تستخدم الولايات المتحدة الحرب على «داعش» لتعود إلى تصدر القيادة في الشرق الأوسط وترسمه بما يوافق مصالح اسرائيل المتبدلة، لكنها ليست مستعدة للوصول بهذه الحرب إلى النهايات الحتمية لها لأنها لا تتماشى مع مصالحها، وخصوصاً رغبتها في اعادة تأهيل ايران الى المجتمع الدولي، لذلك حددت سلفاً سقف تحركها العسكري القادم :فالضربات الجوية ستؤدي إلى إضعاف داعش وليس القضاء عليه، والمساعدات للمعارضة السورية لن تطيح بالمجرم بشارولكنها ستصفع حلفاءه:روسيا و إيران وحزب الله و تعيده كما كان: محافظ لدمشق، والدفاع عن الإقليم الكردي لا يعني استقلاله عن العراق، اما إنقاذ نظام بغداد فله الأولوية ولكن بعد تجميل وتلطيف تركيبته الطائفية.
أما متى ستنتقل أميركا إلى الجزء الأخير من الحل السوري القاضي بإزاحة بشار وكبار المجرمين في نظامه ولكن مع المحافظة على النظام كما هو وبالأخص المخابرات والجيش فيبدو أنه اقترب كثيرا بعد أن حقق بشار لإسرائيل حلمها ودمر سورية للخمسين سنة القادمة .................هذا إن لم تتفتت إلى دويلات طائفية متناحرة ويختفي اسم سورية من الخريطة ويكون لبشار وأبيه ونظامه الطائفي الفخر بأنهم قضوا عليها.