سورية المفيدة
منذ أمد طويل اقتنع بشارالأسد بأن "الجمهورية
العربية السورية" التي أقسم هو ومن قبله أبوه على الحفاظ عليها وصيانة
دستورها ونظامها قد ماتت وبدأ البحث عن البديل .بدأت نغمة جديدة تتسلل إلى العلاقات
السورية الإيرانية ,الحديث لم يعد عن النصر على الأرض فهذا مستحيل وهم يعرفون ذلك
ولا عن الدويلة العلوية فهي غير قابلة للحياة.كان البديل هو سورية الجديدة أو"سورية المفيدة" كما
يسميها الحاكم الحقيقي لكل من العراق و سورية :قاسم سليماني وغيره من قادة الحرس الثوري الإيراني الذين ضموا سورية إلى إيران لتصبح المحافظة 35.
يبدأالحديث بالتساؤل
:لماذا لم تعط فرنسا للعلويين في سورية ما قدمته لموارنة جبل لبنان؟ألم يكن ذلك
الحل أجدى وأسهل من المخاض العسير الذي دخلته سورية منذ 3 سنوات ولا أحد يستطيع أن
يرى ضوءا في نهايته؟ألم يكن ذلك أسهل من تحويل سورية إلى مركز استقطاب للجهاديين من كل أرجاء المعمورة؟ أليس أفضل من كونها نقطة تجمع لكل المليشيات الشيعية:من باكستان وأفغانستان وإيران ولبنان والعراق وجنوب تركيا إلى البحرين واليمن وناغورنو كاراباخ؟
محور التساؤل
يبدأ من القمع الدموي الذي أمر به الأسد منذ اليوم الأول للثورة راسما حدا لا يمكن
تجاوزه بين النظام والشعب والذي اعترف الأسد لاحقا بأنه كان خطأ كبيرا وقع به
مثلما اعترف بأن الثورة ظلت سلمية ستة أشهر برغم كل ما ووجهت به.ومنذ البدايات
الأولى بدأ الحديث عن التقسيم وأعيدت فكرة الدويلة العلوية المقترحة من قبل سليمان
الوحش (جد حافظ الأسد)والموجهة لرئيس وزراء فرنسا "ليون بلوم" عام 1936
إبان احتلالها لسورية والتي تطالب بعدم ضم دولة العلويين التي أنشأتها فرنسا في
الساحل للدولة المستقلة التي ستقوم على كامل التراب السوري اقتداءا بعملية سلخ ما سمي (دولة
لبنان الكبير).
ينتهي
التساؤل بالتحسر على ضم "دولة العلويين" لتكون جزءا من سوريا برغم أنها كانت
كذلك منذ الأزل والسعي لخلقها من جديد.
نظام الأسد لا يحتاج لكل سورية ولا لكامل الشعب السوري
Ø المحافظات الشمالية والشرقية (حلب,أدلب,الرقة,الحسكة ودير الزور )ستشكل عازلا
ملائما للدولة المقترحة عن مصادر الأذى المحتملة:تركيا والعراق وهكذا ستحذف من الخارطة.
Ø المحافظات الجنوبية(درعا ,الجولان,السويداء) ستفصل الدويلة عن الخطر الجدي
المتمثل في:اسرائيل والأردن.
Ø أجزاء كبيرة من شرق حمص وحماة لا فائدة منها وسيتم أيضا الاستغناء عنها.
وهكذا ستتشكل سورية المفيدة من العاصمة دمشق مع كامل ريفها ومدينة حمص مع ريفها الغربي
وكذلك الريف الغربي لحماة من دون المدينة ذاتها إضافة لكامل طرطوس واللاذقية.
المواطنة:
Ø الحاضنة الشعبية للثورة ضد بشار
الأسد والتي تقارب في تعدادها 10-12 مليون مواطن سوري لا حاجة للنظام بهم ويجب
طردهم وتهجيرهم خارج الحدود المرسومة للدولة الجديدة.الأساليب التي اتبعت
في الناطق الخارجة عن سيطرة النظام كانت واضحة:الحصار ,التجويع,القصف,الهجمات بالكيماوي,الاغتصاب,اغتيال الكوادر الطبية
وعمال الإغاثة,تدمير المستشفيات والأفران والمدارس..............
Ø السوريون خارج سورية وهم قادة الثورة وممثليها ومفكريها ومموليها وعمادها الفكري
والتنظيمي:لا يجب السماح لهم بالعودة تحت أي ظرف كان.
Ø باقي الشعب :الأقلية وهم الشبيحة والنبيحة واللصوص والانتهازيين سيشكلون
عمود النظام .
بقية الشعب ضمن ما يسمى
المناطق الموالية وهم الصامتون الذين لم يجاهروا بمعاداة النظام برغم أنهم ضده سيشكلون شعب سورية
الجديد الذي سيعود كما كان منذ 51 سنة ذليلا خانعا.
هل انتهت مرحلة اتفاقية سايكس -بيكو وبدأت مرحلة تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ؟كانت الأولى من أجل إنشاء دولة إسرائيل فلمصلحة من ستكون الثانية؟ أمن أجل خنجر مسموم ثان في خاصرة شعوب هذه المنطقة :دولة مسخ كردية ليس لها من مقومات الدولة غير اللغة التي بقيت غير مكتوبة إلى أن قررت بريطانيا خلق أبجدية لها منذ قرن واحد فقط والتي ما لبثت أن أصبحت أبجديتين لا واحدة والتي لا يتكلمها في سورية إلا أقل من مليون شخص.؟أمن يسعون فقط لتقسيم المنطقة إلى كيانات طائفية هزيلة من أجل تحقيق شعار:إسرائيل وجدت لتبقى.
وتستمر الحرب المجنونة وتستمر السياسة اللا أخلاقية لأميركا وروسيا.تستمر دول العالم بالتفرج على أكبر كارثة إنسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.فقدت الأمم المتحدة و جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي مبررات وجودها بعد عجزها المخزي عن إيقاف ما يجري.ويستمر منجل الموت بحصد الأرواح وأصبحنا لا نعمل شيئا سوى عد الضحايا وتجهيز الإحصائيات فيما مهزلة إعادة انتخاب الأسد سائرة بدفع من كل حلفائه ومعظم من يسمون أنفسهم أصدقاء الشعب السوري.و إذا سارت الأمور كما يشاؤن فسيكون الأسد رئيسا لسورية المفيدة.
