الأحد، 31 مارس 2013

الأخوان ومهزلة انتخاب الأخوانجي هيتو رئيسا للوزراء

    جاء في«ميثاق إخوان سوريا» الذي تم إعلانه في الخامس والعشرين من مارس (آذار) 2012: وهوالميثاق الذي أعلن الإخوان المسلمون التزامهم به، ولكنهم تخلوا عنه وعن كل ما ورد فيه، عند أول منعطف فعلي،والآن وعند اختيار رئيس الحكومة المؤقتة يؤكدون سلوكياتهم الشاذة ونفسياتهم المريضة وهو يتكون من 10 بنود وهذه أهم البنود :
أولا: دولة مدنية حديثة تقوم على دستور مدني منبثق عن إرادة أبناء الشعب السوري، قائم على توافقية وطنية، تضعه جمعية تأسيسية منتخبة انتخابا نزيها يحمي الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات من أي تعسف أو تجاوز، ويضمن التمثيل العادل لكل مكونات المجتمع.
ثانيا: دولة ديمقراطية تعددية تداولية وفق أرقى ما وصل إليه الفكر الإنساني الحديث، ذات نظام حكم جمهوري نيابي، يختار فيها الشعب من يمثله ومن يحكمه عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة نزيهة شفافة.
ثالثا: دولة مواطنة ومساواة، يتساوى فيها المواطنون جميعا على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، تقوم على مبدأ المواطنة التي يحق لأي مواطن، على أساسها، الوصول إلى أعلى المناصب استنادا إلى قاعدتي الانتخاب والكفاءة، كما يتساوى فيها الرجال والنساء في الكرامة الإنسانية والأهلية، وتتمتع فيها المرأة بحقوقها الكاملة.
رابعا: دولة تلتزم بحقوق الإنسان كما أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، من الكرامة والمساواة، وحرية التفكير والتعبير، وحرية الاعتقاد والعبادة، وحرية الإعلام، والمشاركة السياسية، وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، وتوفير الاحتياجات الأساسية للعيش الكريم.. لا يضام فيها مواطن في عقيدته، ولا في عبادته، ولا يضيق عليه في خاص أو عام من أمره.. دولة ترفض التمييز، وتمنع التعذيب وتجرمه.

كما جاء في البند العاشر منها: إن دولة المستقبل ستكون دولة تعاون وألفة ومحبة بين أبناء الأسرة السورية الكبيرة، في ظل مصالحة وطنية شاملة تسقط فيها كل الذرائع الزائفة التي اعتمدها نظام الفساد والاستبداد لتخويف أبناء الوطن الواحد بعضهم من بعض، ولإطالة أمد حكمه، وإدامة تحكمه برقاب الجميع.

فما الذي جرى منذ آذار الماضي حتى آذار الحالي عام 2013؛ أي خلال عام واحد؟ وكيف تصرف الإخوان المسلمون السوريون خلال هذا العام؟ وكيف تعاملوا مع زملائهم في المعارضة السورية؟ وهل هم فعلا قد رعوا تطبيق هذا الميثاق المشار إليه أم أن «حليمة» قد بقيت تتمسك بعادتها القديمة، وكرروا انتهازيتهم المقرفة التي مارسوها في مصر الثورةمما عزز المخاوف من تجربة سورية جديدة كتجربة الأربعين سنة الماضية، ترمي بكل هذه التضحيات التي قدمت، وكل هذه الدماء التي سالت، من أجل استبدال حزب استبدادي جديد بحزب استبدادي قديم، وأن الأمور في الجوهر ستكون بقاء كل شيء على ما كان عليه..؟!
أنهم بما فعلوه وما بقوا يفعلونه قد أعطوا مصداقية لادعاءات بشار الأسد، التي أخاف بها الأقليات المذهبية: العلويين والدروز والشيعة والمسيحيين، القائلة إن ما حصل في مصر ضد «الأقباط» والقوى الليبرالية والعلمانية سوف يحصل في سوريا إذا انتصرت هذه الثورة.لقد أثبت الإخوان المسلمون، خلافا لكل ما قالوه وما أكدوا عليه في هذا «الميثاق»أنهم يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخر، فهم منذ اليوم الأول واللحظة الأولى، قد تعاملوا مع باقي أطراف وقوى المعارضة السورية بتعال، وبصورة فوقية، وهم حاولوا أن يحولوا هذه القوى وهذه الأطراف إلى مجرد «ديكور» ، سواء في المجلس الوطني، أوفي «الائتلاف» الذي جرى اختراعه لاحقا، وكل هذا استنادا إلى جهة عربية لا بد من توجيه الشكر الجزيل إليها على كل ما قدمته وما تقدمه، لضمان انتصار الشعب السوري في معركته المصيرية مع هذا النظام الاستبدادي، الذي لم يعد له أي مثيل على سطح الكرة الأرضية ولكن لابد من توجيه أصابع الاتهام لها كونها المسؤولة عن كل هذه الأخطاء بتبنيها للأخوان.
هذا السلوك عزز مخاوف الجيش السوري الحر، وهز وزعزع أركان المعارضة السورية، وما لم يتراجع تنظيم الأخوان عنه  ويعترف بارتكابه هذا الخطأ القاتل سيكون إسفينا يشق جسم الثورة السورية يكون هدية لا تقدر بثمن من الأخوان لنظام الإرهاب الأسدي وهذه لن تكون المرة الأولى لهم.وللذكرى فإن الأخوان كانوا في مرحلة هذنة وصداقة مع بشار منذ العام 2006 إلى ما قبل الثورة بأيام عندما امتطوا ظهر حصان الشعب وهو يعدو إلى أرض الحرية والكرامة التي لم يكونوا قط جزءا منها. 
 

الأربعاء، 27 مارس 2013

نظام الملالي في إيران يهرب من أزمته بتصدير الإرهاب إلى سورية


نظام الملالي هروب من ازمة داخلية الى ارهاب في الخارج

د . حسن طوالبه

هنأت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية عموم الايرانيين والسجناء السياسيين وعوائل الشهداء وأنصار وأعضاء المقاومة الايرانية خاصة المجاهدين في أشرف وليبرتي بمناسبة حلول ربيع 1392 الايراني معربة عن تمنياتها أن يكون العام الجديد عام سقوط نظام الملالي وعام تحقيق الحرية و الديمقراطية في ايران.

وقالت السيدة رجوي ان العام الذي انتهى كان عام الأزمة والمأزق والمحنة والتعاسة للملالي وسيكون العام الجديد عام تفاقم صراع العقارب في زمر النظام الداخلية خاصة حول مهزلة الانتخابات وتخاذل الولي الفقيه للنظام أكثر مما مضى وعام الانتفاضة الكبرى للمحرومين وجيش الجياع والعاطلين عن العمل وعام سقوط الملالي وعام انهيار جبهة ولاية الفقيه في سوريا وعام اخراج الملالي وعملائهم من العراق.

وفي كلمة ألقتها أمام المؤتمرالنسائي العالمي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة قالت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية: أهنئ جمعيكم وجميع اخواتي في إيران وفي السجون الإيرانية وفي كل ارجاء العالم لمناسبة عيد المرأة العالمي وكذلك أهنئ ألف امرأة باسلة في ليبرتي وأشرف. باعتباري مناضلة لقضية المساواة اثمن هذا اليوم التاريخي وآفاقه الرائعة وأحيي نضال وتضحيات النساء في انحاء العالم. في حين قلبي مفعم بالحزن والغضب من انه وبعد مضي قرن من اعلان اليوم العالمي للمرأة مازالنا  نشاهد هيمنة العنف والاغتصاب والقتل ورش التيزاب والتعذيب والتمييز والاستغلال على حياة ومصير المرأة في القسم الأعظم من العالم , كذلك الحزن والغضب من عدم المساواة والاستخفاف مما تعاني منه المرأة في أكثر البلدان تقدما. اني اتحدث عن حركة كانت تحظى بعلاقات أكثر تقدما بين المرأة والرجل في ثمانينات القرن الماضي، وبالرغم من دورها الناشط في المقاومة الا ان المرأة ظلت  بعيدة جدا عن المساواة الكاملة وقيادة الحركة. واستنتجت حركة مجاهدي خلق فيما بعد انه اذا كان المطلوب معارضة الاستبداد الديني فعليهم ان يتحركوا ضد النظام الرجولي والرجعي أي ايديولوجية الجنسية. ان الثورة العقائدية تنبع من رؤية مجاهدي خلق من الانسان , وهو  ما يتناقض مع رؤية خميني الرجعية للمرأة تماماً.

وأضافت السيدة رجوي: خاضت حركتنا معركة شرسة ضد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، وقدمت 120 ألف شهيد. وبالرغم خطورة الظروف، كان انجازنا غير مسبوق في خضم هذه المعركة، هو ترسيخ علاقات عصرية على اساس القيم العصرية في العلاقات بين أعضاء الحركة. ان أهم انجازات هذه الثورة هو قبول المسؤولية وزعامة المرأة بشكل موسع وليس نموذجا واحدا فقط. وبات نظام الملالي معرضا للأزمات المستعصية داخل النظام وخارجه، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية وكذلك الاقليمية. ان النظام يعيش في مرحلة السقوط. فلذلك يوجه هجماته ومؤامراته إلى حركة تستطيع ان تقود النقمة الشعبية إلى سقوط نظام الملالي.

كارثة انسانية تنتظر الاشرفيين :

وحول الاوضاع الصعبة التي يعيشها الاشرفيون في ليبرتي الذين تم نقلهم من مخيم اشرف الى ليبرتي قسرا , هم الان معرضون  لخطر كارثة انسانية مرة ثانية. حدث هذا الامر المفجع وسيحدث في ظل تواطؤ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في مجزرة 9 فبراير/شباط الماضي الذي دافع عن حكومة المالكي رغم انها مشاركة مع قوات القدس الايرانية الارهابية في تلك المجزره . وبعد تلك الفضيحة بات على الأمين العام للأمم المتحدة استبداله بممثل محايد فورا ليتولى ملف مجاهدي خلق في ليبرتي وأشرف.ورغم المطالبات العديدة من قبل ممثلي اشرف لتأمين الحماية للاشرفيين , فان حكومة المالكي تصم اذانها عن تلك المطالب , وتفسح المجال لقوات القدس لكي ترتكب مجزرة اخرى . ومن الواضح ان المالكي الذي ينفذ اوامر ملالي ايران لا يعبه لمصير الاشرفيين , كما انه لا يعير اي بال لمطالب الشعب العراقي الذي ثار وانتفض منذ ثلاثة اشهر مطالبا بابسط حقوق الانسان التي حفظتها الديانات السماوية والقوانين الوضعية . وقد ان الاوان ان ترتفع اصوات محبي الحرية والمدافعين عن حقوق الانسان ان يتحركوا مطالبين  الأمم المتحدة والادارة الأمريكية ومجلس الأمن الدولي للقيام بواجباتهم الانسانية . وعلى هذه الجهات تشكيل لجنة تحقيق للكشف عن الايدي الملطخة بدماء الاشرفيين في هجوم 9 فبراير/شباط الماضي على مخيم ليبرتي.

ومن اجل تجنيب الاشرفيين دماء اخرى لابد من المطالبة باعادة مجاهدي خلق إلى مخيم اشرف الذي بنوه بعرقهم واموالهم , وعاشوا فيه اكثر من ربع قرن بأمان  , واذا تعذر ذلك فان مسؤولية الادارة الامريكية تقتضي نقل الاشرفيين إلى الولايات المتحدة لحين يتم اعادة توطينهم في بلدان اخرى .

ان النظام الإيراني انتهك حقوق الانسان الايراني والمرأة على وجه الخصوص لاكثر من 30سنه . كما انه يشكل تهديداً للسلم العالمي ولجميع الاحرار في جميع ارجاء المعمورة. وان الخلاص من هذا التهديد يكمن في حركة التغيير الداخلي , اي دعم القوى المعارضة لنظام الملالي المتخلف , وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق التي عانى افرادها القمع والقتل اليومي والتشريد داخل البلاد وخارجها , وملاحقتهم وهم في الخارج , كما حدث وسيحدث للاشرفيين عندما كانوا في مخيم اشرف او بعد نقلهم الى مخيم ليبرتي الذي لا يحمل غير الاسم .

لقد وعدت حكومة المالكي ومعها الولايات المتحدة بانه اذا تم نقل الاشرفيون الى ليبرتي سيتمتعون بالحماية والحرية. الا ان هذه الوعود لم تنفذ فحسب بل انتهكت بالأيدي الملطخة بدماء الابرياء من النساء والاطفال , ومن العار ان يستمر حجز ثلاثة الاف شخص في سجن قذر , ليس فيه اي ملمج للحياة الحرة الكريمة . واذا كان البعض يراهن على انسانية المالكي فهي مراهنة خاسرة لان الانسان الذي يدير ظهره لمطالب شعبه , بل يتهمهم بالارهابيين , لا يرتجى منه خيرا . انه تربع على كرسي الحكم ويريده مدى الحياة , اي ان يصبح مالكا متوجا مدى الحياة . والامر والادهى انه يحكم شعبه بنقس طائفي مقيت , وبأسلوب بوليسي فاق كل الانظمة المعروفة بالقمع , وقد تفنن في اساليب التعذيب والقتل , بفضل خبرة قاسم سليماني الذي يحكم العراق من وراء ستار .

مطلوب نقل الاشرفيين الى امريكا :

مطلوب الضغط على الادارة الامريكية التي سبقت ان تعهدت بحماية الاشرفيين ونزعت منهم سلاحهم عقب احتلال العراق  2003 , لكي تنقل الاشرفيين الى الولايات المتحدة دفعة واحدة او الى اي بلد اوروبي , ريثما يتم التغير الثوري في ايران وتتخلص من حكم الملالي المتخلفين .وحتى ذاك الوقت يجب أن يتم تأمين سريع للحاجات الأمنية لسكان ليبرتي الى حين عودتهم الى مخيم  آشرف. مثل اعادة الكتل الكونكريتية ونقل الخوذات والسترات والواقية والأجهزة والمستلزمات الطبية من آشرف الى ليبرتي والسماح بالبناء في ليبرتي وتوسيع مساحته بغية تخفيف نسبة المخاطر الانسانية تجاه الهجمات اللاحقة. هذه متطلبات أولية تتملص الحكومة العراقيه من تأمينها منذ زمن طويل .

 وهذا المطلب يأتي في وقت منحت الحكومة الالبانية حق اللجؤ لحوالي 210 افراد الى اراضيها . وهي خطوة في الطريق الصحيحة لكي تجنب الاشرفيين من مجزرة اخرى .ولابد من ضمان امن الجميع ضمن صفقة واحدة باشراف الامم المتحدة وليس باشراف مارتن كوبلر الذي بات طرفا في الازمة وليس وسيطا امميا كما تقتضي مسؤليته الاممية .

ادانة لنظام الملالي في مجال حقوق الانسان :

تبنى مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة يوم 22 مارس/ آذار2013 قراراً حول واقع حقوق الانسان في ايران مدد خلاله توكيل السيد احمد شهيد المقرر الخاص المعني بوضع حقوق الانسان في ايران في ظل حكم الملالي لمدة عام. كما أعرب القرار عن أسفه من عدم تطبيق قرارات مجلس حقوق الانسان وكذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة حول وضع حقوق الانسان في ايران معلناً عن قلقه البالغ ازاء عدم السماح للمقرر الخاص بزيارة ايران.

وقد رحبت المقاومة الايرانية بقرار مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة وتؤكد أن صدور مثل هذه القرارات رغم أنه عمل قيم الا أنه غير كاف في الوقت الذي يمارس فيه نظام الملالي على قدم وساق تعذيب الواطنين  وبتر اطرافهم وفقء عيونهم  في السجون والمعتقلات وفي الأزقة والشوارع في مختلف المدن الايرانية . ويعتقل النظام الشباب   لمجرد نشر أفكارهم في المدونات ويستشهدون تحت التعذيب وبينما آلاف مؤلفة من طلاب الجامعات والنساء والعمال والمراسلين و المثقفين يعيشون تحت أسوأ الظروف في سجون ومعتقلات النظام أو يخضعون للقمع. وطالبت المقاومة الايرانية  باحالة ملف انتهاك حقوق الانسان المستمر بشكل همجي في ايران الى مجلس الأمن الدولي ومحاكمة قادة النظام في محاكم دولية بتهمة الجريمة ضد الانسانية.

وفتوى من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين :

وادان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاعمال الارهابية ضد الاشرفيين السابقة واللاحقة وأقر القرارات الاتية :  

أولاً: أن الإجراءات التعسفية بحق المستضعفين واللاجئين ، أمر محظور شرعاً، تحرمها شريعتنا الإسلامية الغراء، وجميع الأديان السماوية، والقوانين الدولية، بل تأباه الفطرة الإنسانية السليمة، التي تدعو إلى رعاية الضعيف، وحمايته من الاعتداء عليه،  فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه مسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم بمنى:: فإن الله حرم عليكم دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا) رواه البخاري ومسلم

ثانياً: إن هؤلاء اللاجئين ضيوف على الدولة التي قبلتهم، وعليها شرعاً وقانوناً حمايتهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم، فالنصوص  الشرعية من الكتاب والسنة، ثم الفطرة السليمة، والشهامة الإنسانية، تقتضي أن توفر الدولة العراقية كل وسائل الحماية والرعاية لهم، إلى أن يعودوا إلى بلادهم، أو أي بلد آخر، بكامل حريتهم، ومحض إرادتهم.

ثالثا : وبناء على المعلومات المؤكدة من المنظمات الدولية، وشهود العيان، أن الحكومة العراقية لم تقم بواجبها نحو هؤلاء، بل قامت بعض أجهزتها بإجراءات تعسفية، واعتداءات مهينة، لذلك لا يسع الاتحاد إلا أن يدين ذلك، وأن يطالب الحكومة العراقية بتوفير الحماية والرعاية الإنسانية الكافية، فالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة توجب إغاثة الملهوف، ورعاية الضعيف، وتوفير الحياة الكريمة للمحتاج، فقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) متفق عليه، وعند مسلم: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه).

رابعاً : يطالب الاتحاد الحكومة العراقية بأن تقوم بواجبها الإسلامي والإنساني تجاه الجميع، ولا سيما أمام اللاجئين الذين يعيشون على أرضها، وأن ترفع عنهم الحيف والظلم، وتعيدهم إلى معسكر أشرف، أو أي مكان مناسب، وأن توفر لهم الحماية لضرورياتهم، وتوفير حاجياتهم، وتحقيق الأمن والسلامة لهم .

الاثنين، 25 مارس 2013

جماعة الأخوان المسلمين والثورة السورية




دور الاخوان في الثورة السورية ..عن "فورين بوليسي" – إعداد: طارق عليان

في مقال تحليلي نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية على موقعها على الإنترنت، قال الكاتب الصحفي حسن حسن، لم يتوقع أحد في سوريا أن تستمر الثورة المناهضة للنظام طويلاً أو تؤدي إلى سقوط هذا العدد من الضحايا والقتلى، لكن بعد سقوط نحو 70 ألف قتيلاً، وتشرّد نحو مليون لاجئ، وسنتين من الاضطرابات، ما يزال الوضع كئيباً ولا توجد بوادر انفراج تلوح في الأفق.

ورأى الكاتب أنه على الرغم من أن معظم اللوم يقع على عاتق وحشية نظام بشار الأسد، فإن فشل المعارضة المزمن في تشكيل جبهة فعّالة ضد النظام قد سمح بإطالة مدى الصراع القاتل، مضيفاً أن هناك جماعة واحدة مناهضة للنظام هي المسؤولة إلى حد كبير عن هذه الحالة الكئيبة المشوشة؛ إنها جماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

وأشار الكاتب إلى أنه أجرى محادثات طوال الثورة السورية مع شخصيات من المعارضة والنشطاء والدبلوماسيين الأجانب حول كيفية تعزيز الإخوان لنفوذ قوى داخل المعارضة الناشئة بعد أن كادت أن تندثر في يوم من الأيام.

ولفت الكاتب إلى أن النظام البعثي كان قد عمل بعنف ووحشية لمحو هذه الجماعة من الوجود في الثمانينات من القرن العشرين بعد إخماد النظام البعثي لانتفاضة قادها الإخوان في حماة. ومنذ ذلك الحين، كان الانتماء إلى جماعة الإخوان جريمة يُعاقب عليها صاحبها بالإعدام في سوريا، ورأت الجماعة وجودها وهو يذبل على أرض الواقع حتى أصبحت لا شيء تقريباً. لكن منذ اندلاع الانتفاضة في 15 مارس (آذار) 2011، انتقلت جماعة الإخوان ببراعة لتستولي على مقاليد السلطة من الفصائل السياسية والعسكرية للمعارضة.

ووفقاً لشخصية كانت حاضرة في المؤتمر الأول لتنظيم المعارضة السورية، الذي عُقد في أنطاليا بتركيا في مايو (أيار) 2011، كان الإخوان في البداية مترددين من الانضمام إلى كيان سياسي مناهض للأسد. وكانت الجماعة قد علقت معارضتها لنظام البعث رسميّاً في أعقاب الهجوم الاسرائيلي على غزة عام 2009، وانسحبت من التحالف مع عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق الذي انشق في عام 2005.

ومع ذلك أرسلت جماعة الإخوان أعضاءً منها للمشاركة في المؤتمر، منهم ملهم الدروبي، الذي أصبح عضواً في المكتب التنفيذي للمؤتمر. وفي الوقت نفسه، اتخذت خطوات لتشكيل مجموعات قتال داخل سوريا، وتجنيد مقاتلين محتملين، واستغلال اتصالاتها المحدودة نسبيا على الأرض في كل من حمص وحماة وإدلب وحلب.

وبحسب الكاتب، فإنه عند تبلور فكرة توحد كتلة المعارضة لقيادة ثورة شعبية واكتسابها زخماً، أصبح الإخوان أكثر مشاركة. وبعد شهر من الاجتماع الذي عقد في أنطاليا، نظمت مؤتمرا في بروكسل، حضره 200 شخص، غالبيتهم من الإسلاميين، والذي يُعد أحد عوامل الانقسام الأولى في وحدة المعارضة. نظمت جماعة الإخوان عدة مؤتمرات لاحقا شكّلت جماعات المعارضة لتعمل بمثابة واجهات لهذه الحركة، وسمحت لها بتعزيز وجودها في الكيانات السياسية.

بعد المؤتمر الذي عُقد في بروكسل، تم تشكيل ثلاث مجموعات على الأقل "لدعم الثورة السورية". وواصلت المنظمات عملية التكاثر، وبعد بضعة أشهر من المؤتمر الأول اندمجت تلك المجموعات في الكيانات المعارضة التي كوّنت في وقت لاحق نواة المجلس الوطني السوري، وهي مجموعة شاملة تمثل ظاهريّاً جميع القوى المناهضة للأسد. وحدد المجلس مقاعد للإخوان وأعضاء إعلان دمشق وهم مجموعة من الإصلاحيين السوريين تأسست في عام 2005، لكن لدى الإخوان وجود كبير بالفعل داخل جماعة إعلان دمشق.

ووفقا لأعضاء في الائتلاف الوطني السوري الذين كانوا جزءاً لا يتجزأ من اجتماعات المعارضة في بدايتها، فضلاً عن نشطاءٍ على مقربة من جماعات الإخوان، اشتملت الجماعات التي كانت بمثابة واجهات للإخوان على: الاتحاد الوطني لطلبة سوريا الحرة، بزعامة حسن درويش؛ رابطة علماء بلاد الشام؛ التيار الديمقراطي الإسلامي المستقل، بزعامة غسان نجار؛ رابطة علماء سوريا، بزعامة محمد فاروق البطل؛ اتحاد منظمات المجتمع المدني وهي كتلة من 40 جماعة تنتسب إلى الإخوان؛ المجلس القبلي لعرب سوريا، بزعامة سالم المسلط وعبد الإله ملهم؛ مجلس الثورة في حلب وريفها، بزعامة أحمد رمضان، وهيئة حماية المدنيين، بزعامة عمار الحكيم نذير، وجبهة العمل الوطني، بزعامة رمضان وعبيدة نحاس، وجبهة العمل الكردية، بزعامة حسين عبد الهادي؛ صفحة الثورة السورية على الفيسبوك، التي تقرر أسماء الاحتجاجات في يوم الجمعة؛ تجمع حماة الثورة؛ الائتلاف الوطني لحماية المدنيين، بزعامة هيثم رحمة؛ الجمعية السورية للإغاثة الإنسانية، التي أسسها حمدي عثمان.

وتضم المجموعات الأخرى التي تمثل منافذ للإخوان، لكنها غير ممثلة في الكيانات السياسية: مركز الشرق العربي للدراسات الاستراتيجية والحضارة، برئاسة المتحدث باسم جماعة الإخوان زهير سالم؛ واللجنة السورية لحقوق الإنسان، برئاسة ممثل الإخوان وسفير المعارضة لدى بريطانيا وليد صفور. وتقود ابنة محمد فاروق طيفور نائب المرشد العام لجماعة الإخوان في سوريا مجموعةً تمثل النساء والأطفال أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، نفى بعض الأشخاص المنسوبين للإخوان أنهم كانوا جزءاً من الجماعة وأنهم انضموا إلى المجلس الوطني السوري بصفتهم "مستقلين"، ومنهم النحاس، مدير مركز المشرق العربي بلندن؛ ولؤي صافي، زميل سوري أمريكي بجامعة جورج تاون والرئيس السابق للمجلس السوري الأمريكي، ونجيب غضبان، أستاذ العلوم السياسية الذي يعمل أيضاً في المجلس السوري الأمريكي .

ووفقا للكاتب، فإن الهيمنة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين صارت أكثر وضوحاً في نهاية سبتمبر (أيلول) 2011، عندما التقت شخصيات من المعارضة والقوى السياسية في فندقين منفصلين في تركيا لتشكيل كيان سياسي يمثل جميع قوى المعارضة. وفي علامة مبكرة على مهارتها التنظيمية، قسمت جماعة الإخوان نفسها إلى مجموعتين، واحدة في كل فندق، للتأثير على كل جانب من حيث شكل الكيان السياسي المطلوب: ذهب زعيم الإخوان المسلمين، رياض شقفة، إلى فندق بينما توجه نائبيه طيفور وعلي صدر الدين البيانوني إلى الفندق الآخر. وقام الدروبي برحلات مكوكية ذهاباً وإياباً. نجحت الاستراتيجية، وتم وضع قائمة بالأعضاء المتفق عليهم في أحد الفنادق، وأضيف مزيد من أعضاء الإخوان والجماعات المنتسبة للإخوان قبل إعلان تأسيس المجلس الوطني السوري في 2 أكتوبر.

وبحلول شتاء عام 2011، كان الإخوان قد توسعوا في نفوذهم كثيراً. لم تمتلك الجماعة تأثيراً كبيراً في المجلس الوطني السوري فحسب، بل حصلت على أنصار في صفوف المنشقين عن الجيش ولجان التنسيق المحلية في سوريا. قبل مؤتمر سبتمبر(أيلول)، سافر نحو 100 ناشط شاب إلى تركيا، حيث قدم لهم الإخوان تدريباً إعلاميّاً وقدموا لهم الأدوات اللازمة. وعندما عاد المتدربون إلى سوريا، وفقا لأحد المنظمين لاجتماعات المعارضة، شكلوا لجان تنسيق في عشرات البلدات الصغيرة والمدن لدعم حركة الإخوان.

التقى أعضاء جماعة الإخوان أيضاً مع المنشقين عن جيش النظام السوري في وقت مبكر. ويذكر الكاتب قول منشق عسكري له إن الجماعة طلبت منهم الولاء مقابل قيام الإخوان بالضغط على تركيا لإقامة منطقة عازلة على طول حدودها مع سوريا. ولم تكلل جهودهم بالنجاح في هذا الوقت، لكن في وقت لاحق فاز الإخوان بولاء العقيد رياض الأسعد الذي أسس الجيش السوري الحر (
FSA)، ليحل محل حركة الضباط الأحرار ذات الميول العلمانية.

وبحسب الكاتب، فإنه بعيد تشكيل الجيش السوري الحر، بدأت كتائب جديدة في اتخاذ أسماء دينية، بدلا من أسماء مناطق أو شخصيات وطنية. كان نفوذ الإخوان المسلمين داخل الجيش السوري الحر معروفاً للمنشقين عن الجيش في ذلك الوقت. وكان هذا هو السبب وراء انشقاق أول ضابط درزي من الجيش، وهو المقدم خلدون سامي زين الدين، واتخاذه خطوة غير معتادة بالانضمام إلى حركة الضباط الأحرار في أكتوبر(تشرين الأول) 2011، بدلاً من الجيش السوري الحر.

واصلت جماعة الإخوان جهودها المتواصلة في بناء نفوذها داخل قوات الثوار. وبحسب الكاتب، فقد شملت فصائل القتال المدعومة من قِبَل الإخوان: لواء التوحيد، المدعوم من قِبَل قادة الإخوان في حلب، ولا سيما البيانوني ورمضان؛ وبعض العناصر في كتائب الفاروق القوية؛ وهيئة حماية المدنيين، التي تعتبر الجناح العسكري للإخوان بقيادة الحكيم ؛ وأنصار الإسلام، ومقرها في دمشق والمناطق الريفية المحيطة بها. وتمتلك جماعة الإخوان المسلمين كتائب في جميع أنحاء البلاد والتي عادة ما تتضمن أسماؤها كلمة "درع"، مثل درع الفرات، درع العاصمة، ودرع المسجد الأقصى. كما يقومون بالتنسيق في بعض المناطق الأخرى مع جماعات متشددة مثل جبهة النصرة وأحرار الشام، وفقا لمنشقين عن الجيش.

والأهم من ذلك، برأي الكاتب، هو معارضة جماعة الإخوان بنجاح للمحاولات الرامية لتحديد كيفية إدارة الفترة الانتقالية حال سقوط الأسد. وتأمل الجماعة بما لا يدعو مجالا للشك في أن تكون قادرة على استغلال الغموض المحيط بتلك النقطة لامتلاك دفة القيادة بعد سقوط النظام القديم. في يونيو(حزيران) 2012، عقدت جامعة الدول العربية اجتماعاً كبيراً في إسطنبول لإعادة هيكلة المجلس الوطني السوري، وقال السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد للمعارضة إن المجلس يجب أن يُخضِع نفسه للجنة مستقلة من شأنها أن تضع إصلاحات داخلية إذا كانت تأمل في كسب مزيد من الدعم الأمريكي. واجتمعت لجنة في القاهرة في يوليو(تموز) 2011، وقدمت مسوّدة مشروع يحدد الفترة الانتقالية ويتناول واجبات قوى المعارضة ومصير الفصائل المسلحة بالتفصيل. كما شمل المشروع مادة هامة تجرّم استخدام المال السياسي لشراء الولاء.

ويرى الكاتب أن مسودة مشروع إدارة الفترة الانتقالية، الذي وقعت عليها قوى المعارضة في نهاية المطاف، قد وجّهت ضربةً قويةً لمخطط احتكار الإخوان للسلطة. لكن تحركت الحركة الإسلامية بسرعة لمنع أي قيود على قدرتها على تشكيل نظام ما بعد الأسد. ووفقاً لأعضاء حضروا الاجتماع، لم يقم المؤتمر الوطني السوري بتشكيل لجنة متابعة لضمان إدخال هذه المسودة في رؤية المعارضة على الرغم من الضغوط الخارجية التي تحث على ذلك. ووجه الإخوان ضربةً نهائيةً للمسودة عندما نجحت في إبعادها من بيانات تأسيس الائتلاف الوطني السوري، الذي أنشئ في الدوحة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2012.

وألمح الكاتب إلى استفادة الإخوان من نفوذهم في تركيا وقطر ومصر، حيث عملت قناة الجزيرة القطرية على "تلميع" صورة الإسلاميين المناهضين للنظام في تغطيتها لأحداث الثورة السورية، مشيراً إلى أن الأخوان عمدوا أيضا إلى اختيار قادة يستطيعون السيطرة عليهم بسهولة أو ممن يفتقرون إلى المهارات القيادية. ووفقاً لعضو في ائتلاف المعارضة، فإن الإخوان أيدوا تعيين زعيم الائتلاف الوطني السوري الحالي، معاذ الخطيب، لأنهم يعتقدون في سهولة اقتياده لأنه "واعظ مسجد طيب القلب".

لكن أثبت الخطيب أن الإخوان أبخسوه قدره لأنه لم يخضع لسيطرتهم، وأعلن من جانب واحد مبادرة شجاعة للحوار مع النظام، فتعرض لهجمات شرسة من جانب جماعة الإخوان وحلفاؤها؛ فقد وجّه الإئتلاف الوطني السوري انتقادات للخطيب بسبب "اتخاذه قرارات شخصية"، في حين رفضت جماعة الإخوان نفسها المبادرة ووصفتها بأنها "غير منضبطة وغير كافية".

ويخلص الكاتب إلى القول بأن الإخوان المسلمين يعرفون جيداً أن عليهم قطع طريق طويل قبل أن يتمكنوا من السيطرة على سوريا. لكن قدرتهم على لعب دور رئيسي في إطالة الأزمة الحالية لا يبشر بالخير لدورهم في سوريا الجديدة بعد سقوط الأسد.

الخميس، 14 مارس 2013

الأنشطة العديمة الهدف لقادة المعارضة في الخارج

 
متى ستزول لعنة سيزيف عن الثورة السورية؟
 
شخصية سيزيف تجسيم للساسة الذين يطمحون ويسعون باستماتة إلى الكرسي والمنصب السياسي وهم مهزومون مغلوبون في مسعاهم بصفة دائمة مستمرة، لأن السطوة والسلطة مجرد شيء فارغ خاو في حقيقتها، تماما مثل دحرجة الصخرة لأعلى التل.

السبت، 9 مارس 2013

الذكرى الخمسون لاتقلاب 8 آذار:البعث والأسد

من يتمعّن في نصف قرن من حكم البعث لسوريا، او حكم سوريا باسم البعث، يستغرب كيف استطاع هذا البلد البقاء حيّا يرزق على الرغم من كلّ الظلم الذي تعرّض له. فخمسون عاما اكثر من كافية لتفريغ البلد من كلّ مؤسساته وكلّ ما هو حضاري فيه وحتى من شعبه. لكنّ سوريا صمدت.
الدليل على صمودها الثورة التي يقوم بها شعبها. انها أمُ الثورات العربية وابوها. انها الثورة الحقيقية الوحيدة بين الثورات التي شهدها العالم العربي ابتداء من السنة 2010. ما يؤكد ذلك صمود الشعب السوري وحيدا طوال سنتين ومتابعته المقاومة.
لا يواجه الشعب نظاما وحشيا لا همّ له سوى استعباده واذلاله فحسب، بل عليه ايضا الاستمرار في ثورته على الرغم من تآمر المجتمع الدولي عليه. عليه متابعة ثورته على الرغم من الانتهازية الممثلة بالمجموعة الحاكمة في روسيا والغرائز المذهبية التي يستخدمها النظام الايراني، بشكل مباشر او عبر العراق ولبنان، من اجل بسط سيطرته على المنطقة. لا يمكن بالطبع تجاهل التواطوء الاسرائيلي مع نظام يُعتبر بالنسبة اليه صديقا. فهو نظام اقلّوي يدرك تماما ان هناك خطوطا حمر لا يستطيع تجاوزها.
الاكيد ان مؤسسي البعث ميشال عفلق وصلاح الدين البيطار كانا ساذجين إذا اسبعدنا كونهما خونة.كانا من السذاجة الى درجة انهما لم يستوعبا أنّ الانقلاب العسكري ليس ثورة، ولا يمكن ان يكون كذلك، وأنّ السلطة لا يمكن ان تبقى في يد من يغتصبها الى ما لا نهاية. لم يمتلكا ما يكفي من الثقافة الايديولوجية والسياسية لاستيعاب ان تغطيتهما الحزبية لما حصل يوم الثامن من آذار- مارس 1963 كان بمثابة ادخال لسوريا في نفق مظلم قد لا تخرج منه يوما. ارادا استخدام العسكر بغية الوصول الى السلطة، فانتهى بهما الامر ضحية العسكر وضحية مجموعة عسكرية طائفية...ثم عائلة لا علاقة لها بسورية احتكرت سوريا في نهاية المطاف.
ما نشهده اليوم في سوريا، حيث يعتبر بشّار الاسد البلد ملكا له، علما انّه لم يمتلك يوما ايّ شرعية من أي نوع كان، هو نهاية رحلة الى الداخل السوري. تأتي نهاية هذه الرحلة بعدما استمرّت رحلة الهرب الى الخارج طويلا وتوّجت بالاستيلاء على لبنان تدريجا ابتداء من العام 1976 تاريخ دخول القوات السورية اليه تحت غطاء "قوات الردع العريبة" والتي استمرّت حتى السنة 2005 ، تاريخ طرد القوات السورية من الاراضي اللبنانية .
 بدأت في الثامن من آذار- مارس 1963 عملية استيلاء طائفة معيّنة على الدولة السورية عبر ثلاثة ضباط علويين هم حافظ الاسد وصلاح جديد ومحمد عمران. تلت ذلك عملية غربلة داخل الطائفة العلوية وصولا الى احتكار حافظ الاسد للسلطة في 1970 وصولا الى حكم العائلة فقط.استطاعت العائلة، مستفيدة من المرض الطويل لحافظ الاسد، تأمين حصول عملية التوريث التي تميّزت بانتقال سوريا الأسدية شيئا فشيئا الى تحت الوصاية الايرانية الكاملة.
في كلّ مرحلة مرّت بها سوريا منذ العام 1963، كانت شعارات البعث الواجهة التي عمل النظام من خلفها لمتابعة عملية تصبّ في الغاء الدولة المدنية كلّيا وتحويل المؤسسات، مؤسسات الدولة، الى مجموعة من الاجهزة الامنية تتحكّم بكل تفاصيل الحياة في البلد.
تحت شعارات البعث، استبعد الضباط السنّة من الجيش، خصوصا اولئك الذين ينتمون الى المدن الكبيرة، وتحديدا دمشق وحلب وحمص وحماة , وتحت شعارات البعث كان انقلاب الثالث والعشرين من شباط 1966 الذي كان بداية الظهور العلني للمجوعة العلوية في الجيش. وتحت شعارات البعث استُبعد كبار الضباط الذين ينتمون الى اقليات اخرى، خصوصا الضباط الدروز وابناء الطائفة الاسماعيلية 1967 و1969 على الترتيب.
وفي ظل شعارات البعث تحالف الاسد الابّ مع سنّة الارياف، نكاية بسنّة المدن. وتحت شعارات البعث، كان الدخول الى لبنان بضوء اخضر اميركي- اسرائيلي من اجل وضع اليد على "مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان. والعبارة الاخيرة،  هي التي استخدمها اليهودي هنري كيسينجر في تبريره السماح لحافظ الاسد بدخول اراضي لبنان عسكريا وامنيا.
تحت شعارات البعث، كانت الحرب على البعث الآخر في العراق والسير في ركاب ايران خلال حرب الخليج الاولى بين 1980 و1988. وتحت شعارات البعث اغتيلت مجموعة كبيرة من زعماء لبنان بدءا بكمال جنبلاط وصولا الى رفيق الحريري، مرورا بالمفتي حسن خالد ورئيسين للجمهورية هما بشير الجميّل ورينيه معوّض.
تحت شعارات البعث، خرج المسلحون الفلسطينيون من لبنان، لتحل مكانهم، بتسهيلات سورية، ميليشيا مذهبية تابعة لايران اسمها "حزب الله".
كان البعث بشعاراته صالحا لكلّ الاستخدامات. كم من الجرائم ارتكبت باسم البعث وشعاراته؟
بقيت الحال كما هي عليه طوال خمسين عاما. كانت هذه الشعارات قادرة على تغطية كلّ انواع الجرائم والممارسات داخل الاراضي السورية وخارجها، بما في ذلك جريمة حماة في العام 1982. كذلك، كانت تلك الشعارات غطاء لسياسات، ذات طابع ايجابي، اقلّه ظاهرا، على الصعيد الاقليمي، سياسات لا علاقة لها بالسياسات المعلنة للنظام. الدليل على ذلك، مشاركة الولايات المتحدة في حرب تحرير الكويت. وقد تبيّن ان تلك المشاركة لم تكن سوى غطاء للحصول على موافقة من واشنطن على البقاء في لبنان وارتكاب مزيد من الجرائم في حقّ اللبنانيين وترسيخ الشرخ الطائفي والمذهبي في البلد!
باختصار، قام نظام البعث السوري على الابتزاز. ما لايمكن تجاهله في ايّ وقت هو ان هضبة الجولان احتلت في العام 1967 عندما كان حافظ الاسد وزيرا للدفاع، كما كان يتأهّب للانقضاض على رفاقه تمهيدا لاحتكار السلطة في تشرين الثاني- نوفمبر 1970. لا تزال الهضبة محتلة الى اليوم. لم تبذل سوريا- الاسد اي محاولة جدّية لاستعادتها لا عبر المفاوضات ولا بالوسائل العسكرية!
كانت شعارات البعث صالحة حتى لتبرير هزيمة حرب حزيران 1967 ثم لاتفاق فك الارتباط مع اسرائيل في العام 1974 بعد حرب تشرين1973 التي اراد حافظ الاسد توظيفها لمصلحة النظام الذي والاستيلاء على لبنان بدل ان تكون مدخلا لاستعادة الجولان.ومنذ ذلك التاريخ تحول الأسد إلى كلب حراسة للحدود الشمالية لإسرائيل والحليف الأوثق لها.
في السنة 2013، بعد خمسين عاما على انقلاب الثامن من آذار، لم يعد السؤال ما مستقبل البعث في سوريا؟ السؤال ماذا ستفعل ايران بسوريا؟ كيف ستتقبل خسارة كلّ هذا الاستثمار في هذا البلد بعدما صارت خسارتها للنظام مؤكدة؟ هل تبقى سوريا ام انها ستنتهي مع سقوط النظام الذي جاء به البعث اصلا وانتهى في مكان له علاقة بكلّ شيء ما عدا بالنظريات البعثية،من المضحك تذكر شعار البعث
 "امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة". لم تعد المسألة مرتبطة بتوحيد الامة العربية بمقدار ما انها مرتبطة بابقاء الطائفة العلوية ملتفة حول العائلة الحاكمة. انها نهاية تليق بالفعل بالبعث السوري!

الأنثى

   ا لحبُّ عند "آرثر شوبِّنهاور - نفى شوبنهاور عن إناث البشر أي سحر جسدي حقيقي ، وأضاف أننا نخطئ حين نطلق لفظ "الجنس اللطيف" ...