في منزلنا العربي الكائن عند تقاطع جادة الزهراء مع شارع عبد الحميد الزهراوي بالقرب من
الجسر الأبيض بوسط دمشق في ربيع عام 1971 تعالى صوت جارنا أبو وليد ملص في فترة بعد الظهروهو يصرخ مناديا :يا أبو
حازم ,يا أبو حازم.ركض والدي بسرعة صاعدا الدرج إلى السطح ليستجيب للنداء بعد أن
أظهر استغرابه مما يجري لأن جارنا لم يناديه أبدا من السطح وأوصانا أن نبقى بأرض
الديار.بعد 5 دقائق نزل الوالد وبنت جارنا فاتن ذات 15 ربيعا معه ووجه كلامه
للوالدة:ستختبئ الفتاة عندنا وكأنها من أولادنا لأن العرصة رفعت الأسد ومعه
سيارتين مرافقة واقفين أمام بيت ملص ليأخذوا البنت بالقوة.حاولت أمي الاستفسار:هل
سنمنع أخو حافظ الأسد ونحاربه ؟وكان الرد باترا:نعم .ومن غرفة نومه أخرج أبي مسدسه
الذي يضعه تحت التخت وبسرعة اتصل بجارنا
أبو حاتم ( طاهر العظم )وأخبره بما يجري وبعد دقيقتين حضر أبو حاتم ومسدسه مخبأ
تحت خصره وجلسا في غرفة الضيوف بالطابق الأرضي وأخذني أبي معه كما اعتاد أن يفعل
دائما,سأله أبي عن السيارتين أمام بيت ملص فأكد له الخبر وكالعادة كان قرار الوالد
لا تردد فيه:إذا حاولوا خطف البنت من بيتي فلن ياخذوها ونحن أحياء.استمرت حالة
التهيؤ والمسدسات ملقمة على الطاولة والأمشاط الإضافية بجانبها إلى ما قبل منتصف
الليل وبقينا لا نجرؤ على الحركة ونحن في غرفنا بالطابق الثاني حتى أتى أبو وليد
وأخوه نزار إلى المنزل وبشرونا بأن السيارات قد ذهبت وشكروا الوالد وأبو حاتم
وأخذوا ابنتهم فاتن وذهبوا.
في اليوم التالي استدعي أبو وليد في
مقر عمله بمطار المزة(مطار دمشق وقتها) ليقابل أهم مسؤول أمني :محمد الخولي رئيس
المخابرات الجوية (وكانت الجوية أهم فروع المخابرات السورية على الإطلاق) وأفهم
بأن الأخ القائد رفعت سيتزوج ابنته وعليه أن يوافق.أم وليد الانجليزية التي لا
تتقن العربية حزمت أغراضها لتهرب وابنتيها إلى بلدها ولكن رفعت كان أسرع.فيما بعد
علمنا بأنه أخذ الأم وابنتها يومين إلى بيروت و...........
لا نعلم أكثر من ذلك ولكن الحكاية
المأساوية انتهت بسفر الأم الانجليزية وابنتيها إلى انجلترا بعد وفاة الابن الوحيد وليد بحادثة دهس أمام المنزل.