عدنا يا صلاح الدين
د. رياض نعسان آغا
لم يترك أحد بعد الصحابة الأجلاء أثراً في التاريخ العربي كما ترك القائد الشهير صلاح الدين الأيوبي ، والمؤسف أن الأمة لم تنجب نصراً ضخماً يفخر به المسلمون بعد حطين 1187 م وعين جالوت 1260م ، لقد بقي صلاح الدين الكردي المسلم حياً في الذكرة في حين محيت أسماء كانت شهيرة خلال ألف عام مضت ، والمفجع أن أبناء صلاح الدين لم يوفقوا للحفاظ على النصر الذي حققته الأمة بقيادة أبيهم، فقد تنازعوا على الحكم ، وقسموا الدولة الأيوبية الكبرى التي كانت تمتد من ديار بكر في الشمال السوري إلى مصر ثم إلى اليمن ، فصارت دويلات قسمتها حروب الأخوة وانقساماتهم ، وعاد الصليبيون إلى حملة جديدة تستعيد القدس بعد نداء البابا آرابان الشهير ، وبدأت الحملة الصليبية الخامسة على مصر بقيادة الإمبراطور فريدريك، والمؤلم أن السلطان محمد الكامل بن العادل شقيق صلاح الدين ، وقد آل إليه حكم مصر ، حاول أن يغري الصليبيين بإعطائهم القدس صلحاً على أن يوقفوا حملتهم ، لكن البابا رفض ، وقال ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وكان من حسن الحظ أن تمكن المصريون من صد الهجمة الخامسة بالقوة ، وعاد الصليبيون مندحرين عام 1221م ولكن الصليبيين عادوا في الهجمة السادسة وعاد السلطان محمد الكامل إلى عرضه المخزي بتسليمهم القدس ، وأصدر أمراً بخروج المسلمين منها ، وتسلم الإمبراطور فريديك المدينة المقدسة من القاضي شمس الدين عام 1229 م ولكن الأمر لم يطل ، فقد تمكن الملك الصالح نجم الدين أيوب من أن يستعيد القدس وأن يحررها ثانية عام 1244م وبعد وفاته تمكنت زوجته شجر الدر من أن تأسر ملك فرنسا لويس التاسع وأن تنهي الحرب الصليبية عام 1250م، وبقيت القدس بيد العرب المسلمين حتى خسروها بعد نحو سبعة قرون ، في هزيمة يونيو عام 1967م .
وعلى رغم مرور زمن غير قصير على احتلال القدس فإن ما يحدث في الأرض المحتلة حتى اليوم يؤكد أن حقاً وراءه مطالب لا يضيع ولا يموت .
د. رياض نعسان آغا
لم يترك أحد بعد الصحابة الأجلاء أثراً في التاريخ العربي كما ترك القائد الشهير صلاح الدين الأيوبي ، والمؤسف أن الأمة لم تنجب نصراً ضخماً يفخر به المسلمون بعد حطين 1187 م وعين جالوت 1260م ، لقد بقي صلاح الدين الكردي المسلم حياً في الذكرة في حين محيت أسماء كانت شهيرة خلال ألف عام مضت ، والمفجع أن أبناء صلاح الدين لم يوفقوا للحفاظ على النصر الذي حققته الأمة بقيادة أبيهم، فقد تنازعوا على الحكم ، وقسموا الدولة الأيوبية الكبرى التي كانت تمتد من ديار بكر في الشمال السوري إلى مصر ثم إلى اليمن ، فصارت دويلات قسمتها حروب الأخوة وانقساماتهم ، وعاد الصليبيون إلى حملة جديدة تستعيد القدس بعد نداء البابا آرابان الشهير ، وبدأت الحملة الصليبية الخامسة على مصر بقيادة الإمبراطور فريدريك، والمؤلم أن السلطان محمد الكامل بن العادل شقيق صلاح الدين ، وقد آل إليه حكم مصر ، حاول أن يغري الصليبيين بإعطائهم القدس صلحاً على أن يوقفوا حملتهم ، لكن البابا رفض ، وقال ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وكان من حسن الحظ أن تمكن المصريون من صد الهجمة الخامسة بالقوة ، وعاد الصليبيون مندحرين عام 1221م ولكن الصليبيين عادوا في الهجمة السادسة وعاد السلطان محمد الكامل إلى عرضه المخزي بتسليمهم القدس ، وأصدر أمراً بخروج المسلمين منها ، وتسلم الإمبراطور فريديك المدينة المقدسة من القاضي شمس الدين عام 1229 م ولكن الأمر لم يطل ، فقد تمكن الملك الصالح نجم الدين أيوب من أن يستعيد القدس وأن يحررها ثانية عام 1244م وبعد وفاته تمكنت زوجته شجر الدر من أن تأسر ملك فرنسا لويس التاسع وأن تنهي الحرب الصليبية عام 1250م، وبقيت القدس بيد العرب المسلمين حتى خسروها بعد نحو سبعة قرون ، في هزيمة يونيو عام 1967م .
وعلى رغم مرور زمن غير قصير على احتلال القدس فإن ما يحدث في الأرض المحتلة حتى اليوم يؤكد أن حقاً وراءه مطالب لا يضيع ولا يموت .