الحل السياسي للأزمة السورية، التي غدت أكثر تعقيدا من أزمة فلسطين والذي فبركته روسيا وتحديدا وزير خارجيتها لافروف، هو إعادة إنتاج وتسويق نظام بشار الأسد وكأن شيئا لم يحدث، وكأن سوريا لم تشهد كل هذه المذابح على مدى نحو أربعة أعوام ولم يحل بها كل هذا الخراب الذي حول مدنها الكبرى والصغرى إلى ما يشبه «هيروشيما» .
كان الواضح منذ البداية: منذ اعتقال أطفال درعا ورش المعتصمين بالرصاص يساحة الساعة بحمص، أن بشار الأسد يرفض رفضا قاطعا أية حلول تبعده عن السلطة القمعية الدموية التي ورثها من والده ولن يقدم أي تنازلات، فهو سمع من كل المحيطين به من مسؤولين وقادة أجهزة أمنية ومن أقاربه وأبناء عمومته وأخواله وأيضا من بعض العلويين المصابين بالطائفية المقيتة أنه لا يجوز ولا يحق له أن يفرِّط في حكم أوصله إليه أبوه بعد سلسلة انقلابات ومذابح دامية حتى ولو اضطر إلى إبادة نصف الشعب السوري، وذلك لأن الفرص التاريخية لا تتكرر، ولأن «أمرا» انتهى إلى يده يجب ألا يتخلى عنه حتى وإنْ غرقت سوريا في الدماء وحتى وإنْ أصبح الشعب السوري بغالبيته من سكان المقابر، وحتى وإنْ لم يبقَ في هذا البلد حجر على حجر!لقد سمع بشار الأسد، فور وقوع جريمة درعا في آذار2011، من كل المحيطين به أن هذا الحكم أصبح في يد الطائفة العلوية، بعد انتظار طال أمده ولذلك فإن التفريط فيه مهما حدث وحصل سيكون جريمة ما بعدها جريمة.وهكذا تعامل بشار الأسد مع ما يسمى الربيع العربي منذ بداية الثورة على أساس نصيحة أمه:إن مذابح «حماة» في عام 1982 هي التي ضمنت لهذه العائلة ولهذه «الطائفة» كل هذه الفترة الطويلة من الحكم.
إن على الذين يتحدثون
الآن عن الحلول السياسية للأزمة السورية «التي تحفظ لهذا البلد تماسكه ووحدته»! أن
يضعوا في اعتبارهم أن الحل الذي يريده بشار الأسد والذي تصر عليه روسيا حتى بعد تورطها
في أوكرانيا، وتصر عليه إيران أيضا حتى بعد تخليها عن نوري المالكي وبعد إخفاء
مخالبها الشيعية، هو حلُّ لإعادة إنتاج هذا النظام مع بعض «الزرْكشات» والديكورات
التي تضمن استمراره وصولا إلى ابنه «حافظ الأسد الثاني» كما أوصله أبوه إليه!
لقد كانت هناك محاولات جادة عربية وغير عربية لضمان حلٍّ سياسي لهذه الأزمة عندما كانت لا تزال في بداياتها، لكن كل هذه المحاولات كان مصيرها الفشل لأن بشار الأسد لم يحتمِلْ حتى ما نُسب إلى نائبه فاروق الشرع والذي اخفاه عن الوجود. ثم كانت محاولة «جنيف الأول» و«جنيف الثاني»، والتي لم يعد حتى أصحابها يتحدثون عنها أو يذكرونها، والتي حاول لافروف حرفها عن مسارها وتحويلها إلى مؤتمر للتصدي لـ«الإرهاب» متهما المعارضة السورية المعتدلة به رغم أنها تسعى إلى وحدة البلاد والعباد وترفض رفضا قاطعا تحميل الطائفة العلوية وِزْرالنظام .
ولعل ما يدعو إلى التعجب والاستغراب أن الأميركيين ومعهم بعض العرب أيضا، يتحدثون عن إمكانية مشاركة نظام بشار الأسد في حرب داحس والغبراء التي تشنها الولايات المتحدة على «داعش»، مع أنهم يعرفون أن هذا النظام هو من أنتج «داعش» في سورية، وأنه هو وليس غيره من وقف وراء هذه الظاهرة الإرهابية في العراق بعد الغزو الأميركي الغبي له وأنه كان يخطط لمثل هذا اليوم ولمثل هذا المنطق عندما قال منذ البدايات إنه لا يواجه معارضة معتدلة حقيقية وإنه يواجه إرهابا لا يملك أي تصور لحل الأزمة السورية إلا القتل والذبح والتدمير.
وهكذا فإن الولايات المتحدة ستكتشف، أن النظام السوري لن يستطيع إزالة دماء مئات الألوف من أبناء الشعب السوري والفلسطيني واللبناني والعراقي عن يديه، فالمجرم و الإرهابي الأساسي هوالنظام.. ويشاركه في الجريمة إيران الخامنئية وروسيا الاتحادية طبعا مع عدم إنكار الدور الأساسي لأميركا في ذبح المعارضة السورية والجبش الحر يناءا على أوامر إسرائيل.
حتى الآن وحتى هذه اللحظة فإن هناك قوات نظامية إيرانية وميليشيات مذهبية وطائفية تشارك نظام بشار الأسد في المذابح التي يرتكبها على مدى نحو أربعة أعوام ماضية، وحتى الآن فإن روسيا الاتحادية، رغم ورطتها القاتلة في أوكرانيا، لا تزال تشكل السند الرئيسي لهذا النظام بالأسلحة والمتفجرات وبالخبراء والمستشارين العسكريين والمخابراتيين وبالدبلوماسية الهجومية التي حولت مجلس الأمن إلى لا شيء. لذلك، فعلى الأميركيين، الذين بترددهم و تآمرهم قد أوصلوا سوريا والعراق والمنطقة كلها إلى هذه الأوضاع المأساوية، أن يدركوا أن محاربة «داعش» و«النصرة» وكل هذا الإرهاب الذي يسرح ويمرح في الشرق الأوسط ، تبدأ بدعم المعارضة السورية المعتدلة والجيش السوري الحر وبإخراج إيران من العراق وسورية.
لقد كانت هناك محاولات جادة عربية وغير عربية لضمان حلٍّ سياسي لهذه الأزمة عندما كانت لا تزال في بداياتها، لكن كل هذه المحاولات كان مصيرها الفشل لأن بشار الأسد لم يحتمِلْ حتى ما نُسب إلى نائبه فاروق الشرع والذي اخفاه عن الوجود. ثم كانت محاولة «جنيف الأول» و«جنيف الثاني»، والتي لم يعد حتى أصحابها يتحدثون عنها أو يذكرونها، والتي حاول لافروف حرفها عن مسارها وتحويلها إلى مؤتمر للتصدي لـ«الإرهاب» متهما المعارضة السورية المعتدلة به رغم أنها تسعى إلى وحدة البلاد والعباد وترفض رفضا قاطعا تحميل الطائفة العلوية وِزْرالنظام .
ولعل ما يدعو إلى التعجب والاستغراب أن الأميركيين ومعهم بعض العرب أيضا، يتحدثون عن إمكانية مشاركة نظام بشار الأسد في حرب داحس والغبراء التي تشنها الولايات المتحدة على «داعش»، مع أنهم يعرفون أن هذا النظام هو من أنتج «داعش» في سورية، وأنه هو وليس غيره من وقف وراء هذه الظاهرة الإرهابية في العراق بعد الغزو الأميركي الغبي له وأنه كان يخطط لمثل هذا اليوم ولمثل هذا المنطق عندما قال منذ البدايات إنه لا يواجه معارضة معتدلة حقيقية وإنه يواجه إرهابا لا يملك أي تصور لحل الأزمة السورية إلا القتل والذبح والتدمير.
وهكذا فإن الولايات المتحدة ستكتشف، أن النظام السوري لن يستطيع إزالة دماء مئات الألوف من أبناء الشعب السوري والفلسطيني واللبناني والعراقي عن يديه، فالمجرم و الإرهابي الأساسي هوالنظام.. ويشاركه في الجريمة إيران الخامنئية وروسيا الاتحادية طبعا مع عدم إنكار الدور الأساسي لأميركا في ذبح المعارضة السورية والجبش الحر يناءا على أوامر إسرائيل.
حتى الآن وحتى هذه اللحظة فإن هناك قوات نظامية إيرانية وميليشيات مذهبية وطائفية تشارك نظام بشار الأسد في المذابح التي يرتكبها على مدى نحو أربعة أعوام ماضية، وحتى الآن فإن روسيا الاتحادية، رغم ورطتها القاتلة في أوكرانيا، لا تزال تشكل السند الرئيسي لهذا النظام بالأسلحة والمتفجرات وبالخبراء والمستشارين العسكريين والمخابراتيين وبالدبلوماسية الهجومية التي حولت مجلس الأمن إلى لا شيء. لذلك، فعلى الأميركيين، الذين بترددهم و تآمرهم قد أوصلوا سوريا والعراق والمنطقة كلها إلى هذه الأوضاع المأساوية، أن يدركوا أن محاربة «داعش» و«النصرة» وكل هذا الإرهاب الذي يسرح ويمرح في الشرق الأوسط ، تبدأ بدعم المعارضة السورية المعتدلة والجيش السوري الحر وبإخراج إيران من العراق وسورية.
إن كل
هذا القصف الجوي، على أهميته، لا يمكن أن ينهي «داعش» ولا يمكن أن يقضي على
الإرهاب، فهذا السرطان القاتل الذي أصبح يتفشى في هذه المنطقة نتيجة تقاعس
الولايات المتحدة وترددها لا يمكن إزالته إلا بدعم حقيقي للشعب السوري، كما يتطلب
الإسراع في توحيد وتسليح المعارضة السورية المعتدلة التي لا شك في أنها لو توافر
لها الدعم الضروري، الذي هي في أمس الحاجة إليه، لما كانت هناك لا «داعش» ولا
«النصرة» ولا كل هذه الفوضى، ولما بقي نظام بشار الأسد صامدا حتى الآن، ولَتم قطع
شوط طويل على طريق المرحلة الانتقالية التي نص عليها مؤتمر جنيف الأول، والتي
أكدها مؤتمر جنيف الثاني إن كان هناك من لا زال يذكر هذين المؤتمرين.



