الجمعة، 26 أبريل 2013

أحداث حماة 1964


بدأت هذه الاحداث التي حاول البعثييون التعتيم عليها وإنكارها  في السابع من نيسان عام  1964  بحادث طلابي يقع مثله غالبا في اي مدرسة، ولكن السلطات البعثية عالجته بصورة استفزازية لا مبرر لها تماما  كما فعلوا في درعا  2011كان ذلك عندما كتب احد طلاب مدرسة عثمان الحوراني بحماةعلى اللوح: لا حكم الا لحزب البعث، فشتم طالب آخر هذا الحزب وكتب لا حكم الا لله، فاعتقلت السلطات الطالب وجرت مداخلات كثيرة لاطلاق سراحه، ولكنها لم تثمر بل اصدر شبلي العيسمي وزير التربية والتعليم قرارا بنقل عدد من مدرسي الدين في المدينة، فأضرب طلاب المدارس الرسمية والخاصة احتجاجا على ذلك، وبعد يومين من الحادث خرج المصلون من صلاة الجمعة بمظاهرة احتجاج قمعها الجيش بقسوة، سقط على اثرها قتيل وبعض الجرحى، فأضربت المدينة اضرابا عاما اشتركت فيه جميع فئاتها وعندما حاولت السلطات فتح بعض المتاجر بالقوة اصطدمت بمقاومة السكان مما ادى الى دخول الجيش الى المدينة ولا سيما احياءها القديمة، ثم عزلت حماة عن الخارج تماما .بدأت  الاخبار تتوارد عن البيوت التي تهدم، وعن الجوامع التي تقصف، ولم يستطع أحد دخولها ولكن اصوات القصف تملأ اجواءها.
كانت المساجد في سورية خلال الاستعمار الفرنسي المكان الذي يلجأ اليه المتظاهرون ... حدث ذلك خلال مظاهرات دمشق عام 1936 عندما  كان المتظاهرون يلجأون الى الجامع الأموي عندما تشتد المطاردة فيقف الجنود الفرنسيون والسنغال امام ابوابه ولا يطأون حتى اعتابه.كما حدث ذلك في حماة وباقي الدن التي ثارت ضد الفرنسيين.أما في عهد البعث فعندما التجأ المقاومون الى المساجد، و اعتصم الشيخ مروان حديد مع بعض انصاره في جامع السلطان حاصرت الدبابات الجامع وقصفته بالمدافع، وكان مروان حديد قد شكل في حماة جماعة ذات اتجاه ديني مستقلة عن مشايخها وعن جماعة الاخوان المسلمين  وكان يؤمن  بالجهاد المسلح للاطاحة بحكم البعث الطائفي ولهذا تولى التوجيه والتبشير والتنظيم انطلاقا من جامع البحصة اولا ثم من جامع السلطان الذي هو اهم جوامع المدينة وفي وسطها، فاحتل بذلك مكان الشيخ محمد الحامد، وجعل من هذا المسجد منطلقا للدعوة الى الثورة على حزب البعث.
لقد توقف اطلاق النار في حماة بتاريخ 16 نيسان نتيجة لتوسط بعض رجالاتها امثال الشيخ محمد الحامد وابراهيم الشيشكلي، ونتيجة لمساعي التهدئة التي بذلها اللواء امين الحافظ، ولم ينشر قط معلومات موثقة عن الخسائر البشرية وإن كان أمين الحافظ اعترف بمقتل 50 مدنيا بسبب القصف لكن القصف ألحق دمارا واسعا بجامع السلطان ودمر مئذنته وأنشئت محكمة عرفية تولت إصدار أحكام الإعدام على مجموعة كبيرة من رجال حماة الذين اضكروا للهرب خارج سورية وأغلقت مدرسة الحوراني نهائيا ووزع مدرسيها وطلابها على باقي مدارس المدينة.
تداعت المدن السورية للإضراب احتجاجا على ما قام به الجيش في حماة واستمر الاضراب في دمشق وحمص وحلب واللاذقية وعندما دخل الاضراب يومه الثالث اعتبارا من 26/4 بدأت دوريات الحرس القومي(التي أنشأها البعث الطائفي للدفاع عنه) تطوف الشوارع وتحطم ابواب المحلات التجارية وتتركها مفتوحة دون حراسة.
اقتحم جيش أبو شحاطة جامع خالد بن الوليد بحمص بنفس السنة 1964 والجامع الأموي بدمشق 1965 :إطلاق النار داخل الجامعين وتدنيسهما وإلقاء المصاحف وتمزيقها كان شيئا مروعا و قد ألقى أحد ضباط الجيش قنبلة يدوية على ضريح نبي الله يحيى عليه السلام في المسجد الأموي بدمشق.

السبت، 20 أبريل 2013

نظرة للماضي القريب لأقدم حضارة في العالم


نظرة للماضي القريب لأقدم حضارة في العالم
بدأت الأحداث في أرض سورية عندما فقد الشعب السوري حريته بعهدالأسد الأب إذ تم قتل الدولة السورية والنظام الديموقراطي  بعد أن دبر له البعثيون الخونة مؤامرة الوحدة مع مصر  في عام 1958وقام جمال عبد الناصر بتأسيس حكم دولة المخابرات القمعية الإرهابية لأول مرة في سورية.

ما كاد الشعب أن يتخلص من مخابرات عبد الناصر ويحاول استرجاع دولته المدنية الحرة التعددية 1961 حتى أتت مؤامرة الانقلاب العسكري 8 آذار 1963 للقضاء على هذه المحاولة وإقامة دولة القمع والإرهاب من جديد ,ومن ثم يقوم الأسد بخداع شركائه من  البعثيين والشيوعيين والناصريين  وينقض عليهم واحدا تلو الآخر مستندا لفكره الطائفي البغيض وعمالته لإسرائيل التي تعهدت بتسليمه سورية مقابل تسليمها الجولان بدون قتال وهذا ما فعله عندما أصبح وزيرا للدفاع في حرب حزيران1967  حتى قضى عليهم جميعا ورسخ  حكمه بالحركة التصحيحية 1970 وحكم بفضل عائلته وفروعها مستفيدا من شريحة البورجوازيين السوريين الانتهازية من مصاصي الدماء كان أبرزهم تجار دمشق وصناعيي حلب.

 وتتالى الأحداث وفي كل مرة يحاول الشعب استرجاع حريته وكرامته وأمواله التي نهبها الأسد وعائلته وعائلة عائلته  وشركائه تتوجه آلة القمع الأسدية إلى صدور أبناء هذا الشعب المسكين وسط صمت وتآمر العالم كله مع الأسد بضغط من اسرائيل وهذا ما حدث عام 1965 في دمشق وحماة 1964 وتكرر في حماة 1972 إلى أن أتت المواجهة بين عامي 1975-1982 التي استغل فيها الأسد غباء الأخوان المسلمون (وربما عمالتهم ) لتركيع سورية كلها والقضاء على أية معارضة واختتمها الأسد  بمذبحة حماة التي رفض فيها كل الآراء التي دعته لإنهاء الصراع سلميا بعد أن تم له الانتصار وأصر على استباحة حماة وتدميرها 1982.

الأسد الحاكم الأوحد أصبح هو الرب وأصبحت سورية تسمى" سورية الأسد" وعنما مات ابنه البكر باسل  1994 الذي يحمل الكثير من صفات وسلوكيات عمه المجرم رفعت وًرث الحكم لابنه القاصر بشار  الذي يشك بإصابته بتخلف عقلي بسيط لا يرقى لمستوى إصابة الابن الآخر مجد مستندا إلى أن بشار لن يحكم بنفسه فهو غير مؤهل عقليا أو سلوكيا أو ثقافيا بل ستستمر العائلة في الحكم بحماية اسرائيل مع فروعها :مخلوف ,شاليش ,نجيب ....الخ وحلفائها في لبنان وإيران .

تمكن حافظ الأسد من توريط غالبية الطائفة العلوية التي ينتمي لها والتي  تمثل 9% من الشعب السوري في لعبة النظام ,أصبحوا عماد كل التشكيلات العسكرية الحامية للنظام والميليشيات التابعة له: أجهزة المخابرات الأربع التي تضخمت حتى جاوز عدد فروعها 500 فرع إضافة للحرس الجمهوري المخصص لحماية النظام والذي يحاصر دمشق والفرقة الرابعة  المتمركزة في دمشق وضواحيها والتي تجاوز عدد أفرادها 70.000 جندي ودمج فيها سرايا الدفاع سيئة السمعة التي أنشأها رفعت وسرايا الصراع بقيادة عدنان الأسد . القوات الخاصة التي كانت تتبع لعلي حيدرولا زالت تطوق دمشق إضافة لتنظيمات الشبيحة التي شكلها جميل الأسد في اللاذقية وانتشرت فيما بعد لكل المدن  :كل هؤلاء هم الأدوات التي وضها حافظ الأسد بين يدي بشار عندما مات 2000 . أما أعداؤه في الطائفة العلوية فقد تخلوا عن عدائهم له والتزموا بحمايته مثل جماعة صلاح جديد وجماعة محمد عمران.

تم التلاعب بالدستور في 13 دقيقة وتم تعديله ليتلاءم مع عمر بشار 34 سنة ومن عارض شتم علنا ولاحقا عزل وطرد حتى لو كان من أركان الحكم:رفعت الأسد,عبد الحليم خدام,علي حيدر......أما الحاكم الجديد المبتهج بمنصبه وخطاباته الإنشائية الفارغة فقد اعترف بقصور حكم أبيه ووعد بإجراء إصلاحات في بنية النظام ولكن هذه الكذبة لم تنطل إلا على طبقة محدودة من قصيري النظر الذين نسوا التاريخ الدموي للعائلة الحاكمة,انتهى ما أسموه "ربيع دمشق" بسرعة وبقي النظام يحكم سورية بالحديد والنار, تفشت الرشاوي والسرقة واختلاس المال العام والخاص وظهرت الدعارة علنا في الشوارع بعد أن أوصل بشار نصف الشعب السوري -وخاصة طبقة الموظفين منه-إلى حافة الفقر.لحق الدمار بالنظام التعليمي والنظام الصحي وألغيت وسائل النقل العام واحتكرت العائلة الحاكمة نفط سورية والغاز الطبيعي وشركات الاتصالات وشاركت قسرا كل رجال الأعمال في موارد رزقهم .
على الرغم من كل التبدلات في موازين القوى في العالم خلال الخمسين سنة التي حكم فيها النظام  فإن شيئا واحدا لم يتبدل:عمالته لإسرائيل وحماية إسرائيل له.

الخميس، 18 أبريل 2013

طرطوس : المحافظة المؤيدة


منقول عن:نبيل يوسف
طرطوس.. أوضح صور التشبيح وأكثر صور الثورة سريّة
 
ما إن كانت تمر قافلة قتيل من قتلى جيش الأسد حتى تستنفر الطرقات والقرى التي ستعبرها تلك القافلة بالأعلام وصور الأسد.. بالنساء والزغاريد على شرفات وأسطح البيوت يرشقن الأرز على الضريح والمشيعين، وتتعالى أصوات الهتاف بحياة القائد وتحيات الجيش ...
 وما إن أصبحت هذه الظاهرة يومية وبأعداد أكبر لدرجة أن الجنازة قد تتسع لخمسة قتلى سويّة، حتى اكتفى المشيعون بعدة سيارات تحمل علماً واحداً وصورة.. حتى إن إطلاق النار في الجنازة بات نادراً ...
والآن وبعد مرور عامين على الثورة يدخل القتيل قريته بسيارة الإسعاف وخلفها أو أمامها سيارة واحدة وقد تخلو الجنازة من الصور والهتافات، بل وقد يرتفع صوت الشتائم في كثير من القرى عندما يمتلك أحدهم الشجاعة والوعي لمعرفة أن هؤلاء الضحايا ما هم إلا أعداد لا تلتفت لها القيادة السياسية، وإنما هم مجرد مدافعون عن كرسي لزعيم يأبى ترك قصره ويضحي بكل ما ملك من عتاد وجنود في سبيل عناده الشخصي…. وسجلت أكثر من مئة حادثة من شق الصور والأعلام وشتم القيادة..
هنا طرطوس.. المحافظة الأكثر التزاماً بنهج الأسد والأقل دخولاً في إطار الثورة بطبيعتها الديمغرافية المكونة من أكثرية علوية مؤيدة للنظام وأقليات أخرى محكومة بالجغرافية الأمنية والعسكرية الطاغية، ولا تقوم لها قائمة إلا على مستويات بسيطة غير ذات أثر، إلا أن ذلك لا يلغي أن بعض مناطق تلك المحافظة كانت بيئة حاضنة للثورة في فترة مبكرة، وهنا تبدو بانياس المدينة المتمركزة على البحر شمال طرطوس 30 كم والمحاطة بالقرى المؤيدة للنظام والتي خضعت لأقوى العمليات القمعية على اعتبار أنها تتمركز ضمن مناطق التأييد من وجهة نظر النظام، والتوتر فيها قد ينقل الجبهات من الداخل والشمال والشرق والجنوب إلى الساحل مرتع الأسد وشبيحته.
شهدت المحافظة مجموعة من محاولات التظاهر والعمليات العسكرية الثورية أحياناً في مجموعة من مناطقها “بانياس، البيضا، مدينة طرطوس” إضافة إلى تشكيل تنسيقيات وهيئات ثورية في مناطق أكثر انغلاقاً ضمن المحافظة مثل “القدموس، صافيتا، الحميدية” وهي دلائل رمزية على دخول تلك القرى في خضم الثورة وأن مهمتها في العمل الثوري شبه مستحيلة ضمن المحافظة ذات التاريخ المتجذر في تأييد الأسد وصاحبة أكبر تعداد من ضباط الجيش والأمن والمسؤولين بمدنها “الدريكيش، الشيخ بدر، بالإضافة إلى أرياف بانياس وطرطوس والقدموس وصافيتا”.
طرقات طرطوس بالكامل تحتوي أعتى وأكبر الحواجز العسكرية في المنطقة من باب “الحفاظ على المحافظة من الثورة” خاصة عندما أصبحت المحافظة بهدوئها قبلة للنازحين من المنطقة الشمالية والوسطى، فهناك حواجز نجدها في مداخل طرطوس وبانياس وبقية المدن متخصصة بتفتيش النازحين وسياراتهم، إضافة إلى تمرير شاحنات الأسلحة التي تفرغ حولتها الثقيلة في القرى وعند العائلات المدنية إضافة إلى نقاط الجيش الكبرى حيث تحتوي المحافظة على ألوية دفاع جوية كبيرة للغاية نذكر هنا لواء الدفاع الجوي “الشعرة” على طريق مصياف القدموس الذي يعتبر من أقوى نقاط الدفاع الجوي في الشرق الأوسط بعتاده، إضافة إلى ألوية وكتائب المدفعية والمشاة والبحرية وغيرها من صنوف القوات العسكرية.
- النازحون في طرطوس تشبيح وترحيب 
تحتوي طرطوس عدداً كبيراً من النازحين الذين يلاقون الذل والبؤس والاستفزاز والشتائم على الحواجز بينما يلاقون الترحيب والتضامن من قبل المجتمعات المحلية التي أعطاها النظام صيغة التشبيح وهي بعيدة في كثير من الأحيان عن هذه الصيغة ونخص هنا مدن “طرطوس ـ بانياس ـ القدموس ـ صافيتا التي تغلب فيها الديموغرافية اللاعلوية: “سنة، اسماعيليون، مسيحيون” إضافة إلى بعض القرى العلوية التي لا تخلو من النازحين أيضاً.
- فارون من الجيش!
من المظاهر اللافتة في محافظة طرطوس خاصة في الفترة الحالية امتناع شبابها عن الالتحاق بخدمة العلم أو تلبية نداء الاحتياط في الجيش حيث يجاوز عدد الفارين العشرة آلاف والذين يتمركزون في الحارات الشعبية والجبال هرباً من دوريات الشرطة العسكرية التي تحاول زج أكبر عدد ممكن منهم في الجيش، وتعود ظاهرة الفرار إلى سببين رئيسيين أولهما رفض حمل السلاح ضد المدنيين وفي صراع يخدم النظام وهنا تبرز القوى الشبابية الرافضة لسياسة النظام والمؤيدة للثورة في مدن الساحل سالفة الذكر، وثانيهما عودة أغلب الملتحقين بالجيش إلى مقابر المنطقة.
الشبيحة في المدينة:
يجد شبيحة النظام في محافظة طرطوس بيئة مناسبة لاستعراض إمكانياتهم التي بات من الصعب استعراضها المباشر في مدن الداخل حيث يتباهى الشبيح أو المتطوع في الجيش أو الأمن بعتاده العسكري الكامل وسيارته “التي هي غالباً من غنائم حربه في الداخل” ويتحدى المجتمعات المحلية بما يملكه من قوة وسلاح، بينما تظهر علائم الاشمئزاز على الأهالي الذي لا حول له ولا قوة تجاه ما يشاهد، والشبيح هنا قد لا يدرك أنه شخصية مرفوضة في الكثير من مناطق الساحل وإنما يقدم نفسه كبطل تاريخي يدافع عن الوطن ويجد الكثيرين في قريته وجوارها ممن يصفقون له ويربتون على كتفه مع إيمان أغلبهم بأنه سيعود إلى مقبرة الضيعة كسواه، هذا إن لم يقتل قريباً من قريته أو في إحدى مدن الساحل وهو ما حدث في بانياس وطرطوس من حوادث استهداف للشبيحة المشهورين بجرائمهم والذين ثبتت عليهم قضايا قتل حقيقية.
تحاول فئة امتلكت الشجاعة ضبط حركة الشبيحة ومحاولة نشر الوعي بضرورة عدم الانقياد خلف النظام، إلا أن ذلك لا يجدي نفعاً حقيقياً يذكر في ظل عدم وجود فتوى دينية حقيقية تمنع ظاهرة التشبيح، وفي ظل عدم وجود وعي لدى الشباب الذين يرون مستقبلهم متأطراً في خدمة الجيش أو الفروع الأمنية والاستعلاء على الآخرين.
- طرطوس .. تحمل أسباب انهيارها!
تفرز محافظة طرطوس جدليات غريبة من نوعها، وتناقضات هائلة سببها التنوع الديموغرافي والفكري في المحافظة، فهذا الساحل الطويل بجباله يحتوي أعتى أشكال التشبيح والتأييد، وأذكى أشكال الثورة والرفض.. يحتوي التأييد الأعمى المباشر والمعارضة السرية القادرة على التواصل مع مختلف الجغرافية السورية دون أن تظهر في مناطقها بشكل مباشر…. هي طرطوس رهينة النظام والقوة العسكرية التي تحمل في داخلها أسباب انهيارها، هي المحافظة التي تدفن أبنائها وتعي رويداً رويداً حكم الإعدام الذي ينفذه النظام بها.

الثلاثاء، 16 أبريل 2013

من يحمي بشار الأسد


مرة ثانية و...عاشرة :من يحمي بشار الأسد
 

فصلت السياسة عن القيم وتم تغليب المصالح وموازين القوى على الحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية والمعنوية إزاء ما يحدث من إبادة للشعب السوري وتدمير البلد وتهديد لمحيطه القريب والبعيد.
يصعب فهم الصراع في سوريا وحولها، إلا بوجود هذا النظام الفاشي المجرم وقوى مناهضة له غرقت في متاهات المنافع الشخصية المفرطة والتباين الإيديولوجي العقيم، ولم تنجح في بلورة مشروع وطني جامع وإبراز شخصيات قيادية قادرة على رفض الوصاية الأجنبية والأجندات المستوردة وطمأنة كل مكونات الشعب وأقلياته وأولها "الطائفة الكريمة" وإزالة حجج الدول المترددة في دعم العارضة وكشف الحماة المخفيين لنظام الأسد.وبينما نرى المعسكر المؤيد للنظام بقيادة إيران متماسكاً، ويعتبر المعركة معركته بكل معنى الكلمة من دون أي اكتراث بمستقبل سوريا ووحدة شعبها، نجد معسكر المعارضة مشتتاً بين محورين تركي - قطري من جهة وسعودي - إماراتي - أردني من جهة أخرى، وبين هذين المعسكرين تطل "جبهة النصرة" ممثلة لتنظيم القاعدة في العراق المدعوم من إيران في مقابل تحالف المحاربين الشيعة الآتين من ايران و العراق ولبنان وغيره لنصرة نظام الأسد.
إزاء هذا الوضع تبدو روسيا (والصين تلقائياً) في انحياز كامل لمعسكر نظام الأسد وفي تغطية لتصرفاته أعادتنا إلى أيام الحرب الباردة. ومقابل ذلك ينكشف أسلوب "القيادة من الخلف" ونهج "الصبر الاستراتيجي" لإدارة أوباما الضعيفة في الاكتفاء بالتصريحات والدعم المحدود جداً للمعارضين وترك الساحة السورية ساحة استنزاف للجميع.أما أوروبا الغائبة عن السمع فكم كان ملفتاً ومضحكاً اهتمام ألمانيا وحلف شمال الاطلسي بحماية تركيا وتحريك منصات الباتريوت نحوها دون الاهتمام بالحد الأدنى من الإغاثة الإنسانية للشعب السوري .أما فرنسا وبريطانيا ففي موقفهما الكثير من الأقوال والقليل من الأفعال.
ربما يكون هناك عجز وتقصير وتجاهل أو تواطؤ ولكن الحقيقة أن اسرائيل التي تعهدت لحافظ الأسد بتسليم سورية  له ولأبنائه من بعده مقابل تنازله عن الجولان 1967 هي العامل المباشر في رسم القرار الروسي والقرار الأميركي والقرارات الأوروبية. إن الحرب الباردة الجديدة وضعف الزعامة الدولية والانغماس الإيراني والضعف العربي الذي كعادته يفرط في كل شيء تشكل الأسباب الرئيسية لتمديد الصراع واستكمال التدمير.
لكن ذلك لا يعفي القوى السورية من مسؤولياتها في السعي إلى الإنقاذ والحفاظ على ما تمكن من مقومات الدولة، وهذا يتطلب من قوى الثورة والمعارضة الرفض الحاسم لتحريف الصراع ولكل أحادية أوتطرف يمسخان الهوية الوطنية التعددي إن كل من الأخوان المسلمين  أوجبهة النصرة  وهما من أوصلا المعارضة السورية إلى هذا المنعطف القاتل (بغض النظر عما قدماه). إن إطالة أمد الصراع والتدخل الدولي والإقليمي لمصلحة النظام مكنت نظام الأسد من الوصول الى السيناريو الذي رسمه منذ أول يوم للثورة عن المؤامرة الكونية  وعسكرة الثورة والزلزال الإقليمي وما يسمى الإرهاب.
ولعل ما ساعده في ذلك ليس فقط حلفاؤه المباشرون ، بل من يصنفون انفسهم :"أصدقاء الشعب السوري". وأفضل دليل ما قاله حديثاً المؤرخ الأميركي دانيال بايبس: "ينبغي على القوى الغربية توجيه الصراع إلى طريق مسدود عبر مساعدة أي طرف يخسر، فخطر قوى الشر يتقلص عندما تندلع الحرب بين أطرافها.". هكذا يكشف بايبس بصفاقة عن اللعبة الأميركية التي تقضي بترك الصراع يحتدم بين أعداء أميركا. ولذا تصبح الحرب المفتوحة خياراً غير معلن لأنه على الرغم من الموقع الاستراتيجي الحيوي لسوريا، تبقى فكرة التدخل الأميريكي والدولي غير جذابة، وهذا ما برز حديثاً في الجدال بين السيناتور جون ماكين والسفير روبرت فورد الذي يجسد سياسة تخلي أوباما عن الشعب السوري تحت ألف ذريعة وذريعة.
إن الرد المذهل للسيناتور ماكين في جلسة الاستماع في الكونغرس على كل من رئيس CIA ورئيس هيئة الأركان المشتركة عندما رفضا بإصرار عجيب التدخل في سوري ولو بفرض منطقة حظر جوي أو ضربة جراحية تدمرالطيران السوري وقواعد صواريخ سكود لحماية الشعب السوري عندما  قال لهما:من حسن الحظ أنكما لم تكونا في موضع القرار إبان أزمة البوسنة وأزمة كوسوفو.
جرى تجاوز كل الخطوط الحمر في الصراع السوري: بعد الدبابات والطائرات وصواريخ السكود، بدأ الاستخدام المقنن للأسلحة الكيميائية .. ويزداد تورط "حزب الله" وحلفاء إيران ويتعزز وجود النصرة والجهاديين... وكل ذلك لا يُحرّك العالم ليصبح من العار تحمل المزيد من إهراق الدماء والاعتماد فقط على المناورات ومهمة الإبراهيمي وأخبار التسليح.

الاثنين، 15 أبريل 2013

حزب الله والمستنقع السوري


ماكينة الشحن والتعبئة في  حزب الله واعلامها الضال المضلل انتقلت من مرحلة التنصل من "تهمة" المشاركة في الاحداث السورية الى مرحلة التعامل مع هذا الانخراط في القتال باعتباره امرا واجبا ويوازي – ان لم يتجاوز في اهميته اليوم – قتال العدو الاسرائيلي المرابض على الحدود الجنوبية، كما ورد على ألسنة مسؤولين في حزب الله خلال جولاتهم في بعض المناطق .
ردا على اسئلة وجهت اليهم من الناس فقد تم تشريع الانخراط في الحرب من باب الدفاع عن المقامات الشيعية المقدسة كمقام السيدة زينب في ريف دمشق، او حماية المواطنين اللبنانيين المقيمين في سورية، ثم الشيعة السوريين في بلدهم، كحال عشرات القرى القريبة من الحدود اللبنانية في ريف حمص. ويواكب هذا التشريع سيل من خلق المبررات التي تندرج ضمن اثارة العصبية المذهبية وتسنينها، في مواجهة من تسميهم "اعداء اهل البيت"، ضمن مشهد مريع يستحضر كل موروثات الفتن المذهبية بين السنة والشيعة.
 الرسالة الواضحة للجمهور "اذا لم نقاتلهم في عقر دارهم فهم سيأتون الينا ليقاتلونا في كل الاحوال"، وان "قتالنا في دمشق او في ريف حمص ما هو الا قتال دفاعي عن الضاحية والبقاع والجنوب". ويمكن لاي متتبع لشبكات التواصل الاجتماعي، او حتى لبعض صور الاحتفاء بضحايا الحزب في سورية، ان يلحظ كيف ان معركة الدفاع عن مقام السيدة زينب استعملت  كشعار يكاد يشبه في استخدامه مشهد رفع جنود معاوية المصاحف على رؤوس الاشهاد في معركة صفين
لكن رغم ذلك لم تستطع هذه الماكينة الحزبية ان تستصدر فتوى معلنة وواضحة من أي مرجع شيعي بوجوب الدفاع عن المقامات الدينية من قبل الشيعة اللبنانيين في سورية، علما ان المتداول هو العكس تماما. وعلما ان هذا الانخراط في الاحداث السورية يتجاوز البعد المذهبي والديني المضخم والمصطنع بدرجة عالية، الى عواقب سوف تطاول لبنان، بسبب ارسال المقاتلين الى سورية سواء من قبل حزب الله أوغيره، تأييدا للنظام او ذودا عن المعارضة. وهو امر لا يمكن ان تقرره طائفة بمفردها فكيف اذا كان حزبا في طائفة.

الخميس، 11 أبريل 2013

القاعدة و جبهة النصرة

ملاحظة غريبة:

"كل ما بصير مؤتمر عن تسليح الثورة ..فجأة جبهة النصرة تطلق تصريحا ناريا ضد الغرب..."

عتدما حان موعد اجتماع لندن الذي سيقرر تسليح الجيش الحر قررت جبهة النصرة أن تعلن إنها جزء من القاعدة.!!!!!!!


صدفة غريبة أليس كذلك؟؟؟!!!!!

إدانة جديدة للنظام المتوحش في دمشق

التقرير الكامل لمنظمة حقوق الإنسان عن جرائم الحرب التي يقوم بها سلاح الطيران السوري بقصفه المستشفيات والمدارس والأفران وهو الأخير حتى الآن في سلسلة لا تصدق توثق جرائم النظام منذ انطلاقة الثورة قبل عامين
http://www.hrw.org/sites/default/files/reports/syria0413arwebwcover.pdf
 

الاثنين، 8 أبريل 2013

الممانع" بشار"سوف يسلم ما بقي من الجولان.

ويقولون أن " التاريخ لا يعيد نفسه "


عام 1967 سحب وزير الدفاع :حافظ علي سليمان الوحش الجيش السوري من كامل هضبة الجولان وترك الطريق حتى دمشق سالكا للجيش الإسرائيلي وأعلن سقوط القنيطرة واليهود بالكاد عبروا خط الحدود.
اليوم يأتي الوريث القاصر :بثار ويسحب كامل الجيش السوري مما يسمى بالجبهة :فرقتان كاملتان بكامل عتادهما تركتا المجال خاليا لإسرائيل لتصل حتى سعسع لو رغبت.


اسرائيل قد تقوم باحتلال هذه المنطقة -بدون حرب طبعا- لتحمي نفسها من المعارضة السورية وذلك يإنشاء منطقة عازلة,أنباء أخرى تتحدث عن قيام اسرائيل مع أميركا بإنشاء جيش من السوريين في الأردن (بإشراف وريث الأسرة الهاشمية الملك عبد الله بن الحسين)  تابع لها على غرار جيش لبنان الجنوبي وأن هذا الجيش سيحول دون وصول الحكم الوطني الذي سيخلف الأسد من التماس مع اسرائيل ومنعه من استرداد أراضي سوريا التي تخلى عنها "خونة الديار"طوعا بدون قتال.

الأنثى

   ا لحبُّ عند "آرثر شوبِّنهاور - نفى شوبنهاور عن إناث البشر أي سحر جسدي حقيقي ، وأضاف أننا نخطئ حين نطلق لفظ "الجنس اللطيف" ...