في الجرائم الكبرى يختبأ المجرمون عادة بشعارات أيديولوجية : سياسية
أو قومية أو دينية ويحمون أنفسهم من العدالة إما لنبل القضية وأن الغاية تبرر
الوسيلة أو بقوانين ودساتير مفصّلة على قياسهم تحميهم من المساءلة مهما ارتكبوا من
جرائم لحماية سلطتهم وامتيازاتهم، أو_وهذا الأعجب_ بمرجعية إلهية تسمو فوق البشر
وقوانينهم ويرجع إليها بمسألة الثواب والعقاب دون أن يأبهوا بالقوانين البشرية.
ما شجّع داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية على ارتكاب الجرائم هو إهمال
تام لجرائم أفظع ارتكبت وترتكب كل يوم بحق شعوبنا دون أن تهتز العدالة الدولية أو
تكترث.ما شجّع ويشجع على الجرائم هو إفلات معظم مجرمي الإنسانية والحروب من
العقاب وبقائهم أحرار، بل ويا للسخرية يحاولون تعليم العالم دروسا في محاربة الإرهاب
و الجريمة.
جريمة ذبح 21 مصريا قبطيا وقبلها جريمة حرق الطيار معاذ حيا وعشرات
الجرائم التي ارتكبها داعش هي سلسلة من جرائم أكبرمنها ارتكبها المجرم بشار الأسد
ومن قبله أبيه وحزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية في سورية ولبنان والعراق
واليمن و لن تنتهي ما لم تصبح هناك امكانية حقيقية لوضع حد نهائي لسياسة الإفلات
من العقاب.
لن نتفاجأ أبدا بجرائم كبرى أقسى وأشد فظاعة طالما أن العالم يقف
متفرجا: يعدّ الضحايا ويصور الدمار ويوثق الانتهاكات دون أدنى مسؤولية تجاه إحقاق
العدالة.