الجمعة، 29 ديسمبر 2017

القدس و ترامب ومزاد التصريحات.

          قضيّة القدس الآن مثلها كمثل قضيّة فلسطين لم تكن في يوم من الأيام قضيّة حكام العرب أو المسلمين الأولى إلا في الشعارات والتصريحات الجوفاء فعلى مدى عشرات الأعوام، شكّلت قضيّة فلسطين المهرب من التعامل مع قضاياها الداخلية الملحّة. وطيلة عقود طويلة، رفع الزعماء المستبدّون في الكيانات العربية شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» ليكبتوا به أصوات الشعوب العربية الباحثة عن الحرية وعن الكرامة في أوطانها.هل تذكرون جمال عبد الناصر والأسد ومعمر القذافي ومن يسمون أنفسهم الآن:الممانعة والمقاومة؟
وعندما بلغ الانهيار العربي أوجه برزت أصوات المتاجرة بفلسطين، قادمة أوّلاً من ملالي إيران، ثمّ لاحقاً السلطان العثماني أردوغان. وفي الحالتين، فإنّ ما يدفع هؤلاء إلى المتاجرة بالقضيّة الفلسطينية هو البحث عن مصالح بلديهما في بلاد العرب المتأذمة بقياداتها والمهزومة بسياساتها .

الأحد، 24 ديسمبر 2017

السلطة أو الموت.



كُتب الكثير وسيُكتب بعد، وستصدر عشرات الأفلام الوثائقية عن مسيرة طفل خجول منزو في عالمه الخاص، تحول الى حاكم ديكتاتوري مجرم قتل مئات الآلاف من شعبه تمسكاً بالسلطة، الا ان الفيلم الوثائقي على القناة الفرنسية الثانية في  12-12-2017، حمل رسالة واضحة تماماً لا تخرج عن الاعلان الرسمي لـ «وفاة» النظام الاسدي الذي حكم سورية لاكثر من أربعين عاماً.بشار الأسد بوصفه «الرئيس الشبح على رأس بلد مدمر»،
خاصة بعد انتشار المقطع الروسي المصور من القاعدة العسكرية «حميميم» والذي جرد الاسد تماما من صفته الرئاسية ولو الصورية .
 الوثائقي:بشار الاسد: السلطة او الموت(Bashar Assad: le pouvoir ou la mort) للمخرج الفرنسي كريستوف ويدمان، يستعرض المحطات الاساسية من حياة بشار الطفل «المسحوق» كما وصفه الوثائقي، من شقيقته الكبرى بشرى وأخيه باسل والمراهق والجامعي «المنحني والتافه» ذو الشخصية المنغلقة والفاقدة للثقة بالنفس، ومن ثم الرئيس الاصلاحي ظاهريا والسائر فعليا على خطى ابيه في الحكم الإرهابي الدكتاتوري ، وصولا الى تحجيم سلطته تدريجيا منذ اندلاع الثورة السورية وخسارة جيشه ومخابراته  لاكثرية المدن والاراضي السورية او عبر التدخلات العسكرية الخارجية التي سيطرت على البلاد وأنهت  السلطة الرسمية واقعيا. استعان التقرير بوزراء خارجية فرنسيين سابقين وصحافيين وباحثين في الشأن السوري ومبعوثين رسميين سابقين من الاليزيه الى قصر المهاجرين، وكذلك ببعض الوزراء والرسميين السوريين المنشقين عن النظام والمنفيين الى الخارج إضافة لأحد اصدقاء الطفولة للاسد وأحد مدرسيه الجامعيين في بريطانيا، لينتهي التقرير بمقابلة مباشرة مع وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان يحلل خلالها مستقبل سورية بما في ذلك وضع بشار الاسد الشخصي في السلطة ونظرة العالم اليه، مستخلصا ان لا أمل يرجى من الاسد الذي امتحنته دول العالم مرارا.
يختصر الاعلامي الفرنسي لوران ديلاروس مقدمته للفيلم بالقول «هي حرب بعيدة باتت حربنا جميعا»، مضيفا «هي قصة لرجل في وجهين، الوجه الاول لبشار الخجول والمطيع الذي ظهر في فرنسا خلال مقابلته الرئيسين الفرنسيين جاك شيراك ونيكولا ساركوزي، والوجه الثاني لبشار المرعب الديكتاتوري والبربري الذي ارتكب جرائم حرب وابادات جماعية ضد شعبه منذ سبع سنوات». طالب الطب الذي لم يكن امامه سوى القبول بمصيره الرئاسي بعد مقتل اخيه، واجه نظامه أول تحد حقيقي ومفصلي في العام 2005 حتى العام 2008  والتحدي الثاني في العام 2011 مع اشتعال الثورة السورية الشعبية في وجه النظام. يتناول احد اصدقاء الاسد في الوثائقي تفاصيل شخصيته اللامبالية حيال كل ما كان يحدث من حوله، يقول حرفيا «عندما يكلمونه عن عدد الاموات الذين قتلهم هو لا يبالي هو يخلد الى النوم ملء عينيه.
يوثق التقرير عجز قوات النظام بالكامل عن السيطرة على الثورة، وكيف تمت أسلمة الثورة من قبل نظام الحكم العلوي والتدخل الايراني الفعال ماليا وعسكريا الذي لم يستطع حسم الامر إلا بعد التدخل الروسي على أثر امتناع ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما عن توجيه ضربة عسكرية الى النظام بعد استخدامه الاسلحة الكيماوية، وصولا الى خسارة «داعش» لآخر معاقله في مدينة الرقة. يقول لودريان في تعليقه على الوثائقي، «في اوائل ايام الثورة لم يتوقع أحد في العالم (اميركا - فرنسا - روسيا) ان يبقى الاسد متمسكا بالسلطة طيلة هذه الفترة، اعتقدناه انه سوف يتخلى عنها منذ الاشهر الاولى.
سيذكر التاريخ بشار الاسد على انه الرجل الذي دمر سورية وشرد شعبها , لم يعش اي سوري على هذه الارض وفي دمشق تحديدا (اقدم مدينة في العالم)، كما عاش من عاصر حكم بشار الاسد. حكم لن تندمل ندبات حروبه وبطشه من ذاكرة السوريين، يصر لو دريان على ان «السوريين هم من عليهم تقرير مصيرهم بيدهم في انتخابات عامة تحت اشراف دولي، والشروع الى مصالحة وطنية تمنع التقاتل الدموي من جديد»، ويضيف أنه من المؤكد ان لا مكان للاسد في مستقبل سورية ولكن الى حينه «فانه موجود، انه بربري ولكنه موجود»، كلام لودريان كان سبق ان أكده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مقابلة له في التاسع من كانون الاول على القناة الفرنسية الثانية، قائلا «علينا التباحث مع الأسد الذي يطالب العديد من المعارضين السوريين بتنحيه»، مشددا على أن هذا لن يعفي الرئيس السوري المتهم بارتكاب تجاوزات عدة «من أن يحاسب على جرائمه أمام شعبه وأمام القضاء الدولي.

عن اغتصاب وطن.


في الفيلم الوثائقي الفرنسي (صرخة مكتومة)، تُلخّص إحدى بطلات الفيلم قصة اغتصاب وطنها من خلال اغتصابها: “خُيّل إليَّ أننا عبيد.. سبايا.. وأن عهد الإماء والرق لم ينته بعد، لقد حولت الوحوش الأسدية الكاسرة الاغتصابَ إلى تكتيك حرب؛ لإخضاع الضحايا وإخضاع المجتمع كله”،
ليس في “سوريا الأسد” اي مواطن حرّ على الإطلاق، الكل منتهك ومغتصب، سواء أكان فلاحًا أو عاملًا أو طالبًا أو موظفًا أو عسكريًا، أو وزيرًا أو نائبًا أو قاضيًا، وحده الرئيس القائد من يتمتع بحرية القول والفعل، وتقرير نوع الحياة الذليلة التي على شعبه أن يعيشها.
صرخة مكتومة : رجال مخابرات في النظام يغتصبن فتات سوريات ولكن ماذا عن اغتصاب الوطن بكامله. 

الجمعة، 15 ديسمبر 2017

السيكاري أم داعش و النصرة؟

 قاوم اليهود الاحتلال الروماني لبلاد الشام وسعياً إلى التخلص منه قامت مجموعات يهودية لا تتجاوز ألفي يهودي متعصب لمقاومة الرومان، كان من بينها جماعة السيكاري.تبنى السيكاري استخدام العنف ضد الرومان، وضد الطبقة اليهودية المتعاونة معهم أيضاً. وتمكن السيكاري وجماعة الزيلوت من تحرير القدس تماماً في عام 66م، عندما سيطروا على الهيكل. كما قاموا بإعدام أي شخص، يهودياً كان أم رومانياً، حاول أن يعترض طريقهم، إلا أنَه في ذلك الوقت سرعان ما دبّ الصراع بين الجماعات اليهودية المختلفة.رفضت جماعة السيكاري التعاون مع الطوائف الأخرى في مقاومة الرومان، رغبةً منها في استئثار السلطة والتفرد بها، هذا ما دفعها لاحقا إلى إهمال الحرب ضد الرومان  وقيامها بإرهاب سكان المنطقة الأصليين ومنافسيها، إذ مارست ضدهم القتل، وحرق وتدمير الممتلكات، وقطع الطرق، والسرقة.أليس هذا ما يفعله المتأسلمون اليوم ؟!! فيما بعد فرّ من تبقى من أتباع السيكاري، إلى قلعة مسعدة ماسادا، في البحر الميت، التي كانت معقلهم لبقية الحرب. وفي تلك الفترة لم يشترك السيكاري في التمرد ضد الرومان، بل اقتصرت أعمالهم على نهب القرى بالقرب من حصنهم.المثير للدهشة أن مجتمعاتنا العربية والإسلامية تشهد إعادة التاريخ نفسه في سورية والعراق.

الخميس، 14 ديسمبر 2017

الصحة العقلية لترامب

الرجل الذي يقرر مصير مدينة القدس ليس لديه في ذخيرته اللغوية أكثر من خمسين مفردة، من نوع رائع، جميل، زائف، وفاشل“ يستخدمها في تويتروفوق ذلك أسقط تعبير عملية السلام عن التسوية المحتملة، والمُنتظرة، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ليختار لها اسم الصفقة .ليس من قبيل المصادفة أن تتحوّل الصفقة إلى ما يشبه الشأن العائلي، والمهني، وثيق الصلة بالسوق، ليوظّف فيها صهره، رجل الأعمال، إلى جانب شخص آخر يمتهن المحاماة، ويختص في فض النزاعات العقارية. إنه يختصر الصراع العربي ـ اليهودي، المُثقل بذاكرة تغطي قروناً من الحروب المُقدّسة ويحوله إلى خلاف على عقارات، يُراد لبعضها، بمنطق ترامب، أن تكون أبدية.هذا الشخص اشترك 27 أخصائيا في علوم النفس، والصحة العقلية، في تاليف كتاب من 380 صفحة، للتدليل على خطورته على أميركا والعالم،هذا هو العالم الذي يتحول فيه مثل هذا الشخص إلى رئيس الولايات المتحدة.

الأنثى

   ا لحبُّ عند "آرثر شوبِّنهاور - نفى شوبنهاور عن إناث البشر أي سحر جسدي حقيقي ، وأضاف أننا نخطئ حين نطلق لفظ "الجنس اللطيف" ...