ماكينة الشحن والتعبئة في حزب الله واعلامها الضال المضلل انتقلت من مرحلة
التنصل من "تهمة" المشاركة في الاحداث السورية الى مرحلة التعامل مع هذا
الانخراط في القتال باعتباره امرا واجبا ويوازي – ان لم يتجاوز في اهميته اليوم –
قتال العدو الاسرائيلي المرابض على الحدود الجنوبية، كما ورد على ألسنة مسؤولين في
حزب الله خلال جولاتهم في بعض المناطق .
ردا على اسئلة وجهت اليهم من الناس فقد تم تشريع الانخراط في الحرب
من باب الدفاع عن المقامات الشيعية المقدسة كمقام السيدة زينب في ريف دمشق، او
حماية المواطنين اللبنانيين المقيمين في سورية، ثم الشيعة السوريين في بلدهم، كحال
عشرات القرى القريبة من الحدود اللبنانية في ريف حمص. ويواكب هذا التشريع سيل من
خلق المبررات التي تندرج ضمن اثارة العصبية المذهبية وتسنينها، في مواجهة من
تسميهم "اعداء اهل البيت"، ضمن مشهد مريع يستحضر كل موروثات الفتن
المذهبية بين السنة والشيعة.الرسالة الواضحة للجمهور "اذا لم نقاتلهم في عقر دارهم فهم سيأتون الينا ليقاتلونا في كل الاحوال"، وان "قتالنا في دمشق او في ريف حمص ما هو الا قتال دفاعي عن الضاحية والبقاع والجنوب". ويمكن لاي متتبع لشبكات التواصل الاجتماعي، او حتى لبعض صور الاحتفاء بضحايا الحزب في سورية، ان يلحظ كيف ان معركة الدفاع عن مقام السيدة زينب استعملت كشعار يكاد يشبه في استخدامه مشهد رفع جنود معاوية المصاحف على رؤوس الاشهاد في معركة صفين
لكن رغم ذلك لم تستطع هذه الماكينة الحزبية ان تستصدر فتوى معلنة وواضحة من أي مرجع شيعي بوجوب الدفاع عن المقامات الدينية من قبل الشيعة اللبنانيين في سورية، علما ان المتداول هو العكس تماما. وعلما ان هذا الانخراط في الاحداث السورية يتجاوز البعد المذهبي والديني المضخم والمصطنع بدرجة عالية، الى عواقب سوف تطاول لبنان، بسبب ارسال المقاتلين الى سورية سواء من قبل حزب الله أوغيره، تأييدا للنظام او ذودا عن المعارضة. وهو امر لا يمكن ان تقرره طائفة بمفردها فكيف اذا كان حزبا في طائفة.