18.نيسان.2017

مضت ست سنوات ولا يزال ذلك المشهد حياً أنه رمز للثورة السلمية ضد بشار الأسد: إنه الاعتصام الأول في الثورة ,إعتصام ساحة الساعة في حمص في 18/4/2011 :بعد تشييع الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الأسد في حي باب السباع رجع الأهالي مباشرة إلى الساحة الرئيسية في حمص, ساحة الساعة الجديدة، أغلقت المدينة وأسواقها أبوابها بشكل كامل، واستجاب الجميع لنداء الحرية، كما لوحظ غياب تام لجميع عناصر الشرطة والأمن بعدها بدأ الشباب بتنظيم الاعتصام .في ذلك اليوم كانت أصوات الحرائر متلازمة مع أصوات الرجال، تجمع الناس حول عامود الساعة الجديدة ،وقام أحد الشبان بتمزيق صورة بشار الأسد المعلقة على واجهة مبنى البريد المجاور، وكذلك أزال علم حزب البعث الكبير من المكان" وكانت الهتافات (حرية.. حرية إسلام ومسيحية ) ، ( يا حرية لوحي.. لوحي بدنا طل الملوحي ) و هتاف آخر (واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد) ( ارحل ..ارحل) و ( على الجنة رايحين شهداء بالملايين) وعند الساعة الثانية بعد منتصف الليل تقريباً، فتح المئات من عناصر الأسد، النار على المعتصمين بشكل هيستيري، فسقط عشرات المعتصمين بين شهيد وجريح، فيما حاول الآخرون الفرار بكل الاتجاهات، ليطالهم كذلك رصاص القناصة المنتشرين على المباني المرتفعة, ساعتان متواصلتان من إطلاق الرصاص في كل الاتجاهات.
من غير المعروف حتى الآن عدد الشهداء الذين سقطوا في تلك الليلة فالبعض يتحدث عن المئات والبعض الآخر عن العشرات ولكن الغريب اعتراف النظام في اليوم التالي وعلى اعلامه الرسمي بارتكابه لهذه المجزرة واصفا المعتصمين بأنهم سلفيون تكفيريون .