لم أسمع حتى اللحظة من يقول: شكراً للحكومة على هذا الأداء البارع لا في النمسا ولا في ألمانيا على اعتبار أن الجارتين حققتا إنجازاً لافتاً ضد كورونا, لا أحد يقول شكراًً لميركل مستشارة ألمانيا أو كورتز رئيس الحكومة النمساوية، ولا أحد يمدح ’’القيادة الحكيمة’’ و"الحكومة الرشيدة "وأقصى ما يمكن أن يقوله النمساوي أو الألماني تعليقاً على النتائج الجيدة التي تحققت في البلدين:’’لقد قامت الحكومة بما عليها أن تقوم به’’أو :"يبدو أن الإجراءات التي اتخذوها كانت صحيحة’’.
اليوم قلت ذلك لصديق نمساوي فأجاب: هذا دورها المنتظر وإن لم تحققه فعليها أن ترحل..فقلت له: ولكنها حققته، أفلا تستحق الشكر على ذلك؟ قال لا، ولماذا نشكرها ; كورتزوحكومته يتقاضون أجوراً شهرية عالية للقيام بعملهم،
ــ أعرف، ولكن (شكراً) صغيرة لا تعني الشيء الكثير..
ــ (شكراً) تعني أن الحكومة قدمت هدية من عندها لنا، وهذا غير صحيح.لو شكرناها اليوم فعلينا أن نننحي امامها غداً ونردد مثل القطيع:شكراً لكم على كل شيء تقومون أو لا تقومون به.انها الكيفية التي تتم بها صناعة ثقافة العبودية وتحويل {الحكام} إلى آلهة، وأن (شكراً) الصغيرة هذه هي فاتحة جيدة لقراءة كتاب الاستبداد الكبير والكريه.
المقال عن نائل بلعاوي بتصرف