الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

الانتداب الروسي على سورية.

 تبقى الولايات المتحدة الأميركية القوة العسكرية الأولى في المنطقة، لكن سياسات أوباما وتأخر بلورة استراتيجية إقليمية متماسكة لإدارة  ترامب، أحدثت فراغا سمح بتحوّل روسيا إلى قوة سياسية اولى في سورية.لقد شكلت شراكة استراتيجية مع إيران التي شكّل حرسها الثوري و الميليشيات الشيعية التي استوردتها من كل مكان الجيش البري للقوة الجوية الروسية .هذا التحالف منع سقوط النظام السوري بفضل التدخل الكثيف الذي بدأ نهاية ايلول 2015. لكن هذا الرابط مع ايران لم يمنع موسكو من التنسيق مع أبرزأعدائها : نتنياهو الذي يتمتع بعلاقة شخصية ممتازة مع بوتين. ومن الواضح أن روسيا محرجة في التوفيق بين إمساك إيران بجزء هام من الورقة السورية، وبين رغبتها في تفهم حاجات إسرائيل الأمنية. وسيكون الاختبار الفعلي في حال خرجت إحدى الغارات الإسرائيلية في سورية أو بعض تحركات حزب الله عن مسار التحكم الروسي  مما يمكن أن يسبب حربا إقليمية سوف تقوّض المكاسب الروسية في المنطقة وتظهر فشلها في التأقلم مع مصالح مختلف الدول المهتمة بالحصول على قضمة من الكعكة السورية.الكلام نفسه ينطبق على العلاقة المستجدة مع السعودية ومع الكلام عن استمرار وجود الخلافات في ملفات إقليمية أبرزها الملف السوري، تبرز شراكة مرنة في مجال الطاقة وأسعار النفط، وفي التبادل الاقتصادي بما فيه الصفقات العسكرية. 
هكذا تعيد موسكو ترتيب أوراقها في الشرق الأوسط ولكن تبقى سورية على رأس القائمة ومن هنا يبدو الاهتمام بالملف اليمني محدودا، وكذلك في الملف الليبي .
في نهاية هذا العام ومع نهاية مرحلة "داعش والقاعدة "  في سورية، ترتسم لحظة الحقيقة أمام “الانتداب الروسي” الذي تكرّس بفعل الأمر الواقع واتفاقيات أستانة. ومن هنا تأتي دعوة الرئيس بوتين إلى مؤتمر لعموم “الشعوب” السورية كبديل عملي لمسار جنيف الأممي وسيظل مستقبل الهيمنة الروسية على سورية  مرهونا بالقدرة على إدارة التقاطعات بين مختلف المصالح المتضاربة من دون إغضاب واشنطن لكن ذلك لن يمنع تمدد نفوذها إذ تطرح روسيا نفسها بمثابة شريك يعوّل عليه أو قوة ابتزاز لمنافسيها.
هل عوض القيصر الجديد ما خسرته روسيا بانسحابها من سايكس_ بيكو قبل 100 عام؟

الأنثى

   ا لحبُّ عند "آرثر شوبِّنهاور - نفى شوبنهاور عن إناث البشر أي سحر جسدي حقيقي ، وأضاف أننا نخطئ حين نطلق لفظ "الجنس اللطيف" ...