إن الطبيعة الحقيقية لنظام "ألمافيا \الشبيحة "الحاكم في موسكو تتماثل لحد التطابق مع نظام الشبيح الأول :يشار الأسد الحاكم في دمشق تحت مسمى أسروي طائفي بحت ،لذلك فمن الممكن نظرياً تفسير سلوك حاكمها القيصر الأحمر بوتين وفق ذات المنطق اللا أخلاقي الذي يساعد على فهم مسار نظام العصابة الأسدية في دمشق.
من مصلحة "بوتين" توريط العرب والغرب وتركيا فيما صار يعرف ب"المستنقع السوري" وهو المستنقع الذي خلقه نظام اﻷسد بغبائه وحمقه وبدأ يغرق فيه. بالنسبة "لبوتين" نظام العصابة في دمشق هو نظام منتهي الصلاحية، وشبيح موسكو لا يكن للأسد وعصابته سوى كل الاحتقار بسبب غبائهم وعجزهم عن قمع الثورة السورية، في حين تمكن هو من سحق الحركة التحررية في الشيشان بعدما سوى "غروزني" باﻷرض. مصالح "بوتين" هي مع ٳيران وٳسرائيل والصين وليس مع اﻷسد الشحاذ.
هل يكون "بوتين" ٳذاً هو من يزيد من توريط نظام اﻷسد الذي فقد كل قدرة على المناورة وعلى ٳسماع صوته حتى أصبح لافروف هو الناطق الرسمي باسم الأسد؟
إن بوتين مدرك أن الغرب والناتو لن يتدخلا في سوريا ما دام سيد البيت اﻷبيض "اوباما" غير راغب في التدخل خوفاً على فرصه في ٳعادة انتخابه. يريد "بوتين" مراكمة الانتصارات والاستفادة من وجود رئيس ضعيف وخانع في واشنطن بهدف استرداد المواقع التي خسرها الروس مع انهيار الامبراطورية السوفييتية وخروجهم مهزومين من الحرب الباردة. يخشى "بوتين" أن لا تتكرر هذه الفرصة فقد يأتي في تشرين الثاني المقبل ٳلى البيت اﻷبيض رئيس أمريكي قوي وأكثر صرامة من الرئيس الأسود الذي قنع من الغنيمة باﻹياب.
وهكذا فإن بوتين يظن نفسه رابحا من استمرار المذابح في سورية سواء تدخل الغرب بضغط الرأي العام العالمي أم بقي خارج اللعبة بضغط الرئيس الذي حصل على جائزة نوبل للسلام بدون أن يعرف أحد لماذا منحت له.
بوتين سيربح مهما كانت المواقف العربية والغربية ﻷن العالم كله تخاذل عن دعم الشعب السوري وتركه أعزل في مواحهة نظام سفاح لا يستعمل القوة إلا ضد المدنيين العزل من السلاح وهكذا يحاول بوتين إفهام اﻷتراك وليس فقط العرب أن الناتو نمر من ورق وأن الصديق اﻷمريكي غارق في انتخاباته ولا يهمه لا دم ولا كرامة الإنسان. ٳن تورط العرب في "المستنقع" السوري لوحدهم، يكونوا قد أوقعوا أنفسهم في "أفغانستان" خاصة بهم وسوف يواجهون أزمات لا تنتهي مع ٳيران واﻷكراد ومع العلويين والشيعة.أما إذا وقع "اردوغان" في المطب الذي رسمه له سيد الكرملين فقد تشتبك تركيا مع ٳيران وفي ذلك كل الخير لشبيح موسكو وعصابته وحتى لمهووسي طهران. أسعار النفط سترتفع وسيعيد "بوتين" مجد أوائل الثمانينات أيام الحرب العراقية اﻹيرانية وسيجد تصريفا للسلاح الخردة البائر في المخازن الروسية. "الوالي الفقيه" في طهران سيجد مخرجاً من مأزقه التاريخي وسيلقي بالمسؤولية عن فشله في تحقيق الازدهار لشعبه على عاتق "الشيطان اﻷكبر" اﻷمريكي وصنيعته في أنقرة.
هل هي مصادفة أن يزور "بوتين" زعيم محور الشر، في هذه اﻷجواء، ٳسرائيل مع وفد مؤلف من 400 مرافق، ربما ليطمئن حليفه اﻹسرائيلي على أحوال و"صمود" صديقهما في دمشق وعلى أن خططهم في اﻹيقاع بالعدو المشترك "اردوغان" سائرة في طريقها. "بوتين" سيزور صديقاً آخر له هو أيضاً مصلحة في استمرار صمود نظام الشبيحة في دمشق. العاهل الهاشمي في عمان يريد الاطمئنان على أحوال نظام الممانعة في سوريا خوف أن تنتقل عدوى الحرية ٳلى المملكة اﻷردنية بالمناسبة، الملك "عبد الله الثاني" هو سليل العائلة الهاشمية ذاتها التي "هبت" لتحرير الشام من "الاحتلال العثماني البغيض" وطعنت اﻷتراك في الظهر بمعونة البريطانيين. سليل هذه العائلة لا يرى ضرورة للتحرك من أجل التخفيف من سفك دماء السوريين ناهيك عن تحريرهم من جلادهم اﻷسدي. على العكس من ذلك، يفضل العاهل الهاشمي استمرار اﻷسد ضعيفاً ومنهكاً، بدل أن يرى دولة سورية ديمقراطية وحرة وصديقة للأتراك. يبدو هذا قاسماً مشتركاً بين "بوتين" وأصدقائه في تل أبيب وعمان وطهران.
أفكار نظام اﻷسد، وسيده الروسي، النيرة تستحق أن يخصص لها موسوعة كاملة في فن الجريمة على مستوى الدول. "عاش نظام الشبيحة الأسدي الروسي الإيراني".