الثلاثاء، 16 أبريل 2013

من يحمي بشار الأسد


مرة ثانية و...عاشرة :من يحمي بشار الأسد
 

فصلت السياسة عن القيم وتم تغليب المصالح وموازين القوى على الحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية والمعنوية إزاء ما يحدث من إبادة للشعب السوري وتدمير البلد وتهديد لمحيطه القريب والبعيد.
يصعب فهم الصراع في سوريا وحولها، إلا بوجود هذا النظام الفاشي المجرم وقوى مناهضة له غرقت في متاهات المنافع الشخصية المفرطة والتباين الإيديولوجي العقيم، ولم تنجح في بلورة مشروع وطني جامع وإبراز شخصيات قيادية قادرة على رفض الوصاية الأجنبية والأجندات المستوردة وطمأنة كل مكونات الشعب وأقلياته وأولها "الطائفة الكريمة" وإزالة حجج الدول المترددة في دعم العارضة وكشف الحماة المخفيين لنظام الأسد.وبينما نرى المعسكر المؤيد للنظام بقيادة إيران متماسكاً، ويعتبر المعركة معركته بكل معنى الكلمة من دون أي اكتراث بمستقبل سوريا ووحدة شعبها، نجد معسكر المعارضة مشتتاً بين محورين تركي - قطري من جهة وسعودي - إماراتي - أردني من جهة أخرى، وبين هذين المعسكرين تطل "جبهة النصرة" ممثلة لتنظيم القاعدة في العراق المدعوم من إيران في مقابل تحالف المحاربين الشيعة الآتين من ايران و العراق ولبنان وغيره لنصرة نظام الأسد.
إزاء هذا الوضع تبدو روسيا (والصين تلقائياً) في انحياز كامل لمعسكر نظام الأسد وفي تغطية لتصرفاته أعادتنا إلى أيام الحرب الباردة. ومقابل ذلك ينكشف أسلوب "القيادة من الخلف" ونهج "الصبر الاستراتيجي" لإدارة أوباما الضعيفة في الاكتفاء بالتصريحات والدعم المحدود جداً للمعارضين وترك الساحة السورية ساحة استنزاف للجميع.أما أوروبا الغائبة عن السمع فكم كان ملفتاً ومضحكاً اهتمام ألمانيا وحلف شمال الاطلسي بحماية تركيا وتحريك منصات الباتريوت نحوها دون الاهتمام بالحد الأدنى من الإغاثة الإنسانية للشعب السوري .أما فرنسا وبريطانيا ففي موقفهما الكثير من الأقوال والقليل من الأفعال.
ربما يكون هناك عجز وتقصير وتجاهل أو تواطؤ ولكن الحقيقة أن اسرائيل التي تعهدت لحافظ الأسد بتسليم سورية  له ولأبنائه من بعده مقابل تنازله عن الجولان 1967 هي العامل المباشر في رسم القرار الروسي والقرار الأميركي والقرارات الأوروبية. إن الحرب الباردة الجديدة وضعف الزعامة الدولية والانغماس الإيراني والضعف العربي الذي كعادته يفرط في كل شيء تشكل الأسباب الرئيسية لتمديد الصراع واستكمال التدمير.
لكن ذلك لا يعفي القوى السورية من مسؤولياتها في السعي إلى الإنقاذ والحفاظ على ما تمكن من مقومات الدولة، وهذا يتطلب من قوى الثورة والمعارضة الرفض الحاسم لتحريف الصراع ولكل أحادية أوتطرف يمسخان الهوية الوطنية التعددي إن كل من الأخوان المسلمين  أوجبهة النصرة  وهما من أوصلا المعارضة السورية إلى هذا المنعطف القاتل (بغض النظر عما قدماه). إن إطالة أمد الصراع والتدخل الدولي والإقليمي لمصلحة النظام مكنت نظام الأسد من الوصول الى السيناريو الذي رسمه منذ أول يوم للثورة عن المؤامرة الكونية  وعسكرة الثورة والزلزال الإقليمي وما يسمى الإرهاب.
ولعل ما ساعده في ذلك ليس فقط حلفاؤه المباشرون ، بل من يصنفون انفسهم :"أصدقاء الشعب السوري". وأفضل دليل ما قاله حديثاً المؤرخ الأميركي دانيال بايبس: "ينبغي على القوى الغربية توجيه الصراع إلى طريق مسدود عبر مساعدة أي طرف يخسر، فخطر قوى الشر يتقلص عندما تندلع الحرب بين أطرافها.". هكذا يكشف بايبس بصفاقة عن اللعبة الأميركية التي تقضي بترك الصراع يحتدم بين أعداء أميركا. ولذا تصبح الحرب المفتوحة خياراً غير معلن لأنه على الرغم من الموقع الاستراتيجي الحيوي لسوريا، تبقى فكرة التدخل الأميريكي والدولي غير جذابة، وهذا ما برز حديثاً في الجدال بين السيناتور جون ماكين والسفير روبرت فورد الذي يجسد سياسة تخلي أوباما عن الشعب السوري تحت ألف ذريعة وذريعة.
إن الرد المذهل للسيناتور ماكين في جلسة الاستماع في الكونغرس على كل من رئيس CIA ورئيس هيئة الأركان المشتركة عندما رفضا بإصرار عجيب التدخل في سوري ولو بفرض منطقة حظر جوي أو ضربة جراحية تدمرالطيران السوري وقواعد صواريخ سكود لحماية الشعب السوري عندما  قال لهما:من حسن الحظ أنكما لم تكونا في موضع القرار إبان أزمة البوسنة وأزمة كوسوفو.
جرى تجاوز كل الخطوط الحمر في الصراع السوري: بعد الدبابات والطائرات وصواريخ السكود، بدأ الاستخدام المقنن للأسلحة الكيميائية .. ويزداد تورط "حزب الله" وحلفاء إيران ويتعزز وجود النصرة والجهاديين... وكل ذلك لا يُحرّك العالم ليصبح من العار تحمل المزيد من إهراق الدماء والاعتماد فقط على المناورات ومهمة الإبراهيمي وأخبار التسليح.

الأنثى

   ا لحبُّ عند "آرثر شوبِّنهاور - نفى شوبنهاور عن إناث البشر أي سحر جسدي حقيقي ، وأضاف أننا نخطئ حين نطلق لفظ "الجنس اللطيف" ...