قضية الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل التي مرّرها دونالد ترامب بطريقة اقلّ ما يمكن ان توصف به بانّها وقحة واكّد عليها
لاحقا نائبه مايك بنس الإنجيلي – الصهيوني الذي وعد بنقل السفارة الى المدينة
المقدّسة قبل نهاية العام 2019. هذا الاندفاع للسقوط في
حروب دينية جديدة واضح وجلي ولا يخدم الا مصالح قوى التطرّف في المنطقة وعلى رأسها
ايران التي تعمل من اجل تأجيجها.لم تكن تصرفات ترامب وبنس سوى صبّ للزيت على النار في منطقة
ملتهبة اصلا وفي ظلّ اختلال كبير في موازين القوى لمصلحة إسرائيل خاصة وانّ القدس لم تعد قضية العرب
الاولى وانّ مدنا عربية كبرى تدمّر حاليا على نحو ممنهج كما حدث في
بغداد والموصل ودمشق وحلب وحمص وحماة.
هناك دول عربية لم تعد قائمة فعليا :العراق
وسورية وليبيا واليمن ولبنان ناهيك عن الدول التي لم يبق لها من استقلالها الا
الاسم.لذلك لا يوجد في إسرائيل من يريد ان يسمع أي لغة غير لغة متابعة الاستيطان
وإخراج القدس من معادلة التسوية. ليست إسرائيل في وارد التسوية طالما لا يوجد ما
يمكن ان يجبرها على ذلك.
من شاء فليقبل ومن لم يشأ ......فليفعل ما يستطيع.