1- الهلال الخصيب :بلاد الشام مع العراق : جغرافيا منطقة واسعة جغرافيا تزيد مساحتها عن مليون كم مربع, لا تتلقى الكثير من الامطار ولكن تمر فيها ثلاثة أنهار كبيرة وعدد قليل من الانهار الصغيرة على ساحل المتوسط .تتعرض المنطقة لموجات جفاف دورية تستمر5-7 سنوات ومياهها الجوفية غزيرة ولكن الأحراج والغابات فيها مدمرة. نفس العوامل التي ادت الى ظهور الزراعة فيها منذ فجر التاريج البشري 7000 سنة قبل الميلاد هي التي تؤدي الى ضعف الانتاج الزراعي الآن ومحدوديته.
2- التكنولوجيا الزراعية قديمة وتفتقر الى التكنولوجيات الحديثة الصناعية والرقمية والاتصالات و لا تملك القدرات الضرورية للتنافس في العصر الحديث ولتأمين حاجات الأعداد المتزايدة من السكان خاصة مع مهدل الخصوبة العالي فيها. اما اداريا فنحن أسوأ من دول العصور الوسطى وان تشتت الهلال الخصيب بين عدة دول يجعل من المستحيل نجاح اي منها لوحدها.
3- منذ الالفية الثانية قبل الميلاد والتدخل الخارجي والغزو سواء من تركيا او ايران او مصر اذا تجاهلنا اوروبا واسيا و هذه المعادلة لا تزال صحيحة، ظهور البترول في دول الخليج العربي كان نقمة لانها ليست دول عدا السعوديةوهي دولة قوية ولكنها غير منتجة لا زراعيا ولا صناعيا ولا تجاريا ولا ثقافيا وهي معزولة عن العالم منذ انتقال الخلافة الإسلامية خارجها . أدى ذلك الى وقوع المنطقة في مدارات الدول التي تسيطر على النفط التي لا ترى فينا شركاء وانما مثيري شغب يجب السيطرة عليهم. خضعنا لاملاءات الحرب الباردة وقطبيها، وخضعنا لاملاءات البترول، ونخصع لاملاءات الامبراطورية الامريكية المسيحية التي تعتبر اسرائيل رمزا للرضا الالهي عنها وإبعادا للمشكلة اليهودية منها أما بالنسبة لاوروبا فلسنا سوى أعداء ومهاجرين او مجرد سوق للبضائع ومصدرين للمواد الاولية .
4- المنظومة الاقتصادية العالمية تقوم على الصناعة والتكنولوجيا الرقمية. وموقعنا منها هو منتج لاحدى اهم المواد الاولية اي البترول، ومستهلك على احسن تقدير. لا ننتج ما يمكن مداولته عالميا وليس لدينا المعرفة لان ننتج اي شيء تنافسي حاليا. حتى منتجاتنا الزراعية غير تنافسية.
5- لدينا رأسمال من مصدرين الترانزيت والبترول لكننا لا نحسن استخدامهما. اموالنا، سواءا كانت في ايدي الحكام ام في ايدي النخب التابعة للحكام ، هي مجرد نقد لا ينتمي لنا , يسعى للربح السريع ويخزن في بنوك الدول الغربية.
6- المؤسسات لدينا ضعيفة سواءا في الدولة او الاقتصاد او المجتمع المدني. نحن مجتمعات اهلية يغلب عليها التنظيم الاسري والعشائري والطائفي والمعرفة المنتشرة هي معرفة ادبية ودينية وليست معرفة تقنية وادارية.ذلك فهي طاردة للمواهب لانها قائمة على استغلال النفوذ والجهل والفساد والمحسوبية، وهي ضد المؤسسات لان المحسوبية تخشى المؤسسة.والدولة جمهورية أو ملكية قائمة على حكم أسرة واحدة وامتداداتها وحلفائها والنخب السياسية والاقتصادية في منطقتنا منفصلة عن العامة والشعب ولا تشجع إلا الثقافة الحافظة والتعليم الديني الجامد.