الآن وبعد أكثر من سنة على التمدد السرطاني لداعش وقف أوباما وأعلن في قمة الناتو في مدينة نيوبورت البريطانية عن تشكيل تحالف دولي لملاحقة تنظيم داعش وأنه سيسعى لضم دول أخرى لكي تحارب على الأرض بأوامر أميركا وتحت ظلال طائراتها و صواريخها:هذه القوات التي لم تتحرك عندما تجاوز الأسد خطوط اوباما الحمر عشرات المرات وعندما تحولت أقدم حضارات العالم إلى هيروشيما جديدة,عندما طال التهجير القسري 10 ملايين مدني سوري وقتل نصف مليون وضاع جيل كامل من أطفال سورية في الغربة أو التجنيد في الميليشيات المتناحرة على أرض سورية.
منذ البداية ظهر أوباما وكأنه في سلوك
ضبابي ومتخبط إزاء داعش مما جعل بعض المراقبين يؤكدون أن داعش صنيعة أميركية أو
على الأقل فإن أميركا تترك المجال لها لتكبر حتى تستخدمها لتحقيق مآربها في
المنطقة والتي بدأت تظهر بشكل واضح وبالتالي فسلوك
أوباما الشاذ مدروس وليس عشوائيا، وإلا
فكيف تترك الولايات المتحدة التنظيم ينمو ويتضخم وترفض دعم الثوار المعتدلين في
سوريا طوال السنوات الثلاث الماضية وسط تأكيدات من الثوار السوريين
أن داعش لا يحارب ضد النظام وإنما يركز على تجمعات الثوار ويهاجم الجيش الحر
ويغتال قادته , كما أن التنظيم يسيطر على معظم
آبار النفط السورية ويقوم ببيع النفط تحت
سمع الولايات المتحدة وبصرها لوسطاء دوليين بأربعين دولارا للبرميل مما شكل مصدر تمويل هائل لهذا التنظيم وأصبح أغنى ميليشيا في العالم رغم أن أميركا تعتبره إرهابيا ويمثل خطرا عليها.
قبل ذلك ظلت الولايات المتحدة تدعم
المالكي وباقي الحكام الذين عينتهم بعد احتلال العراق عام 2003في سياستهم الطائفية
ضد سنة العراق ومخططات تقسيم العراق التي تغذيها أميركا امتدت الان لتشمل سورية وربما دولا عربية
أخرى كما انها لم تقم بأي عمليات مضادة لداعش حينما احتل الموصل وما حولها وحينما
انهار جيش المالكي والبيشمركة الكردية أمامها وتوسعت في الأماكن التي تسيطر عليها
كل ما فعله" الحاج أبو حسين الشيعي" هو التركيز على عمليات الذبح والقتل العنيف وكأن القتل الصامت للشعب العراقي بيد أميركا وعملائها مسموح به أما القتل الفاضح فلا،لم تقم بشيء من أجل الأقليات الأيزيدية أو
المسيحية أو غيرها وانتهى الأمربأن فتحت فرنسا وبعض الدول الأخرى أبواب الهجرة لهم ليعيشوا أذلاء وفاقدي الهوية في الغرب بعدما
عاشوا هم وآباؤهم وأجدادهم أعزاء على مدار التاريخ في أراضيهم تحت ظل الحكم الوطني برغم كل مساوئه.
السؤال الكبير هو كيف تترك الولايات المتحدة مثل هذه التنظيم الذي تدعي أنه معاد لها يسيطر منذ بداية 2013 والنصف الأول من 2014 على أكثر من ثلث سوريا وربع العراق؟ هل يمكن أن نقتنع بمبررات أبو حسين أن أميركا لا تريد أن توحل نفسها مرة أخرى في الشرق الأوسط!!!
شاركوا يا عرب المنطقة في الحرب الأميركية القادمة وتحالفوا مع صفويي إيران ولكن لا تنسوا أن نهايتها هي تقسيم العراق و سورية وأن دوركم آت لأن التقسيم سيعيد رسم كل الخريطة.