هذه الغابة التي تسمى الشرق الأوسط، لم يكن من الممكن أن تعيش فيها وتترعرع إلا الوحوش الكاسرة والثعابين السياسية والأفاعي الدينية والحيتان الاقتصادية،وهكذا سحق المواطن وتحول إلى حشرة تحتمي من عدوان الكواسر الضارية التي تتحكّم بالمنطقة بهزالها وانمحائها، حتى لا تكاد ترى ولا يشعر بها أحد. ومن بين هذه الكواسر نظم بدأت تتهاوى منذ بداية هذا العقد، تحت ضربات الشعوب المقهورة والمنتفضة، التي رمت بنفسها في مواجهةٍ غير متكافئة ضد هذه الأنظمة ،القذافي في ليبيا وصدام حسين في العراق ونظام حافظ و بشار الأسد في سورية ونظام علي عبد الله صالح في اليمن، ونظام الخميني و خامنئي البابوي في طهران.كلها لم تأت من فراغ ولا من عبث، ولا امتلأت قوةً وعنجهيةً بذاتها ولكنها ولدت وتطورت في المستنقعات التي أنجبتها السياسات الغربية في المنطقة، وهي التي حمتها و رعت بقاءها وتغذيتها الدائمة.هي لم تستمر بقوتها الذاتية، ولم تتجبر لما تملكه من قدراتٍ خارقة خاصة بها بل لانها كانت صناعة دولية، وتجارة رابحة، نمت وتطورت، وزادت قوة وعنفا مع الزمن بدعم الدول الوصية والحامية لها.
عن برهان غليون بتصرف