السبت، 27 سبتمبر 2014

اوباما ينفذ لبوش الشرق الأوسط الجديد .



كيف خرج اوباما من هروبه الأزلي من التدخل في سورية لحماية المدنيين وايقاف جرائم الجيش الطائفي السوري؟وكيف تراجع عن الفيتو الذي فرضته اسرائيل عبره على تسليح الجيش الحر؟إن حالة الحشد الغربية في ملاحقة تنظيم هلامي شاذ بلا انتماء  يلعب دوراً كبيراً في هذه الأيام، أو يتم تصويره كذلك من قبل واضعي الاستراتيجيات الكبرى في "الشرق الأوسط"،لا يمكن فهمها .هذا التداعي يقرؤه أنصار تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي اشتهر باسم "داعش" على أنه "انتصار بالرعب" يقذفه الله في نفوس أعداء الله! وكلما زاد الغرب في هذه المبالغات زادت تلك النغمة من حماس شبابه  الجهلة الأغرار؛لكن بعيداً عن أمانيّ هؤلاء؛ فإن التدقيق في المشهد لا يقود إلى الاعتقاد بأن هذا التنظيم هو المقصود بالحملة الغربية التي فاقت كل ما سبقها من حروب على هذه المنطقة ؛ فالحقائق المجردة تقول إن هذا التنظيم أُفسح له المجال ليتحرك بأسلحة ثقيلة من وسط العراق إلى شرق وشمال سوريا دون أن تعترضه طائرة واحدة في المنطقة المطوقة بقواعد عسكرية أمريكية، وقوات إقليمية كبيرة في حالة استنفار.. والحقائق تقول إن التنظيم أُفسح له الطريق للاستيلاء على منابع ومصافٍ نفطية ومواقع استراتيجية دون مقاومة وبدون أية معارك أواشتباكات والحقائق تقول إن التنظيم قفز إلى أعلى سلم "التمكين" بإعلان "الخلافة" فيما هو عاجز عن تقديم قيادته و "علمائه" لـ"الأمة" لتتعرف على حقيقتها، و"علمها" ورؤيتها.. الخ، وما زال جل ما رشح من ذلك  خطبة جمعة يتيمة أمام العشرات من المصلين! والحقائق تقول إن كل تكهنات الغرب لا تقدم تقديراً واقعياً لتنظيم صغير يعد بالآلاف،عجز حتى الآن عن اكتساب أرضية جماهيرية أو حاضنة  شعبية بين العراقيين أوالسوريين.. والحقائق تقول إن التنظيم الذي وضعت أمامه ميزانية مفتوحة ليتفوق على كل فصائل المعارضة السورية والعشائر العراقية أخفق في القتال أمام فصائل صغيرة، وليست جيوش كبيرة،مع استثناء الانسحابات المريبة في العراق وسوريا التي نفذت بأوامر الطائفيين:الأسد والمالكي وهذه المساحة الشاسعة التي قيل إنه يشغلها لا تعد في الاعتبار العسكري غير فقاعة يسهل تفجيرها بسهولة لاتساع رقعتها ولهشاشة أمنها الحدودي؛ إذلا يستطيع تنظيم مثا داعش المحافظة على رقعة بمساحة بريطانيا ـ كما يزعمون ـ من دون جيش يضم مئات الآلاف بشكل حاميات للمدن والبلدات الكثيرة والكبيرة التي تدخل ضمن حدودها!
الأهم من التقديرات العسكرية التي لا تتناسب مع ما يشاع عنه من ضخامة وقوة على غير الحقيقة، هو أن هذاالحشد الذي تغذى على بعض مقاطع وصور وأخبار لعمليات ذبح تليفزيونية محدودة، وعمليات تهجير صغيرة، وبعض الممارسات غير المقبولة عالمياً، وإعلان دولة بطريقة دراماتيكية، يتحدث عن فاتورة باهظة للقضاء عليه وسقف زمني مفتوح لسنوات، على نحو لم تتحدث عنه الأبواق الغربية يوماً إلا في سياق "الاحتلالات" وإعادة رسم الخرائط، وتغيير موازين القوى على الأرض، ووأد مشاريع كبرى مناوئة، واستنزاف ثروات هائلة؛ فهل كل هذا يتم من أجل رأس البغدادي الذي لا يعرفه أحد؟!

مقتل علي كيالي قائد مجزرة بلدة " البَيْضا" في بانياس


قتل جزار بانياس:علي الكيالي واسمه الحقيقي مهراج أورال وهو علوي طائفي متطرف  من لواء اسكندرون، قائد ما يسمى بالمقاومة السورية في رأس البسيط، شمالي اللاذقية.ففي 2 أيار 2013 قامت مجموعة من الشبيحة بقيادته بتنفيذ مجزرة بشعة بحق أهالي بلدة " البَيْضا" في بانياس بمحافظة طرطوس راح ضحيتها 200 من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء،وقد صدر تسجيل مصور لعلي كيالي يظهر به قبل مباشرة الجريمة وقال في ذلك التسجيل"يجب تطويق بانياس والبدء بالتطهير" ويومها تم الذبح والتنكيل بالجثث بدم بارد، حيث ذبح الأبرياء بالسكاكين وأعدم الرجال بعد ربط أيديهم وتغطية رؤوسهم أمام أطفالهم وبعد تجميع الجثث في أحد البيوت قام شبيحة بشار بحرقها وهذا طبعا في إطار خطة موضوعة للتهجير القسري لإنشاء الدويلة العلوية تماما كما قامت دويلة اسرائيل إلا أن اسرائيل لم تصل في دير ياسين و قبية و كفر قاسم لما وصل إليه الممانع والمقاوم الطائفي بشار وعصاباته من الشبيحة و حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية والعلويين من لواء اسكندرون.http://www.youtube.com/watch?v=y-f4L66ZIlw

بشار الأسد و المؤامرة الكونية منذ خطابه الأول في مجلس الشعب.

منقول عن فيصل القاسم:

ليس صحيحاً أبداً أن المؤامرة على الثورة السورية والشعب السوري قد بدأت بعد سنتين أو أكثر على اندلاع الثورة
 عندما دخلت الجماعات المتطرفة على خط الثورة، وحرفتها عن مسارها، وجعلت العالم ينظر لها على أنها إرهاب أكثر منها انتفاضة شعبية. القرار ضد الثورة أو ما بات يعرف بـ"المؤامرة الكونية" تم اتخاذه في الخطاب الأول للرئيس السوري في مجلس الشعب بعد أسابيع فقط على اندلاع الثورة. والخطاب لم يكن مجرد موقف فردي اتخذه النظام لمواجهة الثورة بالحديد والنار، بل كان قراراً داخلياً وخارجياً مشتركاً.

ليس هناك أدنى شك بأن النظام قبل أن يعلن الحرب على الثورة أخذ مباركة حلفائه في الخارج ، وعلى رأسهم روسيا وإيران، وربما أيضاً إسرائيل وأمريكا والغرب عموماً، والعرب طبعاً. لم يكن ليتصرف بالطريقة التي تصرف بها أبداً دون ضوء أخضر دولي. فليس هناك مصلحة للكثيرين في الشرق والغرب ، وحتى العرب في نجاح الثورة السورية. ولكل طرف أسبابه ومبرراته.

ليس من مصلحة روسيا أبداً أن تخسر حليفها العربي الوحيد في منطقة استراتيجية ذات أهمية كبرى كسوريا. ولا شك أنه عندما اتصل الرئيس السوري بالقيادة الروسية قبل إلقاء خطابه "التاريخي" لوأد الثورة، لا شك أنه حصل على الموافقة فوراً دون أدني تردد. ولا شك أيضاً أن الإيرانيين الذين لا يحدث أي شيء في سوريا من دون مشيئتهم أيضاً شدوا على أيدي الرئيس السوري عندما استشارهم في ضرب الثورة في مهدها. لا يمكن لإيران أن تسمح بثورة في سوريا تقضي على أحلامها الامبراطورية، وأن تخسر أداتها وعميلها الأقوى في المنطقة المتمثل بالنظام السوري.

دعكم من الأكاذيب التي تقول إن إسرائيل وأمريكا والغرب تآمر على النظام بتحريض السوريين عليه. لا شك أن هناك مصلحة إسرائيلية، وربما أمريكية في إنهاك النظام السوري وإضعافه، لكن ليس لديهما أبداً رغبة في أن تنجح الثورة السورية، وأن يكون في سوريا دولة ديمقراطية مدنية يمسك بزمامها الشعب السوري، وتكون نموذجاً يُحتذى في المنطقة على حدود إسرائيل. ولهذا، ليس هناك أدنى شك بأن أمريكا وإسرائيل وقوى غربية أخرى باركت نزول الجيش السوري إلى الشوارع، فضربوا بذلك أكثر من عصفور بحجر واحد. أولاً أرادوا إنهاك الجيش السوري، وثانياً أرادوا أن يوقفوا المد الثوري السوري. وبما أن السياسة فن الممكن، وجد النظام أنه من الأفضل له أن يقضي على الثورة ويصبح ضعيفاً، على أن ينتهي تحت أحذية الثوار. 
وليس هناك أدنى شك أيضاً أن الكثير من الدول العربية بارك قمع الثورة على أيدي النظام، حتى لو تظاهر بعضهم بتأييدها تحت ضغط الشارع. لا مصلحة أبداً للكثير من العرب أن تنجح الثورة السورية، وتكون نبراساً لبقية الشعوب. لهذا أعطى الكثير من الأنظمة الضوء الأخضر لنظام الأسد كي يقضي على الثورة منذ الخطاب الأول. لقد أراد الكثير من العرب أن تكون الثورة السورية درساً كارثياً مؤلماً لأي شعب عربي يفكر بالثورة لاحقاً. وليس هناك شك بأن الكثير من العرب راحوا يدعمون النظام في ضرب الثورة منذ أيامها الأولى، إلا من رحم ربي. وشتان بين الخطاب العربي الإعلامي والواقع.
لا يمكن لما يسمى بالمجتمع الدولي أن يترك نزاعاً يتفاقم إلى هذا الحد الكارثي كالنزاع السوري، وأن يترك النظام يستخدم كل أنواع السلاح لولا أن ما يفعله النظام مُغطى دولياً ولديه ضوء أخضر لتنفيذه. لم يحدث في التاريخ أن العالم غض الطرف عن طاغية، وحماه كما حما بشار الأسد، وتركه ليصبح أغلى طاغية عبر التاريخ، من حيث أن ما دفعه الشعب السوري من أجل التخلص منه لم يدفعه شعب من قبل. لا النظام السوري، ولا غيره أقوى من النظام الدولي. ولو لم يكن النظام الدولي سعيداً وراضياً بما يحدث في سوريا، لما استمر النظام في أفعاله، ولما بقي أصلاً. دعكم من ترهات أوباما وخطوطه الحمراء وقوله إن النظام فقد شرعيته. صدقوني: النظام السوري ليس عملاقاً ولا خارقاً للعادة. وهو يفعل كل ما يفعل ليس لأنه صاحب إرادة، بل لأن ما يفعله يتماشى مع المطلوب دولياً في سوريا. ولو لم يكن ما يفعله مطلوباً، ويحظى بمباركة لما استمر الوضع الجهنمي حتى الآن.
مشكلة الشعب السوري إذن لم تكن محصورة مع النظام منذ بداية الثورة، بل كانت مع عشرات الأطراف التي باركت، وشاركت في إيصال الوضع إلى هنا. مشكلة السوريين مع الأطراف التي تستغل النظام لتمرير مشاريعها وتحقيق مصالحها في سوريا كروسيا وايران وتوابعها. مشكلة السوريين مع الدول الاقليمية التي شاركت في تحطيم سوريا، ولم ترد أن تكون هناك ديمقراطية على حدودها تنافسها سياسياً واقتصادياً وحضارياً. لا تصدقوا أن بعض جيران سوريا من غير العرب كانوا مع الثورة. لا أبداً. ربما وقفوا ضد النظام، لكنهم لم يكونوا مع الثورة، بل كانوا يعادون النظام والثورة في آن معاً. مشكلة السوريين مع الغرب المنافق الذي باعهم وعوداً معسولة، بينما كان تحت الطاولة يدعم سحق الثورة، ويبارك تصرفات النظام الهمجية بحقها. مشكلة السوريين مع العرب السعداء بما يجري في سوريا كي يكون درساً مريراً لشعوبهم.

دعونا نعترف أن جميع السوريين، شعباً ونظاماً ومعارضة ليسوا في نظر جميع الأطراف المتورطة بالدم السوري سوى أدوات، لا أكثر ولا أقل. لهذا اعتقد أنه من الخطأ مهاجمة طرف بعينه على ما يحصل في سوريا. القصة كبيرة. هناك مباركة وإجماع دولي وإقليمي وحتى عربي على ما يحصل. 
لكن ذلك لا يعني أبداً أن النظام انتصر وحقق مبتغاه، فهو الآن أشبه بقاتل مأجور، فلا الذين ورطوه بالدم السوري سيحمونه، ويقبلون ببقائه، ولا السوريين سيسامحونه. لا عجب إذن أن النظام كان، كلما شعر بوطأة الوضع، كان يهدد مشغّليه، وخاصة الإيرانيين، بأنهم هم من ورطوه، وعليهم أن يحموه. وهذا ما فعلوه، وما زالوا يفعلونه حتى الآن. كما أن أجهزة المخابرات تقوم بتصفية أدواتها بعد إنجاز المهمة، حتى لو كانوا من أعز حلفائها، فإن المجتمع الدولي بما فيه الإيرانيين والروس، سيتخلصون من أداتهم بعد أن تنتهي من مهمتها. وعندما تنتهي مهمة النظام لكل حادث حديث.
لقد كان النظام صادقاً عندما تحدث عن "مؤامرة كونية"، لكن المؤامرة لم تكن عليه، كما يدّعي، بل كان هو أحد أركانها، لا بل أهم أدواتها. لقد كانت المؤامرة، وما تزال على سوريا الشعب والوطن والحضارة، والنظام كان وما زال أداة التنفيذ.

وجاء دور المجوس.

جاء الخميني وباقي ملالي إيران إلى السلطة من باريس حيث كانوا تحت سمع وأبصار كل المخابرات الغربية لعقود فهي التي أطلقت ثورتهم وأمنت وصولهم للسلطة بعدما وجدت فيهم الحليف الأنسب من الدول  الإسلامية والحصان الذي سيؤمن لهم السيطرة على هذه المنطقة ، ولهذا السبب حاربت إيران العراق، ولهذا أيضاً تم احتلال العراق لأنه نجح في إيقاف مشروع تصدير الثورة والأهم تصدير التشييع فكان غزوه ووضعه تحت إمرة طهران وفتح الطريق أمامها لتنطلق إلى باقي الدول وهذا ما حدث :طار لبنان  ثم تلته سوريا ثم مسلسل داعش، وصولاً إلى اليمن والحوثيين، وخلال كل ذلك لم يعد التحالف الأمريكي الإيراني سرا ولاسيما بعد سماح أميركا لداعش بالتمدد وتزويدها بالأسلحة من الجيشين الطائفيين السوري والعراقي ثم اجتاح الحوثييون صنعاء والطائرات الأميركية تحلق فوقهم وانتشرت الميليشيات الشيعية في العراق وفي كل مكان من الشرق الأوسط ، وأمريكا تجيش العالم لحرب الإرهاب وفي الوقت ذاته لا تضع هذه الميلشيات الشيعية على قائمة المنظمات الإرهابية مع أنها ارتكبت جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية ، لا بل تدعمها وتحميها و تطمئن لوجودها فهم شركاؤها في العراق وفي كل مكان ،أما في اليمن فلأول مرة تنتشر ميليشيا مسلحة وتسطير على عاصمة دولة والبعثات الدبلوماسية الغربية والأمريكية لا تطلب من رعاياها مغادرة البلاد أو حتى توخي الحذر، لم لا والحوثيون يمرون أمام السفارة الأمريكية و يهتفون بالموت لأمريكا لكنهم متجهين لاقتحام جامعة الإيما وقتل المسلمين.
إن أمريكا تنفذ مخططات لتقوية إيران وأتباعها لتحقق لهم حلمهم القديم بالانتقام ممن أطفأوا نارهم المقدسة أو ممن يزعم أنهم أحفاد قتلة الحسين :لا فرق المهم لأمريكا إيجاد صراع مستقبلي سني - شيعي وآخر عربي – كردي طويل الأمد يستنزف الخيرات ويزيد المنظومة العربية ضعفاً، أما الحرب  على الإرهاب فهي لن تعطي العرب السنة في العراق دوراً مقابل إعادة حقوقهم فأميركا هي التي سلبتهم هذه  الحقوقً والسماح لهم باستعادة حقوقهم لا يتناسب والدور الإيراني، و أتى احتلال صنعاء ليسمح  لإيران بأن تضرب طوقاً على شبه جزيرة العرب وستتحرك لتهاجم هذه المنطقة التي طوقتها بسرعة.

أننا نقبل على أيام عصيبة، فما جرى على العرب السنة في العراق سيجري في البلدان الأخرى وإذا كان العرب قد عجزوا عن قراءة ما جري منذ نهاية الحرب العالمية الأولى والاتفاقيات التي مزقتهم بها الدول الغربية فقد آن لهم أن يروا اليوم  ما تمخضت عنه قبل 100 سنة :إن إيران اليوم في أقوى حالاتها وهي في حلف مع أمريكا وإسرائيل لتسيطرأما نحن ففي أضعف حالاتنا ونعيش أخطر أيامنا مع الفرس، ولكنني أثق  أن بإمكاننا صدها لكن ًعندما نبتعد  عن الغرب وأمريكا.

الخميس، 18 سبتمبر 2014

ذبح الأميركيين والتدخل ضد داعش.

هل  قرر أوباما التدخل عسكريا وتشكيل تكتل عالمي لمقاتلة داعش  بسبب حوادث ذبح الأميركيين والإنجليزي؟ وهل  قراره بأهمية «ملاحقتهم» و«القضاء عليهم» جاء نتيجة لحالة الغضب الشعبي الذي روج له جيدا الإعلام الأميركي مما أدى لتقبل الأميركيون له؟
ولكن من الذي بدأ عملية قتل الأجانب في سورية؟
لمن نسي نعيده إلى التاريخ القريب، فالكل لا يزال يتذكر مصرع الصحافية الأميركية "ماري كولفين"، مراسلة «الصنداي تايمز» وهي تؤدي عملها في مناطق النزاع في حمص على أيدي أفراد جيش الأسد خلال قصف مركز على المدينة، تم فيه استهدافها بشكل خاص وشخصي، رغم علمهم بوجودها مسبقا في منطقة بابا عمرو. اما مقتل الطبيب البريطاني عباس خان، الذي أتى إلى سوريا كطبيب متطوع مثل غيره ليعالج المصابين من أبناء المدن والقرى السورية التي يقصفها نظام الأسد بكل ما لديه من أسلحة: الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة والصواريخ والقذائف، وقد تم اعتقاله على أيدي قوات الأسد  وتعرض لأسوأ أنواع التعذيب والتنكيل، وشوه جسده بمواد حارقة حتى مات تحت التعذيب أما الصحفي الفرنسي  ريمي أوشيك فقتله جيش الأسد أيضا في حمص، وهناك الكندي الإعلامي علي مصطفى الذي اغتيل على أيدي قوات الأسد في حلب، وأيضا جيل جاكيه الفرنسي الذي قتل على أيدي جيش الأسد في حمص وميكايا ماماتو الصحافية اليابانية التي قتلها قناصة جيش الأسد في مدينة حلب، والفرنسي أيف دوباي الذي قضى على أيدي جيش الأسد في مدينة حلب.
وأخيرا وربما كان هذا أخطر ما في الموضوع :إن اعتقال الذبيح الأميركي الأول"فولي" تم على أيدي ميليشيا شيعية عراقية في حلب قامت بتسليمه للمخابرات الجوية في دمشق و بعد أكثر من سنة يظهر أحد وحوش داعش وهو يذبحه قرب الرقة.والسؤال :كيف وصل لأيدي داعش؟!!!

أميركا و بشار و داعش.

تستخدم الولايات المتحدة الحرب على «داعش» لتعود إلى تصدر القيادة في الشرق الأوسط  وترسمه بما يوافق مصالح اسرائيل المتبدلة، لكنها ليست مستعدة للوصول بهذه الحرب إلى النهايات الحتمية لها لأنها لا تتماشى مع مصالحها، وخصوصاً رغبتها في اعادة تأهيل ايران الى المجتمع الدولي، لذلك حددت سلفاً سقف تحركها العسكري القادم :فالضربات الجوية ستؤدي إلى إضعاف داعش وليس القضاء عليه، والمساعدات للمعارضة السورية لن تطيح بالمجرم بشارولكنها ستصفع حلفاءه:روسيا و إيران وحزب الله و تعيده كما كان: محافظ لدمشق، والدفاع عن الإقليم الكردي لا يعني استقلاله عن العراق، اما إنقاذ نظام بغداد فله الأولوية ولكن بعد تجميل وتلطيف تركيبته الطائفية.
أما متى ستنتقل أميركا إلى الجزء الأخير من الحل السوري القاضي بإزاحة بشار وكبار المجرمين في نظامه ولكن مع المحافظة على النظام كما هو وبالأخص المخابرات والجيش فيبدو أنه اقترب كثيرا بعد أن حقق بشار لإسرائيل حلمها ودمر سورية للخمسين سنة القادمة .................هذا إن لم تتفتت إلى دويلات طائفية متناحرة ويختفي اسم سورية من الخريطة ويكون لبشار وأبيه ونظامه الطائفي الفخر بأنهم قضوا عليها.

الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

هنري كسنجر و الطوفان السوري.

منقول عن عرض لنيويورك تايمز بتصرف:هنري كيسنجر في كتابه الجديد " النظام العالمي"
لا يتردد هنري كيسنجر، في الاعراب عن اعتقاده بأنه لم يكن هناك قط «نظام عالمي» حقيقي  فعلى امتداد التاريخ حددت كل حضارة مفاهيمها عن النظام، واعتبرت نفسها  مركز العالم، وتصورت قيمها كأسس مهمة على صعيد الكون. وفي هذا الإطار تصورت الصين نظاماً ثقافياً عالمياً تراتبياً يتربع على ذروته الامبراطور. أما روما فقد تصورت نفسها محاطة بالبرابرة، وعندما انقسمت الامبرأطورية الرومانية طورت الشعوب الأوروبية مفهوماً متقدماً لتوازن الدول ذات السيادة، وسعت إلى نشر هذا المفهوم عبر العالم. أما الإسلام ففي قرونه الأولى، اعتبر نفسه الوحدة السياسية الشرعية الوحيدة في العالم المقدر لها أن تنتشر بلا انتهاء إلى أن تحقق مبادئه الدينية تناغم العالم. أما الولايات المتحدة فقد كانت وليدة الاقتناع بقابلية الديمقراطية للتطبيق على نحو شامل، وهو الاقتناع الذي قاد سياساتها منذ تلك البداية المبكرة.
وهكذا فالمؤلف ينظر إلى تطورات النظام العالمي بمنظور لا يخلو من التفاؤل، ابتداء من تحليل النظام متعدد الأقطاب في أوروبا، وصولاً إلى النظام في آسيا والدور الطموح للولايات المتحدة على الصعيد العالمي لكن هذا المنظور المتفائل سرعان ما يتخلى عنه المؤلف في تحليله للوضع في الفصلين الثالث والرابع من الكتاب، حيث يتناول في الفصل الثالث التيار الإسلامي والشرق الأوسط تحت العنوان الفرعي الدال «عالم من اختلال النظام». علي حين ينصب الفصل الرابع على الولايات المتحدة وإيران تحت العنوان الفرعي «مداخل إلى النظام».

نهجان متعارضان:
تحت عنوان «الربيع العربي والطوفان السوري»، يقول كسينجر أن الربيع العربي، الذي انطلق في أواخر عام 2010، قد أثار للحظة عابرة الآمال في أن القوى الأوتوقراطية والمتشددة المتصارعة في المنطقة قد تحولت إلى قوى لا أهمية لها ،على يد موجة جديدة من الإصلاحيين  وقد قوبلت موجات هذا الربيع في تونس ومصر بالابتهاج من القادة السياسيين الغربيين ومن الاعلام الغربي، باعتبارها ثورة إقليمية يقودها الشباب.
فسر الكثيرون في الغرب أحداث ميدان التحرير في مصر على أنها إثبات لضرورة ظهور بديل للأنظمة القائمة على الطغيان. غير أن المشكلة الحقيقية، من منظور واشنطن، هي أنها وجدت من الصعب اكتشاف العناصر التي يمكن منها تشكيل القادة الذين يمكن أن يمضوا قدماً بهذه الثورات لتشكيل دولة المؤسسات وهذا هو السبب في أن بعض المسؤولين في الولايات المتحدة دعموا تنظيم الاخوان المسلمين، على الرغم من أنهم يعرفون أنه أبعد ما يكون عن الديمقراطية ويتابع المؤلف أن تطلعات أميركا فيما يتعلق بالديمقراطية للمنطقة، أفضت إلى تعبيرات بليغة عن مثالية واشنطن. ولكن مفاهيم الضرورات الأمنية تضاربت مع الديمقراطية. فأولئك الذين التزموا بإضفاء الطابع الديمقراطي وجدوا أن من الصعب اكتشاف القادة الذين يدركون أهمية الديمقراطية باعتبارها شيئاً آخر غير كونها أداة لتحقيق سيطرتهم. وفي الوقت نفسه فإن دعاة الضرورات الاستراتيجية لم يتمكنوا من اكتشاف كيف تتطور الأنظمة المستقرة بطريقة ديمقراطية ،أو حتى إصلاحية. وفشلت  إضافة الديمقراطية في  معالجة الفراغ الأمني الذي برز كما تعرض النهج الاستراتيجي للعرقلة بفعل قوة مؤسسات الأنظمة البائدة التي لا زالت موجودة.
لقد بدأ الربيع العربي باعتباره انتفاضة جيل جديد من أجل الديمقراطية الليبرالية، ولكن سرعان ما قفز الكثيرون على اكتافه وتعرض للانقطاع أو السحق، وتحول الابتهاج إلى شلل. وبرهنت القوى السياسية المغروسة في المؤسسات العسكرية والدينية والأرياف، على أنها أقوى وأكثر تنظيماً من عناصر الطبقة الوسطى التي أطلقت الربيع و تظاهرت من أجل الديمقراطية. وعلى صعيد الممارسة، فإن الربيع العربي أظهر التناقضات الداخلية للعالم العربي و الإسلامي والسياسات المصممة لحسمها ولم يستطع التغلب عليها.إن شعار الربيع العربي «الشعب يريد إسقاط النظام» لم يستطع الإجابة عن السؤال ما المراد بالشعب وما الذي سيحل محل السلطات التي سيطاح بها. لقد تعرضت النداءات الأصلية لمتظاهري الربيع العربي من أجل حياة سياسية واقتصادية مفتوحة للإطاحة من خلال الصراع بين الأيديولوجيات المتشددة والنزعة السلطوية التي دعمتها المؤسسة العسكرية.

الطوفان السوري:
ير
ى كيسنجر أن الثورة السورية التي يسميها " الطوفان السوري" بدأت كتكرار للثورة المصرية في ميدان التحرير، ولكن مع فارق مهم بينهما، وهو أن الثورة المصرية وحدت في البداية القوى الكامنة ضد نظام مبارك ، بينما في سوريا أعادت الثورة التوترات القديمة إلى الظهور(بسبب ما قام به بشار من تجييش طائفي) وأيقظت الصراع بين الشيعة والسنة وبسبب هذه البنية الديموغرافية في سوريا، فإن الثورة اجتذبت جماعات طائفية أو دينية  لم يكن أي منها على استعداد لأن يسلم مصيره لقرارات يتخذها الآخرون كما  أن تدخل دول و قوى أجنبية في الصراع، وانتشار الفظائع  أدخلت الثورة فيما  يشبه حربا أهلية وانقسم المجتمع إلى جيوب عرقية وطائفية و يشدد كسينجر على أن الإدارة الأميركية  كانت تعامل الانتفاضة ضد الأسد من خلال المقارنة مع الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك، ووصفت بأنها نضال من أجل الديمقراطية وكان من المتوقع أن تتوج بالإطاحة بحكومة الأسد وأن يحل محلها ائتلاف حكومي ديمقراطي شامل.وقد صاغ الرئيس الأميركي باراك أوباما هذه الموقف في آب  2001 عندما دعا صراحة بشار الأسد إلى «التنحي» لكي يتمكن الشعب السوري من الوصول إلى حقوقه الشاملة وكان من المتوقع أن يؤدي تصريح أوباما إلى حشد المعارضة الداخلية للأسد وأن يفضي إلى دعم دولي للإطاحة به. هنا يشير هنري كيسنجر إلى أن هذا هو السبب في أن أميركا ضغطت من أجل «حل سياسي» من خلال الأمم المتحدة على أساس تنحية الأسد من سدة السلطة، وتشكيل حكومة ائتلافية، ولكن التوتر فرض حضوره عندما بادر أعضاء يتمتعون بحق النقض في مجلس الأمن إلى رفض هذه الخطوة أو أي إجراءات عسكرية في سورية وبعد ذلك عندما برزت المعارضة المسلحة في نهاية المطاف داخل سورية، وكان من بينها عناصر محدودة يمكن أن توصف بأنها ديمقراطيةو معتدلة عند هذا المنعطف كان الصراع في سورية قد تجاوز كونه قضية الأسد، فبالنسبة للفاعلين الرئيسيين في الصراع كانت القضايا مختلفة بشكل جوهري عن الرؤية الأميركية، فقد نظر الفاعلون السوريون والإقليميون إلى الحرب على أنها ليست حرباً حول الديمقراطية، وإنما حول السيطرة وكانوا مهتمين بالديمقراطية فحسب طالما أنها تمضي بجماعتهم إلى سدة السلطة ولم يؤيد أي منهم نظاماً سياسياً لا يضمن سيطرة فريقه على النظام السياسي و هكذا بادرت القوى الإقليمية إلى صب الأسلحة والأموال والدعم اللوجستي إلى سورية لصالح مرشحيها الطائفيين المفضلين.
إعادة تصور المنطقة:
هنا تحول الصراع في سورية ألى  إعادة رسم التصور السياسي للبلاد، وربما إعادة رسم التصور السياسي لمنطقة الشرق الأوسط كلها وفي هذا الاطار، نظرت كل الأطراف المنخرطة في الصراع على أنها تخوض معركة بقاء.

فشل للمجتمع الدولي!
ويخلص المؤلف إلى أن نظاماً اقليمياً أو دولياً فعالاً كان يمكن أن يحول دون الكارثة التي تشهدها سورية، أو تحتويها. وهو يشير إلى أن التدخل الخارجي الكبير في مرحلة مبكرة من الصراع  كان من شأنه تحجيم القوى المتصارعة، ولكنه كان يتطلب أمداً طويلاً وحضوراً عسكرياً كبيراً لكي يستمر وربما كان من شأن إجماع سياسي عراقي أن يوقف الصراع عند الحدود السورية، ولكن السياسة الطائفية لدى حكومة المالكي وارتباطها بإيران  تسبتت بعبور الحرب إلى العراق .كان من الممكن للمجتمع الدولي أن يفرض حظرأ على ارسال الأسلحة إلى سوريا والميليشيات المتشددة، ولكن ذلك كان أمراً مستحيلاً بفعل الأهداف المتضاربة للأعضاء دائمي العضوية في مجلس الأمن. ومع غياب الاجماع على المستوى الدولي فيما يتعلق بسوريا وكيفية حسم الأمور فيها وتشظى المعارضة السورية، فإن الانتفاضة التي بدأت هناك باسم القيم الديمقراطية قد تحولت إلى إحدى أكبر الكوارث الإنسانية.

واشنطن تدعم الديكتاتورية والديموقراطية معاً:
يرى هنري كيسنجر أن قيم السياسة الخارجية الأميركية وأهدافها في المنطقة تعكس جانباً مهماً من الأعراف الأميركية. غير أنها إذا مورست باعتبارها المفهوم المحوري للاستراتيجية الأميركية، فإنها سوف تثير ورطاتها الخاصة. هنا تبرز مجموعة مهمة من الأسئلة التي يطرحها التحرك الأميركي في المنطقة: هل تعتبر أميركا نفسها مضطرة لدعم كل انتفاضة شعبية ضد أي حكومة غير ديمقراطية بما في ذلك تلك الحكومات التي كانت تعتبر حتى الآن مهمة في الحفاظ على النظام الدولي؟ هل كل مظاهرة ديمقراطية بحكم تعريفها؟
من المنظور الأميركي، فإن من بين مساهمات واشنطن الأساسية في الربيع العربي إدانة ومعارضة والعمل على تنحية الحكومات التي اعتبرتها دكتاتورية بما في ذلك حكومة حسني مبارك، التي كانت واشنطن حتى ذلك الحين تعتبرها حليفاً قيماً غير أن الرسالة المركزية بالنسبة لدول أخرى صديقة للولايات المتحدة في المنطقة تم النظر إليها على أنها التهديد بالتخلي الأميركي، وليس فوائد الإصلاح الليبرالي.
يقتضي العرف الغربي تأييد المؤسسات الديمقراطية والانتخابات الحرة وما من رئيس أميركي يتجاهل هذا الجانب من المشروع الأخلاقي الأميركي  ولكن إذا طبق هذا الأمر على الأطراف التي تجعل الديمقراطية مرادفاً للهيمنة الدينية، فإن دعم الانتخابات يمكن أن تؤدي في هذه الحالة إلى ممارسة واحدة فقط لها.ومن هنا فإن الولايات المتحدة تشهد النقاش الذي لم يحسم بعد بين الاهتمامات الأمنية وأهمية تطوير الحكم الإنساني والشرعي. ويبدو هذا الأمر جليا أيضاً باعتباره مسألة وقت: فإلى أي مدى تنبغي المخاطرة بالمصالح الأمنية من أجل نتيجة التطور النظري؟ إن رجل الدولة يتعين عليه أن يوازن هذا الأمر في كل مرة تثور هذه القضية.ولكن كقاعدة عامة فإن المسار الأكثر قابلية للحفاظ عليه سوف يتضمن مزيجاً من الواقعية والمثالية، ولكن غالباً ما يجري استبعادهما في النقاش الأميركي باعتبارهما نقيضين لا سبيل إلى الجمع بينهما.
المؤلف والكتاب: 
هنري كيسنجر مستشار الرئيس الأميركي الأسبق لشؤون الأمن القومي ووزير الخارجية الأسبق في إدارة ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وعلى مستوي الشرق الأوسط، ارتبط اسم كيسنجر بسياسة الخطوة – خطوة، التي كان لها تأثير بالغ العمق في تطورات المنطقة، وقد حصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1973، كما تلقى وسام الحرية من الرئيس الأميركي ، وألف العديد من الكتب حول السياسة الخارجية والدبلوماسية، أبرزها كتابه «الدبلوماسية».
يعرض هذا الكتاب رؤية معمقة لجذور التناغم الدولي والاختلال العالمي، ويلقى الضوء على التحديات في القرن الحادي والعشرين، و كيفية بناء نظام دولي مشترك في عالم من الرؤى التاريخية المتباينة والصراع العنيف والتقنية المنتشرة والتطرف الأيديولوجي.
وعلى امتداد تسعة فصول وخاتمة دالة، يمضي بنا المؤلف إلى منعطفات مهمة في التاريخ الحديث، حيث نطل على أسرار مفاوضات إدارة نيكسون مع هانوي حول نهاية حرب فيتنام، مجادلات الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان مع الزعيم السوفييتي غورباتشوف في ريكيافيك، كما نتابع تأملاته حول مستقبل العلاقات الأميركية الصينية وتطور الاتحاد الأوروبي. ويستقطب اهتمامنا ما يطرحه المؤلف حول استجابة الغرب للربيع العربي، والدروس المستفادة من حربي العراق وأفغانستان، والتوترات الراهنة مع روسيا حيال الوضع في أوكرانيا.

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

بشار الأسد والدفاع عن الأقليات!!!

منقول بتصرف

ينعقد في واشنطن هذه الأيّام مؤتمر تحت عنوان “الدفاع عن المسيحيين” حيث يستهدفُ المؤتمر حماية المسيحيين في الشرق، خصوصا بعد كلّ ما تعرّضوا له على يد “داعش .
أعطى “داعش”بعد احتلاله الموصل، المسيحيين الاختيار بين الجزية أوإعلان إسلامهم أوالهجرة. فضّل معظمهم الهجرة. انتقل كثيرون إلى كردستان العراق، فيما قبلت الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا، بضع مئات من المسيحيين العراقيين والكثيرون منهم لجأوا إلى لبنان.وهكذا فإن“داعش” عامل المسيحيين بطريقة أفضل من معاملته للشيعة في المناطق التي سيطر عليها، أو الإيزيديين وحتّى من السنّة الذين اعترضوا على تصرفاته.
لا شكّ أنّ المطلوب أكثر من أيّ وقت التصدي لـظاهرة “داعش” من دون تجاهل الظروف التي أدّت إلى نشوء هذا التنظيم ؟لم يكن ممكنا لـ”داعش” التقدّم في أية منطقة عراقية، وقبل ذلك في سوريا لولا حكومة نوري المالكي في العراق ونظام بشّار الأسد في سوريا. كان هناك رهان على “داعش” شاركت فيه أكثر من جهة، بما في ذلك حكومة نوري المالكي ومن خلفها إيران، من أجل تصويرالشعب السوري الذي ثار ضد الأسد بأنّه حفنة من الارهابيين الإسلاميين وأن الثورة هي تهديد للأقلّيات، من منطلق أنّ النظام السوري كان حاميا للأقلّيات وللمسيحيين تحديدا.
من استخدم “داعش” منذ البداية من قبل أن يصل المالكي إلى الحكم؟ إنه بشار الأسد الذي أراد ابتزاز الأميركيين في العراق بعدغزوه عام 2003. كان النظام السوري من أخرج الداعشيين على دفعات من سجونه كي يرسلهم إلى العراق، ثمّ ليقول للعالم، بعد السنة 2011، أنّ السوريين الذين انتفضوا في وجه الظلم مجرّد “إرهابيين” وأنّ حربه ليست على شعبه،بل إنها دفاع عن الأقلّيات.
من هنا، لا يمكن بأي شكل أخذ مؤتمر واشنطن على محمل الجدّ. من يتمعّن في اسمين من الذين شاركوا في تنظيم المؤتمر (السوري الأصل جمال دانيال واللبناني جيلبير شاغوري) يكتشف فورا أنّ الهدف من المؤتمر ليس حماية المسيحيين في الشرق، بل التأثير في الرأي العام الأميركي من أجل إعادة تأهيل النظام السوري،الذي كان أوّل من اضطهد المسيحيين في سوريا ولبنان.
هل يمكن لأحد أن يتجاهل إغراق النظام السوري لبنان بالسلاح، من أجل تحويل المسيحيين فيه إلى مجرّد طائفة تعمل في خدمة حافظ الأسد؟من سلّح الفلسطينيين في لبنان كي يهاجموا المسيحيين؟ من سلّح قبل ذلك المسيحيين من أجل تعبئتهم في وجه المسلمين وفي وجه الفلسطينيين ؟ من هجّر معظم مسيحيي الأطراف من قراهم؟ من ارتكب مجازر القاع والدامور والعيشية وعشرات المجازر الأخرى التي استهدفت المسيحيين؟ من حاصر زحلة وحاول إفراغها من سكانها؟ من قصف الأشرفية طوال مئة يوم؟ من طوّق زغرتا وحاول الإيقاع بينها وبين محيطها؟ من سهّل اغتيال طوني فرنجية وأفراد عائلته؟ من اغتال بشير الجميّل ورينيه معوّض؟
هناك عشرات الأسئلة التي يمكن طرحها عن دور النظام السوري في السعي إلى جعل مسيحيي لبنان عبيدا لديه، وذلك بعد أن جعل مسيحيي سوريا الذين يتناقص عددهم منذ انقلاب 1970، يسعون إلى أن يكونوا في حماية العلويين وتحت رحمتهم.
يا مؤتمر واشنكن :من يريد الدفاع عن مسيحيي الشرق لا يستطيع تجاهل الدور الذي لعبه النظام السوري في تهميش وتهجير مسيحيي سوريا، والسعي إلى وضع اليد على مسيحيي لبنان والأهم من ذلك عليه أن يطالب بالاقتصاص ممن خلقوا داعش ونموها وقدموا لها كل الدعم.

أميركا و داعش ......وتقسيم المقسم


الآن وبعد أكثر من سنة على التمدد السرطاني لداعش وقف أوباما وأعلن في قمة الناتو في مدينة نيوبورت البريطانية عن تشكيل تحالف دولي لملاحقة تنظيم داعش وأنه سيسعى لضم دول أخرى لكي تحارب على الأرض بأوامر أميركا وتحت ظلال طائراتها و صواريخها:هذه القوات التي لم تتحرك عندما تجاوز الأسد خطوط اوباما الحمر عشرات المرات وعندما تحولت أقدم حضارات العالم إلى هيروشيما جديدة,عندما طال التهجير القسري 10 ملايين مدني سوري وقتل نصف مليون وضاع جيل كامل من أطفال سورية في الغربة أو التجنيد في الميليشيات المتناحرة على أرض سورية.
منذ البداية ظهر أوباما وكأنه في سلوك ضبابي ومتخبط إزاء داعش مما جعل بعض المراقبين يؤكدون أن داعش صنيعة أميركية أو على الأقل فإن أميركا تترك المجال لها لتكبر حتى تستخدمها لتحقيق مآربها في المنطقة والتي  بدأت تظهر بشكل واضح وبالتالي فسلوك أوباما الشاذ  مدروس وليس عشوائيا، وإلا فكيف تترك الولايات المتحدة التنظيم ينمو ويتضخم وترفض دعم الثوار المعتدلين في سوريا طوال السنوات  الثلاث الماضية وسط تأكيدات من الثوار السوريين أن داعش لا يحارب ضد النظام وإنما يركز على تجمعات الثوار ويهاجم الجيش الحر ويغتال قادته , كما أن التنظيم يسيطر على معظم  آبار النفط السورية ويقوم ببيع النفط تحت سمع الولايات المتحدة وبصرها لوسطاء دوليين بأربعين دولارا للبرميل مما شكل مصدر تمويل هائل لهذا التنظيم وأصبح أغنى  ميليشيا في العالم رغم أن  أميركا تعتبره  إرهابيا ويمثل خطرا عليها.
قبل ذلك ظلت الولايات المتحدة تدعم المالكي وباقي الحكام الذين عينتهم بعد احتلال العراق عام 2003في سياستهم الطائفية ضد سنة العراق ومخططات تقسيم العراق التي تغذيها أميركا امتدت الان لتشمل سورية وربما دولا عربية أخرى كما انها لم تقم بأي عمليات مضادة لداعش حينما احتل الموصل وما حولها وحينما انهار جيش المالكي والبيشمركة الكردية أمامها وتوسعت في الأماكن التي تسيطر عليها كل ما فعله" الحاج أبو حسين الشيعي" هو التركيز على عمليات الذبح والقتل العنيف وكأن القتل الصامت للشعب العراقي بيد أميركا وعملائها مسموح به أما القتل الفاضح فلا،لم تقم بشيء من أجل  الأقليات الأيزيدية أو المسيحية أو غيرها وانتهى الأمربأن  فتحت فرنسا وبعض الدول الأخرى أبواب الهجرة لهم ليعيشوا أذلاء وفاقدي الهوية في الغرب بعدما عاشوا هم وآباؤهم وأجدادهم أعزاء على مدار التاريخ في أراضيهم تحت ظل الحكم الوطني برغم كل مساوئه.
السؤال الكبير هو كيف تترك الولايات المتحدة مثل هذه التنظيم الذي تدعي أنه معاد لها يسيطر منذ بداية 2013 والنصف الأول من 2014 على أكثر من ثلث سوريا وربع العراق؟ هل يمكن أن نقتنع بمبررات أبو حسين أن أميركا لا تريد أن توحل نفسها مرة أخرى في الشرق الأوسط!!!
شاركوا يا عرب المنطقة في الحرب  الأميركية القادمة وتحالفوا مع صفويي إيران  ولكن لا تنسوا أن نهايتها هي تقسيم العراق و سورية وأن دوركم آت لأن التقسيم سيعيد رسم كل الخريطة.

الأنثى

   ا لحبُّ عند "آرثر شوبِّنهاور - نفى شوبنهاور عن إناث البشر أي سحر جسدي حقيقي ، وأضاف أننا نخطئ حين نطلق لفظ "الجنس اللطيف" ...