لم يكن خطأ أوروبيا ،لم يكن سياسة ناجمة عن سوء فهم لتطلعات الشعوب، أو ضيق أفق، أو حسابات قصيرة المدى والنظر، وإنما كان رهانا استراتيجيا. لقد وضعت أوروبا مصيرها على التحالف الأطلسي، وأدارت ظهرها خلال قرن كامل للمتوسط القريب منها، وشريكها التاريخي. وهي تجد نفسها الآن، بعد أن ساهمت في الإخفاق التاريخي للعالم العربي، أمام امة فشلت مجتمعاتها جميعا في التحوّل نحو مجتمعات معاصرة، منتجة للخيرات ولفرص العمل لشبابها، وفي بناء الدولة الحديثة، وحكم القانون والديمقراطية والمواطنة، وفي التجدّد الثقافي والروحي، منذورة لعهد طويل من الانتفاضات والنزاعات والهجرات التي لن يقف في وجهها أي إجراء قانوني أو موقف عنصري.
وها هي الان تتلقى الصفعة الثانية من شريكها الأطلسي.
وها هي الان تتلقى الصفعة الثانية من شريكها الأطلسي.