الثلاثاء، 5 فبراير 2013

جبهة النصرة لبلاد الشام



"جبهة النصرة لبلاد الشام"



الولايات المتحدة عبّرت عن تخوفها من "جبهة النصرة" فوضعتها على لائحة "المنظمات الارهابية"

 الائتلاف الوطني السوري المعارض رفض التخوّف الأميركي، فأنزل شعار "لا إرهاب إلا إرهاب أميركا "في التظاهرات السورية الداخلية التي باتت قليلة بعد أن نجح النظام السوري المجرم بدمويته المذهلة في عسكرة الثورة .عدد من المثقفين المعارضين لنظام الأسد أبعدوا هذا الكأس المرّة عن تناولهم، أو خفّفوا من خطورتها. بينما  التعليقات من نوع "كل العمليات المزلزلة قامت بها النصرة"، أو "وضعوا أرواحهم على كفهم من أجلنا"، أو "من ينكر فضل النصرة كمن ينكر شعاع الشمس"، أو "فجأة صار 80 بالمئة من الكلام عن النصرة!"، أو "الاسلاميون مليون مرة ولا النظام الفارسي الطائفي"، أو "الوقت ليس للصراعات الجانبية"... وهي كلها تأتي ردّاً على من يحاول، من خلال الفايسبوك، خصوصاً، أن يطرح موضوع "جبهة النصرة" بشيء من النقد.

إسكات الأصوات السورية  التي تحاول أن تنقل إلى العلن ما يدور في عقلها من قلق على مصير الثورة,أو التي تنقل ما يجري على الأرض التي خضعت للفاتحين من جبهة النصرة أصبح هدفا لكل المبهورين بالقاعدة وتركيبتها السياسية العسكرية:الخبز مع دروس التوعية الدينية,الدواء مع منع الموسيقا والأهازيج حتى في المظاهرات,الحجاب الإجباري بما فيه الوجه وإرخاء اللحى ووووو......

ماذا سيكون مصير السلاح الذي "حرّرنا من الأسد وشبيحته "، والرجال الذين "وضعوا أرواحهم على كفهم"، وقاموا بـ"عمليات مزلزلة"... الخ.درس حزب الله في لبنان ليس بعيدا : ان الذين لن يستشهدوا من بين الحاملين لـ"أكفانهم فوق أكتافهم"،سوف يعيثون خراباً ، ويجرّون الذين لم يتسلحوا ولم يزلزلوا، إلى التسلح والإعداد لبراميل البارود...  المسلحون الذين "يحرّروننا"، مهما كانت صفتهم، سوف يستعبدوننا بعد ذلك وسيكون علينا أن نتحرر منهم كما نتحرر الآن من بشار الأسد وعصايته.

ما نعرفه حتى الآن عن هذه المجموعة المسلحة المنخرطة في حرب ضد النظام السوري ليس بالكثير: نشأة "شامية" عراقية، قريبة من تنظيم "القاعدة" بأشخاصه وباستراتيجيته، مع شيء من التعديل في "تكتيكه". بعض شبابها من السوريين المنخرطين معها قالوا انها جذبتهم بانضباطيتها، بمواردها المالية والعسكرية، وبشجاعة مقاتليها الفائقة ,إضافة إلى المؤسسين وهم المجاهدون من غير السوريين عربا وغير عرب والذين يقدرون بحوالي 3000 مقاتل. في شريط على اليوتيوب منذ شهرين، أعلنت "جبهة النصرة" عن برنامجها بإقامة دولة إسلامية في "بلاد الشام"، وتطبيق الشريعة الاسلامية بل وإقامة "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"على الطريقة الوهابية أما لغتها وأناشيدها، فمفعمة بتعابير "القاعدة" الكلاسيكية: الجهاد المقدس ,هلك الشبيحة، الشياطين الكفار، الباطل والحق، إعلان النفير، تنصيب "الأمراء"... ولا كلمة واحدة عن الديموقراطية؛ إنهم لا يحاربوا من أجل الحرية أو الديموقراطية، إنما من أجل إسقاط بشار "الكافر النصيري"، كما يقول أحد بياناتها، ومن أجل "إعلاء كلمة السنّة والجماعة". طائفيتها لا تحتاج الى بلاغ، وهي معمّمة: هي تقاتل الروافض والنصارى بعد النصيريين. انها  واضحة وضوح طائفية نظام الأسد المجرم . بلغ إسفافها الطائفي حداً أن البعض اعتقد، في بداية ظهورها انها من صنع المخابرات السورية وقد تكون هكذا سابقاً، أما الآن؟  لقد أصبحت مستقلة في حركتها  لدرجة أن أحد قادتها منع دخول السلاح للجيش الحر في حمص لأنه لم يحصل على الجزية .تفجيراتها يغلب عليها الطابع الارهابي "القاعدي" إنها مصوبة ضد شبيحة النظام، وإن كانت لا تبالي، كما عهدت منظمتها الأم: القاعدة، بالضحايا الأبرياء الواقعين في طرق مسيرتها الملحمية نحو إقامة الدولة الاسلامية.

جبهة النصرة صنفها الأميركيون "منظمة إرهابية". فصار هذا التصنيف سبباً أو ذريعة لعدم وفائهم بوعودهم السابقة بتسليح المعارضة السورية. من أين أتوا بهذا الموقف؟ من تجربة الخريف الماضي، عندما قادت إحدى المجموعات الليبية  المشابهة لجبهة النصرةعملية إحراق السفارة الأميركية وقتل السفير الأميركي وموظفين آخرين، إحتجاجا على "الفيلم المسيء للرسول". يومها طلعت الكثير من التعليقات الأميركية الرسمية المشكّكة بجدوى تزويد حركات المعارضة العربية بالسلاح طالما انها ستبقى على قديمها من العداء العنيد ضد أميركا على أساس ديني فقط.لكن الأهم، هو ما حصل مؤخراً، بعد الحرب الفرنسية في مالي ضد منظمتين "جهاديتين" قاعديتين، والتي أصدرت "جبهة النصرة" شريطاً تدعمهما في "جهادهما" ضد "الصليبيين". على الفور، كانت الحكومة الفرنسية تغيّر لهجتها تجاه الثورة السورية : تتحفظ، وتؤجل، وتغير أولوياتها الدولية وتعيد السفير الفرنسي إلى دمشق . بكلام آخر، "جبهة النصرة" تؤخّر التقدم السياسي للمعارضة السياسية. هذا لكي لا نتكلم عن حجب الدعم العسكري لها الذي يطيل حرب النظام على السوريين وعذاباتهم.

وهكذا وبفضل جبهة النصرة فإن النظام الأسدي المجرم يكسب على مستويين: المعنوي أولاً. فكلما برزت "جبهة النصرة" بعملية انتحارية، أو إعلانات جهادية أو قصص عن توليها تنظيم شؤون الذين تحت سيطرتها حسب "الشريعة الاسلامية". بدا "صدق" النظام في علمانيته المزعومة :الواقع أنه هو من يجرّ البلاد نحو الطائفية والجهاديين، ثم يصرخ للعالم: "ألم نقل ذلك لكم؟ اننا نحارب الطائفيين المتعصبين الظلاميين، مفجرّي السيارات المفخخة...؟" الخ. أما على المستوى العسكري فلم يقف منع تسليح المعارضة عند الأسلحة النوعية  كالصواريخ المضادة للطائرات أو إقامة مناطق آمنة أو مناطق حظر جوي بل شمل المنع الذخائر البسيطة للجيش الحر وهكذا تراجع الجيش الحر وبدأ النظام يلتقط أنفاسه وتجرأ السفاح  وعاد من السفينة الروسية التي اختيأ ىفيها أكثر من ستة أشهر قبالة شاطئ طرطوس  وفي هذه الأثناء، تتوسع "جبهة النصرة" وتتراكم "الانتصارات" الانتحارية.

الأنثى

   ا لحبُّ عند "آرثر شوبِّنهاور - نفى شوبنهاور عن إناث البشر أي سحر جسدي حقيقي ، وأضاف أننا نخطئ حين نطلق لفظ "الجنس اللطيف" ...