تكالبت كل ضباع العالم علينا لذلك لن يلام احد ان ترك الثورة أو اعلن الاستسلام للنظام، ولكن يجب أن نتذكر اننا لا نقاتل عدواً جديداً مجهولاً بل هو عدو قديم عرفناه وعشنا في سجنه الكبير أكثر من خمسين عاما، أنه نظام متمرس بالإجرام وأن من أهم صفاته الغدر والانتقام، فإذا توقفت الثورة وعُدنا إليه مستسلمين فسوف يكون انتقامه مروّعاً، وسوف يسحق هذا الشعب المسكين.قد لا يقوم بمجازر واسعة على أعين العالم وإن كنت لا أسبعد ذلك لكنه سيقتلنا قتلاً خفياً بطيئاً بالتأكيد. سوف يستمربطائفيته البغيضة و سوف يقود خيرة شبابنا إلى المعتقلات آلافاً وراء آلاف ويرميهم فيها حتى يتعفنوا، ولن يسأل عنهم أحد ولن يعرف أحد مَن بقي منهم ومن مات. لقد اعدم ثلاثين ألفاً من المعتقَلين في احداث الثمانينات و ثلاثين ألفاً آخرين ما يزالون مغيّبين لا يُعرف -بعد هذا الوقت الطويل- أأحياء هم أم أموات عدا الضحايا المباشرين في مذببحة حماةالذين تجاوز عددهم 35000 ألفا؟
لا داع لتكرار الأرقام حول عدد القتلى منذ بداية الثورة وعدد من مات تحت التعذيب والمغيبين والأسرى. فقط تذكروها جيدا فهذه المرة لا يُستبَعد أن يغيب في السجون والمعتقلات مليون سوري.