بدأت هذه الاحداث التي حاول البعثييون
التعتيم عليها وإنكارها في السابع من نيسان عام 1964 بحادث طلابي يقع مثله غالبا في اي مدرسة، ولكن السلطات
البعثية عالجته بصورة استفزازية لا مبرر لها تماما كما فعلوا في درعا 2011كان ذلك عندما كتب احد طلاب مدرسة عثمان الحوراني بحماةعلى
اللوح: لا حكم الا لحزب البعث، فشتم طالب آخر هذا الحزب وكتب لا حكم الا لله،
فاعتقلت السلطات الطالب وجرت مداخلات كثيرة لاطلاق سراحه، ولكنها لم تثمر بل اصدر
شبلي العيسمي وزير التربية والتعليم قرارا بنقل عدد من مدرسي الدين في المدينة،
فأضرب طلاب المدارس الرسمية والخاصة احتجاجا على ذلك، وبعد يومين من الحادث خرج
المصلون من صلاة الجمعة بمظاهرة احتجاج قمعها الجيش بقسوة، سقط على اثرها قتيل
وبعض الجرحى، فأضربت المدينة اضرابا عاما اشتركت فيه جميع فئاتها وعندما حاولت السلطات
فتح بعض المتاجر بالقوة اصطدمت بمقاومة السكان مما ادى الى دخول الجيش الى المدينة
ولا سيما احياءها القديمة، ثم عزلت حماة عن الخارج تماما .بدأت الاخبار تتوارد عن البيوت التي تهدم، وعن الجوامع
التي تقصف، ولم يستطع أحد دخولها ولكن اصوات القصف تملأ اجواءها.
كانت المساجد في سورية خلال الاستعمار الفرنسي المكان الذي يلجأ اليه المتظاهرون ... حدث ذلك
خلال مظاهرات دمشق عام 1936 عندما كان
المتظاهرون يلجأون الى الجامع الأموي عندما تشتد المطاردة فيقف الجنود الفرنسيون
والسنغال امام ابوابه ولا يطأون حتى اعتابه.كما حدث ذلك في حماة وباقي الدن التي ثارت ضد
الفرنسيين.أما في عهد البعث فعندما التجأ
المقاومون الى المساجد، و اعتصم الشيخ مروان حديد مع بعض انصاره في جامع السلطان حاصرت
الدبابات الجامع وقصفته بالمدافع، وكان مروان حديد قد شكل في حماة جماعة ذات اتجاه ديني مستقلة
عن مشايخها وعن جماعة الاخوان المسلمين
وكان يؤمن بالجهاد المسلح للاطاحة بحكم
البعث الطائفي ولهذا تولى التوجيه والتبشير والتنظيم انطلاقا من جامع البحصة اولا
ثم من جامع السلطان الذي هو اهم جوامع المدينة وفي وسطها، فاحتل بذلك مكان الشيخ محمد الحامد، وجعل من هذا المسجد منطلقا للدعوة الى الثورة على حزب
البعث.
لقد توقف اطلاق النار في حماة بتاريخ 16 نيسان نتيجة
لتوسط بعض رجالاتها امثال الشيخ محمد الحامد وابراهيم الشيشكلي، ونتيجة لمساعي التهدئة التي بذلها اللواء امين الحافظ، ولم ينشر قط معلومات موثقة عن الخسائر
البشرية وإن كان أمين الحافظ اعترف بمقتل 50 مدنيا بسبب القصف لكن القصف ألحق دمارا
واسعا بجامع السلطان ودمر مئذنته وأنشئت محكمة عرفية تولت إصدار أحكام الإعدام على
مجموعة كبيرة من رجال حماة الذين اضكروا للهرب خارج سورية وأغلقت مدرسة الحوراني
نهائيا ووزع مدرسيها وطلابها على باقي مدارس المدينة.
تداعت المدن السورية للإضراب احتجاجا على ما قام
به الجيش في حماة واستمر الاضراب في
دمشق وحمص وحلب واللاذقية وعندما دخل الاضراب يومه الثالث اعتبارا من 26/4 بدأت
دوريات الحرس القومي(التي أنشأها البعث الطائفي للدفاع عنه) تطوف الشوارع وتحطم
ابواب المحلات التجارية وتتركها مفتوحة دون حراسة.
اقتحم جيش أبو
شحاطة جامع خالد بن الوليد بحمص بنفس السنة 1964 والجامع الأموي بدمشق 1965 :إطلاق
النار داخل الجامعين وتدنيسهما وإلقاء المصاحف وتمزيقها كان شيئا مروعا و قد ألقى
أحد ضباط الجيش قنبلة يدوية على ضريح نبي الله يحيى عليه السلام في المسجد الأموي بدمشق.