رسالة من آفاز إلى بابا عمرو:
أربعة صحافيين أجانب باتوا بأمان و هم الآن يقضون وقتا في منازلهم بين عائلاتهم، لكنهم لا يزالون يسمعون أصوات الرعب والبطولة التي شهدها حي بابا عمرو خلال الفترة التي كان الجيش فيها يقصف الحي.لقد تطوع أكثر من ٥٠ ناشطا سوريا، تدعمهم آفاز، لإنقاذ الصحافيين الأجانب بالإضافة الى عدد من المدنيين الجرحى واخراجهم من المنطقة التي تحولت إلى مسرحا لجرائم الجيش السوري بحق المدنيين. للأسف فان العديد من هؤلاء الناشطين الشجعان قد قتلوا خلال عملية الانقاذ.
أحد هؤلاء الأبطال هو أبو حنين (٢٦عاما) شاعر خلوق. أخذ على عاتقه مسؤلية تنظيم الصحافيين المدنيين اللذين دعمتهم آفاز من أجل ايصال صوت الشعب إلى العالم. آخر اتصال مع أبو حنين كان يوم الخميس، حيث أطبقت قوات الجيش حصارها على المنطقة اللتي كان يتواجد فيها. لقد قرأ لنا وصيته الأخيرة كما أنه أعطى شهادته على الأحداث في بابا عمرو إلى فريق عمل آفاز في بيروت، لقد ارشدنا أبو حنين الى المكان الذي دفن فيه جثتي الصحافيين الأجنبيين الذين قتلا خلال القصف على حي بابا عمرو. ومنذ ذلك الوقت انقطعت الأخبار من بابا عمرو ولا يزال مصير ابو حنين مجهولا حتى اللحظة.
من السهل أن يصيبنا اليأس عندما نشاهد ما يحصل في سوريا اليوم، ولكن اذا أردنا تكريم هؤلاء الشجعان الذين ضحوا بحياتهم، فواجبنا أن نمضي قدماً متسلحين بالأمل الذي كان رفيقا لهؤلاء الشجعان ساعة موتهم. في الوقت الذي دخل فيه حي بابا عمرو في عزلة مظلمة وسط مخاوف من ارتكاب مجزرة بحق من بقي في داخله من مدنيين، نجد السوريين وقد نزلوا الى الشوارع في مظاهرات سلمية في مختلف أنحاء سوريا مظهرين شجاعة منقطعة النظير.
شجاعتهم هذه هي درس لنا، وهي الهدية التي قدمها السوريون الينا جميعاً. ومن أجل شجاعتهم هذه ومن أجل الروح والمعنويات العالية التي يظهرونها في مواجهة ألة القتل الممنهجة التي يواجههم النظام بها، فمن واجبنا أن نقدم لهم عالم جديد مليء بالعدالة.
في هذا العالم الجديد، الشعب السوري لن يكون وحيداً. وبالفعل فقد وقف الملايين منّا إلى جانب حقهم في النضال من أجل نيل حقوقهم مرة بعد مرة، لقد تبرع حوالى 75 ألف شخص منا بما يقارب ٣ملايين دولار من أجل ايصال وسائل اتصال ذات تقنية عالية من أجل مساعدتهم على رواية قصتهم، ولتمكين فريق عمل آفاز في المساعدة على تهريب ما قيمته أكثر من ٢ مليون دولار من المساعدات الطبية الى داخل سوريا في الوقت الذي لم يستطع فيه أحد من فعل ذلك. لقد بادرنا الى اجراء العديد من الحملات عبر شبكة الانترنت من أجل الضغط في اتجاه اتخاذ اجراءات حاسمة من قبل مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومن أجل فرض عقوبات على النظام السوري من قبل العديد من الدول، وقد أوصلنا رسالة هذه الحملات من خلال عشرات التحركات، ومن خلال حملات عبر وسائل الاعلام بالاضافة الى عقد اجتماعات رفيعة المستوى مع أهم القادة في العالم، دعما لنضال الشعب السوري. لقد تمكنّا معاً في المساهمة في كسب العديد من المعارك التي خضناها بما في ذلك اتخاذ إجراءات لم يسبق لها مثيل من قبل جامعة الدول العربية، وفرض العقوبات النفطية من قبل دول الاتحاد الأوروبي.
لقد قدم فريق عملنا في بيروت لهؤلاء الناشطين الشجعان مركزا مهما للاتصالات من أجل تنسيق عملية انقاذ الصحافيين الجرحى ومن أجل تنسيق عمليات التهريب الصعبة. وهنا نود أن ننوه إلى أن آفاز لا تدير هذه الأنشطة، ودورنا فيها هو تسهيل حصولها بالاضافة غلى تقديم المشورة والنصائح للناشطين. لقد قمنا أيضا بتأمين منازل آمنة للناشطين كما قمنا بدعم التزام ومشاركة المجلس الوطني السوري على الصعيدين الدبلوماسي والميداني، من أجل أن تشكل حركات المعارضة الناشئة حديثا على تشكيل كيان يمثل نضال الشعب السوري سياسياً. العديد من وسائل الاعلام المهمة في العالم، قامت بتغطية عمل آفاز الرامي الى دعم ومساعدة الشعب السوري، واعداد التقارير الاخبارية عنها مثل BBC ، CNN ، El Pais TIME ، جريدة إيلاف الالكترونية ، و جريدة الشرق الأوسط.
عشرات الجرائم التي تعد من أسوأ الكوابيس التي قد يواجهها أي انسان في العالم، كما يحصل في حمص، بدأت تنكشف في مختلف أنحاء سوريا اليوم. هذه الكوابيس سوف تصبح أكثر سوء قبل أن تزول. المشهد اليوم في سوريا معقد للغاية ودموي، وبعض المتظاهرين قد لجأ الى حمل السلاح دفاعا عن النفس. و الخط الفاصل بين الصواب والخطأ باتت معالمه غير واضحة. ولكن نظام الأسد الهمجي سوف يسقط، وسيحل السلام عندئذ، وسوف يكون هناك انتخابات نزيهة، وسوف تتم مساءلة السياسين المنتخبين كما تقضي قواعد الحياة الديمقراطية. ببساطة نحن متأكدين بأن الشعب السوري لن يتوقف حتى تحقيق كل ما سبق ذكره، وقد يحدث هذا الأمر في وقت قريب وأسرع مما نتخيل.
عندما بدأ الربيع العربي بالازدهار، قال لنا الخبراء جميعهم، أن حصول انتفاضة في سوريا هو أمر غير وارد. ولكننا، وعلى الرغم من ذلك، قمنا بارسال كميات كبيرة من معدات الاتصال الى سوريا. لأن مجتمعنا يعلم شيئا لا يعرفه الخبراء والعلماء، ألا وهو: أن قوة الشعوب وتحليها بروح معنوية جديدة وتواقة للمواطنة الحقيقية، تجتاح عالمنا هذه الأيام، دون خوف بحيث أنه لا يمكن لشئ أن يوقفها، وفي النهاية سوف تبعث الأمل حتى في أكثر أمكنة العالم ظلمةً. الصحافية ماري كولفن قالت لآفاز قبل موتها :" أنا لن أترك هؤلاء الناس" ونحن أيضا لن نتركهم.
مع الأمل والامتنان لشعب سوريا وللمواطنين الشجعان أينما كانوا
ريكن، وسام، ستيفاني، محمد، روان، أنتونيا، ويل، بسان، إيمّا، وين- هوا، فيرونيك، وكامل فريق عمل آفاز
أربعة صحافيين أجانب باتوا بأمان و هم الآن يقضون وقتا في منازلهم بين عائلاتهم، لكنهم لا يزالون يسمعون أصوات الرعب والبطولة التي شهدها حي بابا عمرو خلال الفترة التي كان الجيش فيها يقصف الحي.لقد تطوع أكثر من ٥٠ ناشطا سوريا، تدعمهم آفاز، لإنقاذ الصحافيين الأجانب بالإضافة الى عدد من المدنيين الجرحى واخراجهم من المنطقة التي تحولت إلى مسرحا لجرائم الجيش السوري بحق المدنيين. للأسف فان العديد من هؤلاء الناشطين الشجعان قد قتلوا خلال عملية الانقاذ.
أحد هؤلاء الأبطال هو أبو حنين (٢٦عاما) شاعر خلوق. أخذ على عاتقه مسؤلية تنظيم الصحافيين المدنيين اللذين دعمتهم آفاز من أجل ايصال صوت الشعب إلى العالم. آخر اتصال مع أبو حنين كان يوم الخميس، حيث أطبقت قوات الجيش حصارها على المنطقة اللتي كان يتواجد فيها. لقد قرأ لنا وصيته الأخيرة كما أنه أعطى شهادته على الأحداث في بابا عمرو إلى فريق عمل آفاز في بيروت، لقد ارشدنا أبو حنين الى المكان الذي دفن فيه جثتي الصحافيين الأجنبيين الذين قتلا خلال القصف على حي بابا عمرو. ومنذ ذلك الوقت انقطعت الأخبار من بابا عمرو ولا يزال مصير ابو حنين مجهولا حتى اللحظة.
من السهل أن يصيبنا اليأس عندما نشاهد ما يحصل في سوريا اليوم، ولكن اذا أردنا تكريم هؤلاء الشجعان الذين ضحوا بحياتهم، فواجبنا أن نمضي قدماً متسلحين بالأمل الذي كان رفيقا لهؤلاء الشجعان ساعة موتهم. في الوقت الذي دخل فيه حي بابا عمرو في عزلة مظلمة وسط مخاوف من ارتكاب مجزرة بحق من بقي في داخله من مدنيين، نجد السوريين وقد نزلوا الى الشوارع في مظاهرات سلمية في مختلف أنحاء سوريا مظهرين شجاعة منقطعة النظير.
شجاعتهم هذه هي درس لنا، وهي الهدية التي قدمها السوريون الينا جميعاً. ومن أجل شجاعتهم هذه ومن أجل الروح والمعنويات العالية التي يظهرونها في مواجهة ألة القتل الممنهجة التي يواجههم النظام بها، فمن واجبنا أن نقدم لهم عالم جديد مليء بالعدالة.
في هذا العالم الجديد، الشعب السوري لن يكون وحيداً. وبالفعل فقد وقف الملايين منّا إلى جانب حقهم في النضال من أجل نيل حقوقهم مرة بعد مرة، لقد تبرع حوالى 75 ألف شخص منا بما يقارب ٣ملايين دولار من أجل ايصال وسائل اتصال ذات تقنية عالية من أجل مساعدتهم على رواية قصتهم، ولتمكين فريق عمل آفاز في المساعدة على تهريب ما قيمته أكثر من ٢ مليون دولار من المساعدات الطبية الى داخل سوريا في الوقت الذي لم يستطع فيه أحد من فعل ذلك. لقد بادرنا الى اجراء العديد من الحملات عبر شبكة الانترنت من أجل الضغط في اتجاه اتخاذ اجراءات حاسمة من قبل مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومن أجل فرض عقوبات على النظام السوري من قبل العديد من الدول، وقد أوصلنا رسالة هذه الحملات من خلال عشرات التحركات، ومن خلال حملات عبر وسائل الاعلام بالاضافة الى عقد اجتماعات رفيعة المستوى مع أهم القادة في العالم، دعما لنضال الشعب السوري. لقد تمكنّا معاً في المساهمة في كسب العديد من المعارك التي خضناها بما في ذلك اتخاذ إجراءات لم يسبق لها مثيل من قبل جامعة الدول العربية، وفرض العقوبات النفطية من قبل دول الاتحاد الأوروبي.
لقد قدم فريق عملنا في بيروت لهؤلاء الناشطين الشجعان مركزا مهما للاتصالات من أجل تنسيق عملية انقاذ الصحافيين الجرحى ومن أجل تنسيق عمليات التهريب الصعبة. وهنا نود أن ننوه إلى أن آفاز لا تدير هذه الأنشطة، ودورنا فيها هو تسهيل حصولها بالاضافة غلى تقديم المشورة والنصائح للناشطين. لقد قمنا أيضا بتأمين منازل آمنة للناشطين كما قمنا بدعم التزام ومشاركة المجلس الوطني السوري على الصعيدين الدبلوماسي والميداني، من أجل أن تشكل حركات المعارضة الناشئة حديثا على تشكيل كيان يمثل نضال الشعب السوري سياسياً. العديد من وسائل الاعلام المهمة في العالم، قامت بتغطية عمل آفاز الرامي الى دعم ومساعدة الشعب السوري، واعداد التقارير الاخبارية عنها مثل BBC ، CNN ، El Pais TIME ، جريدة إيلاف الالكترونية ، و جريدة الشرق الأوسط.
عشرات الجرائم التي تعد من أسوأ الكوابيس التي قد يواجهها أي انسان في العالم، كما يحصل في حمص، بدأت تنكشف في مختلف أنحاء سوريا اليوم. هذه الكوابيس سوف تصبح أكثر سوء قبل أن تزول. المشهد اليوم في سوريا معقد للغاية ودموي، وبعض المتظاهرين قد لجأ الى حمل السلاح دفاعا عن النفس. و الخط الفاصل بين الصواب والخطأ باتت معالمه غير واضحة. ولكن نظام الأسد الهمجي سوف يسقط، وسيحل السلام عندئذ، وسوف يكون هناك انتخابات نزيهة، وسوف تتم مساءلة السياسين المنتخبين كما تقضي قواعد الحياة الديمقراطية. ببساطة نحن متأكدين بأن الشعب السوري لن يتوقف حتى تحقيق كل ما سبق ذكره، وقد يحدث هذا الأمر في وقت قريب وأسرع مما نتخيل.
عندما بدأ الربيع العربي بالازدهار، قال لنا الخبراء جميعهم، أن حصول انتفاضة في سوريا هو أمر غير وارد. ولكننا، وعلى الرغم من ذلك، قمنا بارسال كميات كبيرة من معدات الاتصال الى سوريا. لأن مجتمعنا يعلم شيئا لا يعرفه الخبراء والعلماء، ألا وهو: أن قوة الشعوب وتحليها بروح معنوية جديدة وتواقة للمواطنة الحقيقية، تجتاح عالمنا هذه الأيام، دون خوف بحيث أنه لا يمكن لشئ أن يوقفها، وفي النهاية سوف تبعث الأمل حتى في أكثر أمكنة العالم ظلمةً. الصحافية ماري كولفن قالت لآفاز قبل موتها :" أنا لن أترك هؤلاء الناس" ونحن أيضا لن نتركهم.
مع الأمل والامتنان لشعب سوريا وللمواطنين الشجعان أينما كانوا
ريكن، وسام، ستيفاني، محمد، روان، أنتونيا، ويل، بسان، إيمّا، وين- هوا، فيرونيك، وكامل فريق عمل آفاز