بالقول إن الهدف كان إسقاط الأنظمة التقدمية في مصر و سورية وأننا انتصرنا على اسرائيل لأن الأنظمة لم تسقط.
لن تحتاج اسرائيل بعد الآن لضرب إيران في سورية، فاسرائيل منتصرة ببقاء الأسد، وايران كذلك. وإذا عدّلت ايران سلوكها، كما يطلب ترامب ، وهي تعدّله في واقع الأمر، فلا حاجة لخروجها من سورية.