حزب البعث... هل هو أداةٌ أم ضحية!!؟
اسس حزب البعث كل من ميشيل عفلق المسيحي وصلاح البيطار المسلم وزكي الأرسوزي العلوي قبل أن يندمج فيما بعد مع الحزب الاشتراكي العربي بقيادة أكرم الحوراني ونشأ الحزب على الفكرة القومية وآمن بوحدة الأمة العربية وحريتها ودعا إلى الاشتراكية كوسيلةً لتحقيق أهدافها.شارك الحزب في الحياة السياسية في سورية في زمن الديمقراطية وحصل على شعبية لا يستهان بها وخاصة ضمن طبقة المثقفين (البعث )والكادحين (العربي الاشتراكي) حتى عام ١٩٦٣ حيث انقلب مجموعة من الضباط البعثيين الذين يمثلون اللجنة العسكرية في الحزب على النظام الديمقراطي في سورية وسيطروا على الحكم، تلا ذلك حدوث صراع داخلي ضمن الحزب بين الجناح المدني بقيادة ميشيل عفلق واللجنة العسكرية بقيادة صلاح جديد وعصابته انتهى بحدوث -الكارثة - انقلاب عام ١٩٦٦ حيث تمكن العسكر من السيطرة على الحزب والدولة .
يمكننا اعتبار حزب البعث كحزب وفكر سياسي قد انتهى عند هذه النقطة وبدأت مرحلة جديدة مختلفة كلياً عن المرحلة السابقة قائمة على الاقصاء والتفرد وأدواتها القمع والاستبداد والفساد واستُبدل الولاء للحزب والفكر بالولاء للفرد والمصلحة وتم تكريس هذا النهج على بضعة مراحل انتهت بانقلاب عام ١٩٧٠ الذي انتهى بتفرد المجرم حافظ الاسد بالحكم وانتقلنا من مرحلة حكم العسكر إلى مرحلة حكم الفرد الواحد.
فهل يستحق الحزب فعلاً أن نحمِّلَه إثم نظام جديد أو الاسد؟
إذا راجعنا سلوك هذه العصابة منذ استيلائها على السلطة لوجدنا الكثير من الأفعال التي تناقض كلياً المبادىء التي نشأ الحزب عليها فمن العداء والخصام مع العراق - المحكوم من قبل البعثيين- إلى الوقوف مع إيران في حربها على العراق، إلى دعم التحالف الغربي في غزو العراق، إلى المتاجرة بالقضية الفلسطينية تارة والتآمر عليها تارة أخرى، ثم العداء المبطن مع الأردن وبعدها احتلال لبنان والتهجم على دول الخليج العربي باعتبارها دولاً رجعية حيناً وابتزازها أحياناً اخرى والكثيرُ الكثير من هذه الأفعال التي لا تمت إلى العروبة بصلة ولا تمثل أياً من أهداف الحزب لا بل إنها على النقيض تماماً من هذه الأهداف والمبادىء.
إن جرائم هذه العصابة أكثر من أن تعدَّ وتحصى ليس فقط في السياسة والاقتصاد والاجتماع ولكنها تتعداها إلى كافة جوانب الحياة... هذه العصابة أهلكت الحرث والنسل ودمرت بنية المجتمع ومزقت أواصره وكل ذلك في سبيل أن تبقى على كرسي السلطة فوجدت في الحزب الغطاء الذي يعطيها شرعيةً مفقودة ركبت موجته لتنفذ من خلاله أهدافها القذرة وتكمل خطتها في تدمير سورية ونهب ثرواتها وافقار شعبها وتمزيق مجتمعها.