الاثنين، 23 يونيو 2014

اوباما بين سورية والعراق

للمرة الأولى منذ معركة المالكي ضد انتفاضة الشعب العراقي ضده يمكن القول انه لا فرق بين الشأن السوري والشأن العراقي ٫ فالمعركة أصبحت واحدة من حلب الى رأس الخيمة مرورا بالكويت لأن المواطنين في الخليج العربي لم يعودوا يملكون رفاهية التفرج على شلالات الدم في سوريا والعراق بذات الارتياح الذي يتابعون فيه مونديال البرازيل ٫ ولأن دخول الحرس الثوري علنا للعراق سيجعله على حدود السعودية ٫ صحيح انه كان يتواجد سرا لكنه الان متواجد بشكل علني وباسلحة ثقيلة وبالالاف ٫ فهل ترتكب أميركا " الحماقة الاوبامية الاخيرة " وتعطي مباركتها لذلك الامر …؟
واشنطن بوست قالت دون مواربة هذه المرة "ان العالم صار مسرحا للاخطاء الاوبامية " والرأي العام الذي يطلع لأول مرة على رأي كلينتون كاملا ومفصلا في دعم الثورة السورية منذ اشهرها الفاصلة في بداية " العسكرة " وهو الرأي الذي رفضه اوباما وعمل عكسه يضج بالاحتجاج من قصر نظر ذلك الرئيس الذي يعترف مساعدوه اليوم بان تأخر دعم الفصائل المعتدلة في الجيش الحر جعل خطر الافرازات المتطرفة في سوريا والعراق يهدد اميركا في عقر دارها  كما يقول هؤلاءعلنا بان الامن القومي الاميركي صار هشا لأن اوباما في الواقع لم يكن له استراتيجية ولم يقم بفعل شئ الامر الذي جعل الاخطار تتراكم وتتوالد دون ان يكون هناك اسلوب واضح للرد عليها ودرئها قبل ان تصل الى نيويورك وواشنطن . وفي مثل هذه الاجواء وعلى وجه السرعة بدأت الانباء تتسرب والاقتراحات تتدعم بضرورة التنسيق مع ايران في العراق والتعجيل بمباحثات اميركية - ايرانية حول العراق على هامش مباحثات الملف النووي في فيينا ٫ وهو ما نفته واشنطن قبل يومين ليعود كيري ويقول اليوم عكسه في رد على سؤال لموقع " ياهو "
وهذا الموقف الذي يبدو متسقا مع سياسة اوباما في الانفتاح على ايران يلقى قبل تطبيقه نقدا مرا من الاستراتيجيين والعسكريين وكبار محللي الفضائيات الاميركية لأن التنسيق الكامل والسماح لايران بادخال قوات ثقيلة للعراق سيلهب مشاعر " سنة المنطقة " اما الخيار الثاني باستخدام طائرات دون طيار وقصف جوي دون قوة برية اميركية ٫ فلا يمكن ان يحقق الهدف ٫ وهذه المواقف الاميركية الداخلية تناقض مع ما تروج له صحيفة حزب الله " الاخبار " اليوم بقلم سامي كليب الذي يزعم ان الولايات المتحدة صارت متفقة تماما مع موقف "حالش وبشار "
لقد اختلطت القضية السورية بالعراقية بمشاكل المنطقة كلها اختلاطا كاملا ٫ وما تقوله "السي ان ان" صباح اليوم على لسان  كبيرة محلليها لشؤون الشرق الاوسط يختلف جذريا عما تروجه قناة " المماحين " فقد انتقدت بصراحة مطلقة سياسة اوباما وكيري ٫وحللت تشابك المسارين وقالت لا علاج لما يجري في العراق الا بالعودة لما اقترحته كلينتون ٫ وفريقها أي تسليح المعارضة السورية المعتدلة لقلب التوازنات الميدانية في سوريا الامر الذي سيؤثر على ما يجري في العراق خصوصا وان فصائل عراقية تقاتل مع بشار الكيماوي اضطرت للعودة للعراق ولم يعد حزب الله قادرا ان يرسل لسوريا اكثر مما ارسل من المرتزقة لأن الامور قد تنفجر في اية لحظة في لبنان
.

الأنثى

   ا لحبُّ عند "آرثر شوبِّنهاور - نفى شوبنهاور عن إناث البشر أي سحر جسدي حقيقي ، وأضاف أننا نخطئ حين نطلق لفظ "الجنس اللطيف" ...