
في أواسط سبعينيات القرن الماضي ذاعت أخبار جندي ياباني لم يصدّق أن الحرب العالمية الثانية انتهت في آب 1945، وواصل “الحرب“، في الأدغال 29 سنة حتى 1974، ولم يستسلم إلا بأمر شفوي، وجهاً لوجه، من قائده السابق؛ أونودا كان ضابط استخبارات، في الثانية والعشرين من العمر، تلقى دورة خاصة في حرب العصابات قبيل نهاية الحرب، وكُلف مع فرقته بالتمركز في احدى الجزر بالفليبين ، والقيام بعمليات استطلاع وتخريب ضد القوات الأميركية في حال نزولها هناك،وعلى الرغم من مُقتل رفاقه على مدار كل تلك السنوات، وقدوم بعثات متلاحقة من اليابان للبحث عن الفرقة في الأدغال، ورغم أنه لم يكن معزولاً عن العالم، إلا أنه لم يُصدّق أن الحرب قد انتهت، وأن اليابان يمكن أن تُهزم.هكذا عاش ككائن خرافي تُطارده الكواسر في الأدغال ،يجهد لتدبير الماء والدواء والطعام والكساء، والتعايش مع الحشرات والقوارض، والفصل الماطر، وعدم الاستقرار أو النوم في مكان واحد أكثر من بضعة أيام. ومع ذلك، أراد البقاء حياً أطول فترة ممكنة ليتمكن من إلحاق الخسارة بالعدو:هل تذكركم هذه الحكاية بجيش" ابو شحاطة " وتركه الجولان لجيش العدو بدون قتال فقط لأن وزير الدفاع آنذاك حافظ الوحش أعلن سقوط القنيطرة!!!!
الجندي “هيرو أونودا”، استسلم في1974، بعد 29 سنة من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتوفي في 2014 وعمره 91 سنة ونشر مذكراته في كتاب بعنوان " لا استسلام:حربي لثلاثين عاما"